كيفية أحسن علاقتي بالآخرين وجعلها قوية


كيفية تقوية العلاقات الاجتماعية


تعد العلاقات الاجتماعية أمرٌا هام في حياة البشر، لا خلاف على أهميته، فقديمًا آنس

الله

وحشة آدم ورزقه حواء في

الجنة

حتى يعيش مع مخلوق آخر غيره، ومع تطور العصر وتشتبك العلاقات، أصبحت الحاجة أشد لتكوين علاقات اجتماعية، وتطور المجتمع والانغماس في

الحياة

جعل العلاقات الاجتماعية أحد أسس الحكم على الشخص.


وتقوية العلاقات الاجتماعية سواء لأسباب تتعلق بالعائلة، والنواحي الشخصية، أو تتعلق بالعمل، والمناخ العام، او على مستوى الجيران، وغيرها من أنواع العلاقات أمر في العادة يمتلكه البعض بمنتهى البساطة ودون أدنى مجهود من صاحبه، لكن البعض لا يمتلك تلك المهارة.


ولا يمكنها أن تصدر من داخله بشكل تلقائي، والبعض يشتكي من عدم وجود علاقات اجتماعية له في حين يتمتع غيره ممن حوله بالكثير منها، ويتسائل هل هي موهبة وضعها الله في الناس، أم هي قدرة مكتسبة، ويمكن تعلمها.


الحقيقة أن العلاقات الاجتماعية تعتمد في جزء كبير منها على شخصية الإنسان نفسه، فهناك شخصيات اجتماعية، وقادرة على توطيد وتقوية علاقاتها بالآخرين، كما أن هناك شخصيات تستطيع تطوير نفسها واكتساب أي مهارة بدون مجهود، لكن يبقى لدى البعض مشكلة في تكوين علاقات بالآخرين، وجعلها قوية، ولمثل هؤلاء يمكن تقديم بعض الوسائل المساعدة وهي كالتالي:


  • الابتسامة الودودة


الابتسامة أداة سحرية تفتح الأبواب والقلوب المغلقة، وتزيل الحواجز، وترفع العقبات بين النفوس، وتبدد الوحشة، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق، حديث النبي عن المعروف، والذي لا يكلف شئ، الابتسامة لها مفعول وسحر، حيث تقذف الود في القلوب، مع ضرورة الاعتبار بالابتسامة دون تكلف أو تصنع، حتى لا تتحول لأمر سئ. [1]


  • الاهتمام بالتفاصيل


يختلف

الفضول

والتدخل فيما لا يعني اامرء عن الاهتمام بالتفاصيل، فلكل منهما

معنى

مختلف، ءلك لأن الفضول يتطرق في العادة لمعرفة ما يخفيه الناس، أو على الأقل معرفة ما خفي عن الشخص من أمور الناس، والأمر مختلف عن الاهتمام بالتفاصيل، الاهتمام بالتفاصيل بعني ملاحظات ظاهرية لا تتعدى إلى الخصوصيات، مثل ملاحظة جميلة عن الملابس، وتعليق رقيق عن المظهر الخارجي وغير ذلك.


  • مشاركة المناسبات


تعد المشاركات في المناسبات واحدة من طرق تقوية العلاقات الاجتماعية، بين الناس، ومناسبات

الحزن

والمرض خاصة، والتي لا تحتاج إلى دعوة خاصة أو طلب مخصوص، وهي أكثر المواقف التي تترك أثر في نفوس الناس، لذلك فهي مهمة عند أي شخص، وتترك أثر كلما اهتم الغير بها، أما المناسبات السعيدة فهي على الأغلب تحتاج إلى دعوة خاصة، لذا قد يكون الانسب عدم المشاركة إلا بدعوى محددة.


  • المدح والنقد برفق


الجميع لا يحب النقد الجارح، والهجوم الشخصي، حتى ولو كان على حق، فلا أحد يرغب في الهجوم العنيف عليه، فإذا كانت المواقف تطلب مدح، فلا مانع منها ، دون تملق أو نفاق، وإذا كان الموقف يستدعي النقد فلا يكون لالكلام الجارح أو على ملأ من الناس، بل يكون النقد برفق، ولين وأسلوب راقي، لا يشوه صورة الآخر.


  • التغافل والتسامح


من أكثر ما يقرب نفوس العباد هو التغافل وعدم المحاسبة على كل كبيرة وصغيرة، والتسامح، وغفران، ونسيان ما مضى، واعتبار الحدث المسئ أمر مر بسلام، وعدم التوقف أمامه كثيرًا، وعدم المحاسبة المستمرة، وفي حالة الخصام أو القطيعة، يفضل المبادرة بالصلح، أو قبول الصلح ببساطة ولين، وهدوء.


  • الرحمة والتعاطف


يعد الرحمة والتعاطف واحدة من أساليب تقوية العلاقات الاجتماعية، فلا يمكن لشخص أن يكون قريب من الناس، وهو ذو قلب قاسي، لا يرحم صغير، ولا شيه، ولا يتعاطف مع أحزان، وآلام الناس، لذلك فإن الرحمة والتعاطف مهمان في تقوية العلاقة بالآخرين.


