خريطة سبتة بالتفصيل

سبتة

تقع

سبتة

على الساحل المغربي عند مدخل

البحر

الأبيض المتوسط ​​بالقرب من جبل طارق، وتبلغ مساحتها 20 كيلومترًا مربعًا ويبلغ عدد سكانها 77 ألف نسمة، ونظرًا لموقعها الاستراتيجي، استولى عليها الرومان في عام 42 بعد الميلاد، وبعد حوالي 400 عام طرد الفاندال الرومان من المدينة، ثم استولى عليها البيزنطيون، ثم القوط من إسبانيا.

كانت سبتة قاعدة للغزو الإسلامي بقيادة طارق بن زياد من إسبانيا، عندما غير حاكمها القوطي جوليان موقفه ودعا المسلمين لغزو إسبانيا بعد سقوط الخلافة الأموية، حيث سادت الفوضى حتى سيطر عليها المريدون، واتخذوها قاعدة لمهاجمة الأندلس عام 1084.

استمر تغيير السيادة على المدينة حتى احتلها البرتغاليون عام 1415 بقيادة الأمير هنري مور الذي كان هدفه القضاء على نفوذ المسلمين في المنطقة، ثم أصبحت المدينة أسبانية عندما تولى الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا الحكم في البرتغال عام 1580، بعد أن اعترفت إسبانيا باستقلال البرتغال، وفقًا لمعاهدة لشبونة عام 1668، تنازلت عن سبتة لإسبانيا.

سادت الفوضى بعد سقوط الخلافة الأموية حتى سيطر المريدون عليها واستخدموها كقاعدة لمهاجمة الأندلس عام 1084، ويتكون سكانها من عدة ديانات، بما في ذلك المسيحيين والمسلمين والأقليات اليهودية والهندوسية بعد استقلال المغرب عن إسبانيا وفرنسا عام 1956، احتفظت إسبانيا بسبتة التي كانت منطقة حكم ذاتي منذ عام 1995.

سبتة ومليلة جغرافيًا

تقع مدينة سبتة التي تبلغ مساحتها حوالي 28 كيلومترًا مربعًا، في أقصى شمال المغرب على البحر الأبيض المتوسط وفي عام 1415 احتلها البرتغاليون، وفي عام 1580 احتُلت من قبل إسبانيا، ويرجع السبب في ذلك لأنّها تحتل موقعًا استراتيجيًا مهمًا للغاية، وذلك بفضل وقوعها مواجهة لشبه جزيرة مالطا في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​ومضيق جبل طارق وهي محاطة بالمياه من ثلاث جهات شمالية وشرقية وجنوبية، وتفصلها عن السواحل الأندلسية مسافة 21 كيلومترًا فقط.

كانت مدينة سبتة خلال القرنين السادس والسابع الهجري من أهم مراكز الحركة العلمية على الساحل المغربي، خاصة وأن هذه المدينة أنجبت أعظم شخصية علمية مغربية، أبرزهم القاضي عياد رحمه

الله

من مواليد عام 476 هـ، وقد قال بعض المؤرخين إنه لم يكن هناك قاضي عياد لكسر المغرب

وكذلك أول شخصية علمية في تاريخ الجغرافيا، الشريف الإدريسي السبتي، المتوفى عام 562 هـ، الذي صنع أول

خريطة

رسم عليها

العالم

وأوضحت مواقع الدول والبحار والأنهار والجبال، ثم شرحها في كتابه “نزهة المشتك” حيث قسم البلاد إلى سبع مناطق، وكل منطقة قسمها إلى عشر بأقطار متساوية.



أما

مليلية

الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب، وتبلغ مساحتها 12 كيلومترًا مربعًا، فهي تحكمها إسبانيا منذ عام 1497، منذ عام 1992، تتمتع المنطقة بشكل من الحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار من البرلمان الإسباني من السنة


1995، وتعد هذه الصيغة لا تشمل إنشاء برلمان مستقل، بل المجلس، ثم مجلس الحكومة، ولكل من الرئيس و 25 نائباً في المجلس صفة المستشارين.

معدل البطالة بين المغاربة في المدينتين أعلى من 30 في المائة، وهو من بين أعلى المعدلات في إسبانيا، كما تجذب المدينتان آلاف التجار والعمال اليدويين من البلدان المغربية الذين يعبرون الحدود من المغرب كل يوم لكسب لقمة العيش في هذين الجيبين، كما ثار المسلمون في المدينتين عام 1985 احتجاجا على “قانون الأجانب” الذي طالب جميع الأجانب في إسبانيا بتسجيل أسمائهم لدى السلطات أو طردهم بالخارج.


