معنى سايكوباث .. وما الفرق بين السايكوباث و السوسيوباثي

معني السايكوباث

يوجد القليل من المصطلحات الموجودة داخل علم النفس تثير الارتباك أو الحيرة مثل كلمة السايكوباث على الرغم من أنه شائع الاستخدام لوصف شخص مصاب بمرض عقلي إلا أنه لا يعد تشخيصًا رسميًا للمريض النفسي، ولكن التعريف الحقيقي للمريض النفسي في الطب النفسي هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)، كما يوضح الدكتور براكاش ماساند طبيب نفسي ومؤسس مراكز التميز النفسي عندما يصف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو الشخص الذي يظهر أنماط التلاعب والانتهاك للآخرين.

ويقول ماساند أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون مربكًا بشأن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو الكلمات “غير الاجتماعية” ويشرح ماساند ذلك قائلاً “قد يفترض معظم الناس أن هذا يصف شخصًا محجوزًا، أو وحيدًا وما إلى ذلك. وبالرغم من ذلك هذا ليس هو الحال في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، عندما نقول معادي للمجتمع في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فهذا يعني أن الشخص الذي يتعارض مع المجتمع والقواعد والسلوكيات الأخرى الأكثر شيوعًا.[1]

ما هو الفرق بين الشخص السايكوباثي والسوسيوباثي

الضمير

يوجد العديد من الإختلافات بين الشخص السايكوباثي والشخص السوسيوباثي ولكن من ضمن الاختلافات الرئيسية بين الشخص السايكوباثي والسوسيوباثي هو أيهما لديه ضمير وهو ذلك الصوت الصغير الذي

ينبع

من الداخل الذي يتيح لنا معرفة متى نقوم بشيء خاطئ كما يقول إل (مايكل تومبكينز) إنه طبيب نفساني في مركز علاج الصحة العقلية في مقاطعة ساكرامنتو.

حيث قال أن الشخص السايكوباثي ليس لديه ضمير، فإذا كذب عليك حتى يتمكن من سرقة أموالك فلن يشعر بأي مخاوف أخلاقية على الرغم أنه قد يتظاهر بذلك، ويقول تومبكينز أيضاً إن الشخص السايكوباثي قد يراقب الآخرين ثم يتصرف بالطريقة التي يتصرفون بها حتى لا يكتشف.

عادةً ما يكون لدى الشخص السوسيوباثي ضمير، لكنه بنسبة ضعيفة لأنهم قد يعلمون أن أخذ أموالك أمر خاطئ وقد يشعرون ببعض الذنب أو الندم لكن هذا لن يوقف سلوكهم بذلك، ولكن بالمجمل كلاهما يفتقر إلى

التعاطف

والقدرة على الوقوف في مكان شخص آخر وفهم ما يشعر به، ويقول آرون كيبنيس إن الشخص السيكوباتي لا يحترم الآخرين كثيرًا وشخص ما بهذا النوع من الشخصية يرى الآخرين كأشياء يمكنه استخدامها لمصلحته الخاصة.

ليسوا دائمًا عنيفين

في الأفلام والبرامج التلفزيونية عادة ما يُظهرون الشخص السوسيوباثي والشخص السايكوباثي أناس سيئة ويقتلون أو يعذبون الأبرياء، ولكن في الحياة الواقعية يمكن أن يكون بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عنيفين لكن معظمهم ليسوا كذلك ولكن بدلاً من ذلك قد يستخدمون التلاعب والسلوك المتهور للحصول على ما يريدون.

ويقول كيبنيس (إن الآخرين ماهرون في تسلق طريقهم إلى سلم الشركات، حتى لو اضطروا إلى إيذاء شخص ما للوصول إلى هناك)، وإذا تعرفت على بعض هذه السمات في أحد أفراد الأسرة أو زميل العمل، فقد تميل إلى الاعتقاد بأنك تعيش أو تعمل مع سايكوباثي أو سوسيوباثي ولكن لمجرد أن تتعارف إلى شخص لئيم أو أناني فهذا لا يعني بالضرورة أنه يعاني من اضطراب أو مصاب بأحد هذه الصفات.

كما أن ليس من السهل اكتشاف الشخص السوشيوباثي وذلك لأنه يمكن أن يكونوا أذكياء وساحرين وجيدون في تقليد المشاعر، وقد يتظاهرون بأنهم مهتمون بك لكن في الواقع ربما لا يهتمون، ويقول تومبكينز عن الشخص السوسيوباثي “إنهم ممثلون ماهرون مهمتهم الوحيدة هي التلاعب بالناس لتحقيق مكاسب شخصية”.

ولكن الشخص السيكوباتي أقل قدرة على اللعب في التظاهر بالحب كما أنهم يوضحون أنهم ليسوا مهتمين بأي شخص سوى أنفسهم كما أن غالبًا ما يلومون الآخرين ولديهم أعذار لسلوكهم، لذلك يرى بعض الخبراء أن الشخص السيكوباتي أشخاص متحمسون، كما إنهم يتصرفون دون التفكير في كيفية تأثر الآخرين.

