ما هي الشخصية أحادية البعد
ما هي الشخصية أحادية البعد في الأدب
الشخصية أحادية البعد أو كما تعرف باسم الشخصية السطحية، وهي أحد الشخصيات الروائية في الأدب والتي يقوم الكاتب باستخدامها للقيام بسرد القصة، ولا ضير من وجود شخصية أحادية البعد في أي عمل روائي لكن إذا تعددت الشخصيات الأحادية في أي رواية فهذا يصبح نقطة ضعف وثغرة يستغلها النقاد لنقد أي عمل أدبي في مراجعتهم، والشخصية الأحادية هي شخصية نمطية وسهلة ويسهل التنبؤ بأفعالها ووصفها ولا تمت إلى الشخصيات الواقعية بأي صلة.
ولقد تم تعريف الشخصية الأحادية في مراجعة الكتب بأنها شخصية نمطية ينقصها العمق والواقعية، فلا يبدو عليها بأنها شخصية تتعلم من خبراتها أو تطور من نفسها خلال أحداث الرواية، فهي شخصية سطحية لا تمتلك أي مشاعر أو أحاسيس معقدة، ولا يوجد أي حوافز تعمل على تحريكها،ولا تُظهر خلال القصة أي وجود لحس التعلم، وقد يقوم الكاتب باستخدام مثل هذه الشخصية للقيام بإبراز سِمةٍ مُعيَّنةٍ غالبًا ما تكون غيرَ مرغوبة.
وتعرف الشخصية الأحادية في الأدب باسم الشخصية السطحية، وهي من الشخصيات التي لا تطور خلال القصة ولا تتغير منذ بداية القصة إلى خاتمتها، فهي شخصية تمتلك القليل من المشاعر العميقة بل كل ما يظهر عليها هي المشاعر السطحية، وتكون مجرد عامل ثانوي للقيام بإبراز الشحصية الرئيسية في الرواية، وتمتلك مثل هذه الشخصيات منظور بسيط وضيق عن الحاية وعن مشاكلها، ولا تُظهر استيعابًا لمشاكل القصة وأحداثها فهي شخصية تمتلك ردات فعل غير مفهومة أو مبررة فكل ما تقوم به هو لخدمة القصة فقط وليس لخدمة تطورها، وغالبًا ما تكون شخصيّاتُهم نمطيَّةً، وتُستخدَم كوسيلةٍ أدبيَّةٍ لتحريك السَّرد.
أمثلة على الشخصية أحادية البعد
يمكننا القيام بتلخيص الشَّخصيَّة أحادية البعد في صفة واحد أو في طابع معين فعندنا مثلًا رواية الكاتب إريك ماريا ريمارك «كل شيء هادئ على الجبهة الغربيّة» (
All Quiet on the Western Front
) عام 1929، هناك شخصية في الرواية تدعى كاتوريك مُعلِّم باول بومير في المدرسة الثَّانويَّة تصلح مثل هذه الشخصية للقيام بدور الشَّخصيَّة أُحاديَّة البُعد، حيث يمكننا ببساطة أن نلخص شخصيَّته في سمة واحدة وهي نزعته الوطنيَّة المثاليَّة طوال الرواية، فرغم ما واجهه جراء قيام الحرب من فظائع وأفعال شنيهة إلا أنه ثابت على وطنيته الفير مفهومة، وهناك العديد من الأمثلة على الشخصيات أحادية البعد في الكتب والأفلام والمسلسلات والمسرحيات الشهيرة ومنها ما يأتي:
-
شخصيَّة المدعو (بينفوليو) من مسرحيَّة «
روميو وجوليت
» للكاتب ويليام شيكسبير.
-
شخصيَّة المدعوة (إليزابيث بروكتور) من مسرحيَّة «
البوتقة
» للكاتب الشهير أرثر ميللر.
-
شخصيَّة المدعو (جيرتيود) من مسرحيَّة «
هاملت
» للكاتب ويليام شيكسبير.
-
شخصيَّة (السيدة مودي) من رواية أن «
تقتل طائرًا بريئًا
» للكاتبة هاربر لي.
-
شخصيَّة المدعوة (بالآنسة هافيشام) في رواية «
الآمال الكبرى
» للكاتب تشارلز ديكنز.
-
شخصيَّة البطل في رواية (شيرلوك هولمز) من «
مغامرات شيرلوك هولمز
» للكاتب آرثر كونان دويل: ويمكننا تلخيصه في جملةٍ وحيدةٍ: هي أنه مُحقق رائع وباردٌ وذكيّ لكن شخصيته لا تمتلك أي تطورات طوال القصة.