أصل الصراع

لم يكن التنافس بين أمراء الأندلس على السلطة والأعداء الذين استغلوا هذه الفرصة سببًا لسقوط الأندلس فحسب، بل كان أيضًا سبب سقوط سبتة ومليلية، فبعد سقوط غرناطة، آخر حصون المسلمين في الأندلس عام 1492م، ترك البابا يد إسبانيا تسيطر على ساحل البحر الأبيض المتوسط في المغرب والبرتغال على ساحل المحيط الأطلسي، ولم تكن دعوة بابا الفاتيكان سلوكًا شاذًا، بل كانت خطة منهجية، فقد أصدرت الملكة الكاثوليكية إيزابيلا أمرًا يحدد ضرورة قيام الكاثوليك بمهاجمة المغرب وتحويل المسلمين المغاربة إلى المسيحية ورفع الصليب على تلك البلدان.

محاولات الاستراد

يقول الفقيه سيدي أبي العباس بن محمد بن عبد الرحمن البقالي: “كان سقوط سبتة يوم الأربعاء “7 جمادى الثاني 818 هـ” الموافق 14/8/1415 م، وبعد الدفاع المرير، غادر سكانها واستقروا في القرى المجاورة، لا سيما في القرية الواقعة على الساحل، على مضيق جبل طارق بين سبتة والقصر الصغير وينتظرون العودة إلى مدينتهم، وبعد سبعة أيام هاجم المسلمون القوات المهاجمة وألحقوا بها خسائر فادحة مما دفع الغزاة إلى طلب المساعدة من البرتغال التي أرسلت جيشًا بقيادة طاغوتهم محمولًا على 100 سفينة.

وفي عام 819 هـ / 1416م أرسل أمير فاس القائد بن عبو لقيادة جيش كبير حاصر سبتة لمدة 19 شهرًا، لكنه فشل في مهاجمة المدينة التي أقام فيها البرتغاليون تحصينات ضخمة، ويضيف الفقيه البقالي: “السلطان العربي عثمان بن إبراهيم الذي تولى الحكم من 800-823، حاصر سبتة عام 821 هـ / 1418 م، لكن الحصار لم يدم طويلًا وأجبر الجيش على الانسحاب”.

وكانت هناك محاولات أخرى مثل محاولات القائد صالح بن صالح العزيفي، وعدة هجمات للمجاهدين كان أشدها هجوم عام 833 هـ / 1430 م، والذي استشهد فيه قائدهم بجانب 100 مجاهد آخر، وهاجم البرتغاليون في الحادي والعشرون من ربيع الأول 841 هـ الموافق 22/9/1437 هـ، طنجة بجيش، فحاصرهم سلطان فاس وأجبرهم على الاستسلام والاستيلاء على طنجة وحاكم سبتة قبل الحرب.

تم الاتفاق فقط على إعادة سبتة للمغاربة وتم احتجاز ولي عهد البرتغال رهينة حتى تم استسلام سبتة، لكن الرهينة توفي قبل وصوله إلى فاس وقبل أن يقوم البرتغاليون بتسليم سبتة، ومن ضمن هذه المحاولات، تلك الخاصة بالمولى إسماعيل في القرن الـ 16 الميلادي حيث حاصر المسلمون مدينة سبتة لمدة ثلاثة وثلاثين عامًا ولم يكن مقدراً لهم فتحها.

وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م، بمحاصرة مليلة لكنها لم تكن أفضل من سابقتها، ومن أبرز المحاولات المعاصرة ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي، والحروب التي خاضها بين عامي 1921 و1926 ضد القوات الإسبانية في شمال المغرب، إلا أن كل السنين انتهت بالفشل.

محاولات تنصير أراضينا

سعت إسبانيا باستمرار إلى إزالة الآثار الإسلامية وتحويل مسلمي المدينتين عن دينهم، فقتلت قوات الاحتلال العلماء وهدمت الصوامع والمساجد، وتحولت المدينة التي كانت مآثرها تضاهي مآثر القيروان لوجود ألف مسجد، ونحو مائتين وخمسون مكتبة، إلى مدينة بها عدد قليل من المساجد، والبعض يذكر أن المساجد التي بقيت فقط خمسة مساجد، وأحرقت الكتب، ووصل الحال إلى النهي عن استخدام اللغة العربية في سبتة.
لم يكتف المحتل بكل هذا، لأن إسبانيا أدخلت عدة إجراءات قانونية للحد من هجرة المسلمين إلى المدينتين، بهدف محو الوجود الإسلامي تدريجيًا، وفي المقابل شجعت

الهجرة

الإسبانية حيث زاد عددهم في الستينيات والسبعينيات، خاصة في سبتة، لأن السكان المسلمين هناك تقلصوا بسبب منعهم من الحصول على تصاريح البناء، وتقييد نشاطاتهم الدينية والثقافية، كما قامت إسبانيا بتسييج المنطقة الواقعة بين مليلية ومدينة الناظور المغربية في عام 1998، بقضيب مزدوج من الأسلاك الشائكة يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار وطوله ستة كيلومترات.[1]