معنى شانئك في سورة الكوثر .. وقصة وسببب نزولها

ما هي قصة سورة الكوثر

لا يوجد في الحياة أصدق من قول

الله

سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فمما لا شك فيه أن تحمل الآيات العديد من المعاني والقصص التي لابد لنا وأن نتعظ منها ونتعلم لكي ننتفع بها في الدنيا وفي الآخرة، ومن تلك السور الكريمة التي لابد وأن نتعلم منها دروس كثيرة هي سورة الكوثر.

يقول الله تعالى ،{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 – 3]، تعتبر سورة الكوثر من أقصر السور الموجودة في القرآن الكريم، ولكن تحمل في سياقها معانٍ كثيرة فلم تتعدى آياتها الثلاث آيات، ولكن فيها من العلم والفضل ما أحتار فيه المفسرون.

فهذه الآية الكريمة تحتوي على بشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك لأنه قد قدم الكثير من الخير الذي ننتفع به في الدنيا والآخرة، كما أنه قد نصحنا بأن نشكر الله على عطاياه الكثيرة من حولنا، ويتمثل شكرنا لله سبحانه وتعالى في العبادة والصلاة وتلاوة القرآن، وقد أوضح أيضاً أن ذلك كله هو الغاية والهدف الذي لابد وأن نسعى إليه، ليس الثروات والاموال

وتكمن

قصة

سورة الكوثر في تفسير آياتها وما لها من خيرا عظيم، وما ذكر الله به من وجود

نهر

الكوثر، لذلك نستطيع أن نستنتج أن سورة الكوثر هي سورة عظيمة، فقد أوضح فيها الله من ناحية انه قد أهدى الرسول نهر الكوثر في

الجنة

، ومن ناحية أخرى كان يرد على من أساء للرسول بالكلام السيء حين وصفه بالأبتر، وهو بمعنى مقطوع النسل بسبب عدم وجود من يحمل اسمه من بعد مماته.

كما روى ذلك ابن العباس في رواية أخرى، فيروى بأنه قال: “كان العاص بن وائل يمر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال، فأنـزل الله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ )، لكي يواسي الرسول الكريم، ويرد له حقه، بأنه قال أن من يقول لك أنك أبتر، هو لا يدرك أنه هو الأبتر ولست أنت.

ولا جدال في أن الرسول قد أوضح لنا أن هناك من المسلمين من يهتم بالأمور الدنيوية، وهم يعتبروا من المغضوب عليهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة كذلك. [1]

ما هو سبب نزول سورة الكوثر

لقد منّ الله على العلماء الكثير من العلم لكي يستطيعوا معرفة سبب نزول سورة الكوثر، فقد نزلت سورة الكوثر في العاص بن وائل، بعد ما توفى” عبد الله ” ابن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا في ذلك

الوقت

يطلقون على الرسول صلى الله عليه وسلم اسم “الأبتر” لأنه ليس لديه ذكور.

فجاءت السورة في ذلك الموقف عندما رأى العاص بن وائل الرسول يخرج من المسجد وهو يدخل  فتقابلا عند باب بني سهم و تحدثا لبعض الوقت، وكان هناك في ذلك الوقت صناديد قريش في المسجد، فعندما دخل العاص عليهم قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، وكان يقصد الرسول بذلك القول.

والعبرة هي أن الله دائما يكون بجانب الذين آمنوا به، فمهما كان فعل الكفار فكل مكيدة يدبروها سوف تحيط بهم وحدهم، لذلك في خلاصة ذلك القول على قلبك أن يطمئن يا رسول الله، فالله سبحانه وتعالى بجانب أهل الدعوات وأهل الحق دائما. [2] [4]

ما هو معنى شانئك في سورة الكوثر


المعنى في تفسير بن كثير

{إن شانئك هو الأبتر} يحاكي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول إن مبغضك هو الأبتر يا محمد، والأبتر هنا بمعنى الأقل والأذل المنقطع، قال ابن عباس ومجاهد: نزلت في العاص بن وائل، وقال يزيد بن رومان: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد  يقول: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل اللّه سورة الكوثر، وجاءت كلمة “شانئك” بمعني عدوك، أي أن عدوك يا رسول الله هو الأبتر.


المعنى في تفسير الجلالين

وفي منهج الجلالين كلمة { شانئك }  تأتي بمعنى مُبغضك { هو الأبتر } وتأتي بمعنى أنه قد أنقطع عنه كل خير في الدنيا، والآخرة، لكي يعرف أنه هو الأبتر، وليس رسول الله ونزلت سورة الكوثر في العاص بن وائل حيث سمى النبي صلى الله عليه وسلم أبتر عند موت ابنه القاسم وعبد الله


المعنى في تفسير الطبري

{ إِنَّ شَانِئَك }: لقد فسرها الطبري على أنه مبغضك يا محمد و عدوك هو الذي لا خير له ولا عقب ايضا .


المعنى في تفسير القرطبي

أي مبغضك؛ وهو العاص بن وائل حيث كان العرب في

القدم

يسموا من كان له بنون وبنات، ومات البنون و ظل البنات، أنه أبتر. [3]

ما هو سبب تسمية سورة الكوثر

لعل من أكثر ما يشغل بالك بعد قراءة سورة الكوثر، عن ما هو سبب تسميتها بالكوثر، فالمثير في الأمر أنه اسم يدل على كثرة الخير التي قد أنعم بها الله على الرسول صلى الله عليه وسلم .

ولعل من أهم تلك النعم هو نهر الكوثر في الجنة، وهو حوض للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل أن من يشرب منه لا يظمأ بعد ذلك ابدا. ومن ثم سوف تباح له الشفاعة حيث ذكر من قبل في الأحاديث التي من بينها ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

بأنه كان جالسًا ذات يوم في صحابته، فغفا إغفاءةً ثم تبسم وقال لهم: “أَتَدْرون ما الكوثرُ؟ فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإنه نهرٌ وعَدنِيه ربي عزَّ وجَلَّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، و حوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدد النجومِ، فيَخْتَلِجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ، إنه مِن أمتي، فيقول: ما تدري ما أَحْدَثَتْ بعدَك . [1]

تفسير سورة الكوثر

يعتبر تفسير سورة الكوثر من أسهل السور الدينية في القرآن الكريم، حيث يقول الله سبحانه:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } فهذا يعتر خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أما الكوثر فهو نهر لا مثيل له في الجنة رآه لما عرج به عليه

الصلاة

والسلام، نهر عظيم في الجنة، يصب منه يوم القيامة في حوضه

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وتأتي بمعنى شكراً لله، وصل له ما أمرك الله به من الصلاة، ولقد أختلفت الأقاويل والتفسيرات حول معرفة تفسير تلك الآية، فقال أحدهم أنه يخص صلاة العيد و النحر، وقال آخرون أنها لم تكن مناسبة القول في العيد، ولكن كان الرأي المرجح أكثر في تفسير هذه الآية  هو أنها تخص جميع الصلوات، وجميع أنواع الذبح أو النحر.

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } والشانئ هنا بمعنى المبغض المعادي للرسول و(الأبتر): هو الناقص المقطوع، فالمبغض للنبي محمد هو العاص أما لكلمة “شانئك” هو الأبتر في الدنيا والآخرة، هو مقطوع الصلة بالله عز وجل، والصلة تكون بأسباب السعادة، وليس له إلا النار. [2]