السايكوباثيين هم أكثر “برودة القلب” أي برودة في المشاعر وحساباتهم أنهم يخططون لتحركاتهم بعناية، ويستخدمون العدوان بطريقة مخططة مسبقاً للحصول على ما يريدون، حيث إذا كانوا يبحثون عن المزيد من المال أو المكانة في المكتب  على سبيل المثال فسيضعون خطة لإزالة أي حواجز تقف في طريقهم حتى لو كانت وظيفة أو سمعة شخص آخر.

اختلافات الدماغ

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن دماغ الشخص السايكوباثي ليس مثل دماغ الآخرين، قد يكون هناك اختلافات جسدية تجعل من الصعب على الشخص التعرف على شخص آخر ويمكن لهذه الاختلافات تغيير وظائف

الجسم

الأساسية، على سبيل المثال عندما يرى معظم الناس الدماء أو العنف في

فيلم

ما فإن قلوبهم تنبض بشكل أسرع وتتسارع تنفسهم وتتعرق راحة أيديهم، لكن الشخص السايكوباثي لديه رد فعل معاكس عن الآخرين حيث يصبح أكثر هدوءا، ويقول كيبينز أن الجودة تساعد الأشخاص السايكوباثيين على عدم

الخوف

والانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر ويقول أيضاً “إنهم لا يخشون عواقب أفعالهم”.[2]

سمات السايكوباث

يعتقد الباحثون في علم النفس عمومًا أن الأشخاص السايكوباثيين يولدوا ويكونون على استعداد وراثيًا بذلك بينما يميل الاشخاص السوسيوباثيين إلى أن يكونوا من صنع بيئتهم وهذا لا يعني أن السايكوباثيين قد لا يعانون أيضًا من نوع من صدمات

الطفولة

قد تؤدي بهم إلى ذلك، قد يكون الاعتلال النفسي مرتبطًا بالاختلافات الفسيولوجية في الدماغ، حيث أظهرت الأبحاث أن السايكوباثيين لديهم مكونات متخلفة من الدماغ يعتقد عمومًا أنها مسؤولة عن تنظيم العاطفة والتحكم في الانفعالات.

يواجه الأشخاص السايكوباثيين عمومًا بصعوبة في تكوين روابط عاطفية حقيقية مع الآخرين، وبدلاً من ذلك فإنهم يشكلون علاقات اصطناعية مصممة ليتم التلاعب بها بطريقة تعود بالنفع على الأشخاص السايكوباثيين كما أنه نادرًا ما يشعر السايكوباثيين بالذنب تجاه أي سلوك من سلوكياتهم بغض

النظر

عن مدى إيذائهم للآخرين.

لكن غالبًا ما ينظر الآخرون إلى الأشخاص السايكوباثيين على أنهم ساحرون وجديرون بالثقة ويمتلكون وظائف ثابتة وعادية في حين أنهم يميلون إلى أن يكونوا متعلمين جيدًا فقد يكونون قد تعلموا الكثير بمفردهم، ولكن عندما ينخرط السايكوباثي في سلوك إجرامي فإنهم يميلون إلى القيام بذلك بطريقة تقلل من المخاطر التي يتعرضون لها، وسوف يخططون بعناية للنشاط الإجرامي لضمان عدم القبض عليهم مع وضع خطط طوارئ لكل الاحتمالات.

سمات السوسيوباثي

يوضح الباحثون بأن الاعتلال الاجتماعي أو السوسيوباثي ناتج عن عوامل بيئية مثل نشأة طفل أو مراهق في منزل سلبي للغاية مما أدى إلى الإساءة الجسدية أو الإساءة العاطفية أو صدمة الطفولة، وقد يميل الشخص السوسيوباثي بشكل عام إلى الاندفاع وعدم انتظام سلوكهم، بينما يواجهون أيضًا صعوبات في تكوين روابط مع الآخرين وقد يتمكن بعض الأشخاص السوسيوباثية من تكوين ارتباط بمجموعة أو شخص متشابه في التفكير على عكس الأشخاص السايكوباثيين فإن معظم الأشخاص السايكوباثية لا يشغلون وظائف طويلة الأجل أو يقدمون الكثير من الحياة الأسرية الطبيعية للعالم الخارجي.

وعندما ينخرط الشخص السوسيوباثي في سلوك إجرامي، فقد يفعل ذلك بطريقة اندفاعية وغير مخططة إلى حد كبير، وذلك مع القليل من الاهتمام بالمخاطر أو عواقب أفعاله، وقد يصبحون مضطربين وغاضبين بسهولة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات عنيفة تزيد هذه الأنواع من السلوكيات من فرص الاعتقال لدى الأشخاص السوسيوباثيين.[3]