ماذا تحتاج العلاقات الاجتماعية


لا يمكن اغفال أن

الوقت

الحاضر، أصبحت العلاقات الاجتماعية فيه أكثر هامشية، وأكثر سطحية، بسبب سرعة العصر الحديث، وانتشار وسائل الترفيه الفردية مثل الإنترنت، وغيرها من الأمور التي أبعدت الناس عن بعضهم، وأثرت في علاقاتهم الاجتماعية، ولكن لا يزال الإنسان في حاجة للعيش وسط مجتمع ولا يستغني عن العلاقات، والعلاقات الاجتماعية مثلها مثل أمور كثيرة تحتاج إلى ما يقويها، ومن ذلك:


  • مجهود وعمل للقيام بالعلاقات وتنميتها، مثل اي شئ يحتاج للنجاح لابد من عمل ومجهود، ومنها التواصل والصراحة.

  • تقبل الاختلافات بين الناس، فلا كل من يقابلنا نقي، وشفاف، ولا جميعهم أشرار، فقد يكون أحدهم محب بلا مصلحة، والآخر محب ولكن لديه مصلحة أخرى، وثالث، ورابع، ويجب تقبل تلك الاختلافات بين الناس.

  • الانتباه الدائم للنفس فيما تقدمه للغير، فمن يقدم زهرة يحصل على مثلها، ومن يقدم خنجر يعود إليه.

  • التسامح، قد يفيد الشخص نفسه، ويعود عليه بكل خير، مثلما يعود على العلاقات الاجتماعية بالخير.

  • قبول التغير بكافة أنواعه، وعدم التوقف كثيرا أمامه، والتعامل والتعايش معه ببساطة، ذلك لأن أحداث الحياة، وخبراتها من الطبيعي أن تترك أثر في الجميع.

  • كثرة الجدال، ومحاولات إثبات صحة نظريتك، أو إثبات صحة وجهة النظر، من الامور التي تتسبب في جدال يترك أثر سيئ في النفوس، وغلق النقاش، وعدم الانغماس في جدال طويل يفيد أكثر في علاقات الناس.


كيفية تكوين علاقات ناجحة مع الناس


في الحياة العامة بعيدا عن الأهل والأصدقاء، والدائرة المقربة، يحتاج الإنسان لعلاقات اجتماعية قوية، أو على الاقل يحتاج لوجود علاقة مع غيره من الناس بشكل أو باخر، وخاصة إذا كان يقابلهم للمرة الأولى، ويمكن الاستعانة ببعض النصائح التالية من أجل إقامة علاقة بالغير ومنها:


  • عدم التصنع في محاولات القرب والاهتمام، وخاصة مع الأشخاص المتميزين، سواء كان تميزهم على المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، حتى لا يبدو الشخص بمظهر التملق.

  • التروي في توطيد العلاقات، وتأصيلها على مهل، دون تعجل، أو مبالغة في الاهتمام قد تأتي بنتيجة عكسية.

  • الاهتمام بنجاحات الآخرين، وذلك لأن نجاح الآخرين شئ يسعدهم، واهتمام الغير بنجاحهم يقوي العلاقات أكثر.

  • الاهتمام بالتفاصيل الخاصة قبل المقابلة الأولى مع شخص جديد، ومعرفة بعض المعلومات عنه، قد تترك أثر جيد عند التعامل معه.


كيف اقوي العلاقة مع الصلاة


تعد العلاقة الأهم في حياة أي أنسان هي تلك العلاقة التي يقيمها مع الله، وهذه العلاقة ليست علاقة ملموسة يمكن للفرد وصفها، وللناس التعرف عليها بسهولة، ويسر، بل هي علاقة خاصة جدا لا يعرف عنها شخص أخر أي شئ، تبقى في نفس الإنسان، ولأنها العلاقة الأهم.


والعلاقة الخفية تحتاج دائماً أن تكون قوية، لأهميتها، واخفاءها عن العيون فلو ضعفت لن ينتبه لها أحد أو ينبه غيره لذلك، وتقوية العلاقة مع الله يجب الانتباه الدائم للفروض وأهم تلك الفروض هي

الصلاة

لكونها فرض لا يسقط إلا بالموت أو الجنون.


ويمكن تقوية العلاقة مع الصلاة عن طريق الحفاظ عليها في وقتها وعدم تأخيرها وتسويقها، والتكاسل عنها، وتخصيص مكان خاص ومناسب لإقامتها، والاعتناء بالملبس والشكل قبل أدائها، والبعد عن الضوضاء والمشتتات قبل الشروع فيها، واتباع هدي النبي بالنظر موضع

السجود

وقت الصلاة، والأهم من كل ذلك معرفة أهمية الصلاة، وخطورة تركها، وعقوبة تاركها، ومعرفة فضلها، وقراءة أيات وأحاديث عنها. [2]