-
شخصيَّة (جيني ويزلي) في روايات
هاري بوتر
لجي. كي. رولينغ: ويمكن وصف هذه الشخصية في جملة واحدة هي فتاة مُشاكِسة ونشيطة، وهي أصغر أخواتها في عائلة ويزلي، وكان هدفُ وجودها في الرواية هو أنْ يحبها البطل هاري بوتر فيما بعد. [1]
نصائح لتفادي الكتابة عن الشخصية أحادية البعد
الشخصية أحادية البعد هي أحد الشخصيات الروائية في الأدب والتي ينقصها الصراع الداخلي ووجود الجوانب المتعددة في شخصيتها الأحادية، وينظر إلى وجود مثل هذه الشخصية على أنه أمرٌ سيء في دميع الأحوال، فوجودها بحد ذاته عامل ضعف في أي رواية، خصوصًا بالنِّسبة للكتّاب الذين يكتبون للمرَّة الأولى، لكن ما دام الأمر مقتصر على وجود شخصية أو اثنين على الأكثر يتسمان بالسطحية والبساطة لأجل غرضٍ ما فهو ليس بالأمر الجلل ما دامت هذه الشخصية ليست بطل أو بطلة العمل الروائي، في هذه الحالة لا يكون وجوزدها سلبي إذا ما قام الكاتب باستخدام مثل هذه الشخصية بشكلٍ صحيح، وغالبًا ما يكون السَّرد ناجحًا إذا ما قام الكاتب بالجمع بين الشَّخصيّات السَّطحيَّة والمُعقَّدة بشكل مرتب.
وعلى أي كاتب أي يمتلك منظور تطوري قوي لأي شخصية سوف يخلقها وذلك حتى يستطيع أن يخلق شخصية معقدة تمتلك بعض العمق في مشاعرها وأحاسيسها، وذلك كي تصبح هذه الشخصية التي يصنعها الكاتب ما هي إلا محاكاة لشخصية الإنسان الحقيقي في الحياة الواقعية، وذلك حتى يصبح القارئ قادر على التعلق والارتباط بمثل هذه الشخصية الخيالية التي تحمل سمات الإنسان الواقعي، وذلك لأنها تصبح أكثر إثارة للاهتمام وأكثر قربًا للواقع، ولأن التعمق في الشخصية يقوم بإظهار التعقيد الذي تحمله القصة والتحديات التي يواجهها شخصياتها كما أنه يوضح الجوانب المختلفة للشخصيات.
ما هي الشخصية متعددة الأبعاد
هي الشخصية التي تقايل الشخصية أحادية البعد فهي شخصية معقدة وعميقة وتشهد الكثير من التطورات أثناء الرواية، فهي شخصية تمتلك مشاعر مختلفة وعميقة وذات أبعاد كثيرة ومختلفة، ووجودها في أي عمل روائي يعتبر مصدر قوة له.
أمثلة على الشخصية متعددة الأبعاد
شخصية تيريون لانيستر من
مسلسل صراع العروش (game of thrones)
تظهر لنا هذه الشخصي في صورة شخص يقضي حياته في شرب الخمر ويظهر مخمور في معظم المشاهد، لكن على الرغم من ذلك فهو شخص نبيل ولطيف وذلك عندما يستعدي الموقف، ومن سماته البارزة خلال المسلسل ما يأتي:
-
شخصية ذكية جدًا على الرغم من ارتكابها للرذائل وإدمانها للخمر.
-
شخص محب ومحخلص لعائلته، لكن في نفس
الوقت
يختلف معهم كثيرًا وقد يكرههم في بعض المواقف.
-
يكره أحته لكنه يكن مشاعر
الحب
لأخيه، مما يجعله يظهر أمامنا في صورتين مختلفتين وبمشاعر وردود أفعال مختلفة.
طل هذه السمات تعطي عمقًا وأبعاد متعددة لمثل هذه الشخصية، وتجعل منها شخصية حقيقة تُحب وتكره وتغضب مما يجعلها مثير للاهتمام.
نصائح لخلق شخصية متعددة الأبعاد
عند كتابتك لشخصيات متقنة وجيدة يساعدك هذا ككاتب في أن تتقرب من القارئ وجعله يستغرق في سرد القصة، كما يزيدة تعلقًا بشخصياتها، ومن أم النصائح التي يجب على الكاتب اتباعها لخلق شخصية قوية متكاملة ومتعددة الأبعاد عليه انباع ما يلي:
-
عليه أن يسمحْ لشَّخصيّات الروياة بأن تمتلك آراء قويّة خاصة بها، وعليه أن يعطي شخصياته في الرواية مزيج من السِّمات المُترابِطة، مثل الصِّفات الإيجابية لكن إلى جانبها بعض العيوب الشَّخصيّة كالأخطاء والمخاوف، وذلك كي تكون لديهم سمة الشخصياتى الواقعية، وهذا ما سيجعلهم شخصيّات مُعقدة.
-
عليه أن يشارِكْ حوافز ورغبات الشَّخصيّات من خلال التعمق في أفكارهم وأفعالهم والعوائق التي يواجهونها مثل باقي شَّخصيّات الرواية.
-
بعض الشَّخصيّات عليها أم تكون محاط ببعضٍ من الغُموض والأسرار؛ ذلك لأن إعطاء القارئ الكثير من المعلومات دفقةً واحدةً أمرٌ غيرُ واقعي البتة، فعليه أن يجعل القارئَ يُعامِل الشَّخصيّات الرِّوائيّة مثل أي شخص قابله القارئُ للمرَّةِ الأولى، واسمحْ لهم بالتَّطوُّر خلال فتراتِ القصَّة المُختلِفة.[2]