تشكل الصناعة العديد من العمليات التي تعمل على تحول المواد الخام إلى منتجات نهائية تساهم في تلبية احتياجات الناس، وقد تأثرت الصناعة ككل بالتغيرات في حياة الإنسان؛ جاء ذلك بالتزامن مع تطور مراحل
البيئة
الاقتصادية التي تؤثر على نمو المجتمع وازدهاره منذ أن اعتمد في البداية على رعي الماشية، والانتقال من مكان إلى آخر، ثم إبداء الاهتمام بالعمل الزراعي، مما يؤدي إلى تحول المجتمعات إلى مجتمعات صناعية تتميز باعتمادها على المؤسسات والمؤسسات العاملة في مجال الصناعة؛ ما ساهم في تحويل الإنتاج الزراعي أو الموارد الطبيعية المتناثرة على سطح الأرض أو المستخرجة من أعماقها إلى مجموعة من المنتجات المفيدة للمجتمع البشري.[1]
يمكن تعريفه بأنه العملية الدقيقة التي يتم من خلالها إنتاج بعض المواد لاستخدامها في حياة الإنسان، وتتكون عملية التصنيع من مجموعة من المراحل، يستغرق كل منها قدرًا معينًا من
الوقت
اعتمادًا على ما يتم إنتاجه.
وكانت عمليات التصنيع من أهم أسباب تطور الحياة البشرية من خلال تطوير عمليات الإنتاج في أنظمة الحياة المختلفة ، والحديث عن عمليات الصناعة والإنتاج، مما أدى إلى ما يسمى بالثورة الصناعية، والتي كان
العالم
فيها شهد انتقالا نوعيا من نظام الحياة الريفية القائم على الزراعة نحو نظام صناعي متحضر، وكانت بريطانيا هي نقطة الانطلاق للثورة الصناعية لإظهار بعض مفاهيم التصنيع.[1]
الصناعات التحويلية هي عملية تعتمد على الإمكانات البشرية والآلات، ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الصناعة التحويلية هي التحول الميكانيكي للمواد غير العضوية أو العضوية؛ بهدف الحصول على مواد جديدة باستخدام الوسائل اليدوية أو الآلية المستخدمة في المنازل أو المصانع؛ وبالتالي، يمكننا القول أن الصناعة التحويلية ككل سعت إلى تلبية جميع
الاحتياجات
البشرية التي تتزايد بمرور الوقت من خلال توفير السلع الاستهلاكية أو السلع الثانوية التي تستخدم كمواد خام في التصنيع.
تنقسم الصناعة التحويلية إلى عدة قطاعات، يعمل كل منها في منطقة معينة، ومن الأمثلة على أهم الصناعات التحويلية: صناعة الطائرات، تجهيز الأغذية، وصناعة المنسوجات، وصناعة الملابس، وصناعة الورق، والنجارة، وصناعة المنتجات البترولية، وصناعة الكيماويات، صناعة المنظفات، وصناعة البلاستيك وصناعة المعادن، صناعة السيارات، صناعة المتفجرات والأسلحة، والصناعات الإلكترونية مثل أجهزة
الكمبيوتر
والآلات والأجهزة الكهربائية.[2]
لقد أثرت الصناعات التحويلية بشكل كبير على تاريخ الاقتصاد؛ حيث روج لتطوير العديد من المصطلحات والمفاهيم الاقتصادية ودعم أصحاب رأس المال والعمالة في المجتمعات، وقبل أن تطور الصناعة التحويلية وتصل إلى مستوى النشاط الاقتصادي، ظهرت عدة مهن تعتمد على جهود الأفراد.
وفيما يتعلق بظهور الصناعة، فإنها تعود بشكل أساسي إلى مرحلة الثورة الصناعية في الفترة ما بين 1760-1840 م، أين تم الانتقال من الحرف اليدوية إلى الهندسة الميكانيكية؟ وساهم ذلك في تحول الصناعة التحويلية التي تأثرت بعدة أحداث كبرى، كان من أهمها تطوير الابتكارات التي ساعدت على تحسين وزيادة كفاءة الإنتاج؛ نتيجة لذلك، انخفضت تكاليف الحصول على المنتجات من مختلف الصناعات.
وكان لتطور الصناعات التحويلية تأثير إيجابي على قطاعات الاقتصاد في دول العالم، ولا سيما دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان حيث أدى ذلك إلى دعم تطوير كفاءة القوى العاملة، وتعزيز المهارات المهنية والوصول إلى مستويات معيشية أعلى، كما تميزت المجتمعات الصناعية بقدرتها على مواكبة كل التطورات الصناعية، مما أدى إلى تحسينات في
التعليم
والتدريب، وكذلك تنوعت مجالات المعرفة البشرية في مجالات المحاسبة والاقتصاد والهندسة والطب والعلوم الطبيعية والرياضيات أي أن تحسين القطاع الاقتصادي في هذه البلدان أدى إلى زيادة الطلب على المتخصصين، وقد سهل ذلك توفير قوة عاملة ماهرة وماهرة تلبي متطلبات أنشطة الإنتاج.[2]
يعتمد نموها على تلبية مجموعة من المتطلبات؛ ما يدفع نموها وتطورها بأفضل طريقة، ومن أهم الأمثلة المواد الخام والطاقة حيث أن القاعدة الأساسية لتنفيذ أعمال الصناعات التحويلية هي استخدام المواد الخام وتحويلها إلى شكل آخر، وبالتالي، فإن تحقيق النمو في هذه الصناعات يعتمد على الاستخدام الأفضل لجميع أشكال الموارد المتاحة، مع ضمان توفير العمالة الماهرة.
وبما أن للمكونات البشرية أهمية كبيرة في تطبيق عمليات التصنيع، فإن استخدام الآلات والأجهزة الحديثة لا يعتبر سببًا للتخلي عن العناصر البشرية، بل يعتمد عملها على الحاجة إلى عاملين مدربين على العمل معهم للاستفادة من وجودنا في بيئة التصنيع.
كما يعد طلب السوق هو طلب آخر لنمو الصناعة التحويلية، حيث أنها طريقة تستخدم لقياس حجم صناعة تصنيع معينة، كما أنها تساعد في
تحديد
حجم السوق الذي ستوجد فيه تلك الصناعة، وتساعد على معرفة المعروض من المنتجات المصنعة؛ مما يساهم في تحديد حجم عناصر الإنتاج التي تساعد على تحقيق هذه الصناعة.
ويعتبر رأس المال هو أحد متطلبات نمو الصناعات التحويلية، حيث أنه يساهم في إنشاء قاعدة أساسية لبناء أي نوع من الصناعات التحويلية، ويساعد أيضًا في تطوير وزيادة حجم الصناعات التحويلية التي كانت موجودة في الماضي، ويجعل من الممكن توفير رأس المال؛ بسبب المدخرات المالية.
استند الهيكل القطاعي للبيئة التصنيعية للصناعات التحويلية في دول العالم على تصنيفها في شكل مجموعة تصنيفات لكل منها خصائص تميزها عن غيرها، وفيما يلي معلومات عن أهمها هذه التصنيفات:[1]
تتلخص العلاقة بين المجتمع والصناعة على أساس طبيعة ونوعية المجتمع، ويمكن تقسيم المجتمعات إلى ثلاثة أشكال وهي: