حكم التحدث فى الحمام وإطالة المكوث فيه – ابن باز

ما هو مفهوم آداب الخلاء في الإسلام

من فضل

الله

علينا أن بعث لنا رسولا كريما، هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرشد جميع الأمة الإسلامية وعلمها كل ما قد ينفعها في

الحياة

الدنيا، وأمرهم بالإبتعاد عن كل ما يضرهم، والجدير بالذكر أنه قد تحدث في كل الأمور، في كل صغيرة وكبيرة، هذا بالطبع إن دل على شيء سوف يدل على أن الدين الإسلامي دين كامل ومتكامل من جميع الجوانب والنواحي العلمية والعملية والإسلامية.

ناهيك عن أن الشريعة الإسلامية، شريعة عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من

معنى

، فلم ينهانا الله ورسوله عن شيء إلا وفيه شرا لنا، و ما أمرنا الله بشيء إلا وفيه خيرا لنا كثيرا ويأتي على ذكر ذلك القول بعضا من الآداب التي حددتها الشريعة الإسلامية وهي آداب الخلاء، حيث قد ذكرت أنها مجموعة من الأحكام التي لابد للمرء وأن يتبعها عند الدخول والخروج من بيت الخلاء أو الحمام .

وقد حثنا الله سبحانه وتعالى، بأن بيت الخلاء هو بيت السكون والنجاسة، فهو مسكن للشياطين ووجب قبل دخولك  لبيت الخلاء أن تقول بسم الله، وتقول

دعاء

دخول الخلاء وهو : بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث.  [1] [4] [5]

ما هو حكم الكلام في الحمام ومتى يكون مباح

يعتبر بيت الخلاء من الأماكن المكروهة والتي صنعت فقط ليكون مكان لقضاء الحاجة، بعيدا عن الناس وليس مكانا طبيعيا للإستجمام أو أن تمارس فيه مهامك الطبيعية اليومية كسماع الأغاني أو شرب السجائر، وعلى ذكر ذلك القول فإنه يعتبر من الأفعال المكروهة والمحرمة شرعا، وهي الكلام في الحمام. [2] [4]


تحريم الكلام في بيت الخلاء أو الحمام

وكما قد ذكرنا من قبل أن الكلام في الحمام غير مستحب ومن أشكال الكلام في الحمام ما يلي :

  • التحدث في الهاتف حتى لا يسمعه أحد
  • الغناء
  • التحدث إلى النفس
  • التحدث مع أحدا يكون خارج الحمام، مثل أنك تخبر من في الخارج أنك بداخل الحمام

متى يكون الكلام في الحمام مُباح

قد أباح لنا الله التحدث في الحمام ولكن في ظروف محددة، ألا وهي إذا أستدعاك الأمر لأن تقوم بذلك مثل:

  • حالة حدوث الطوارئ مثلا كطلب النجدة لمساعدتك إذا حدث شيء
  • طلب شيء من أحدا من خارج الحمام

أما فيما غير ذلك فلا يصح، وحرام شرعا وغير مقبول نهائيا وخاصة إذا كان في وقت قضاء الحاجة. [2]

ما هو حكم الإطالة في المكوث في الحمام لابن باز

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ)، لقد نهانا الله ورسوله من المكوث في الحمام بعد الإنتهاء من قضاء الحاجة، وذلك لأنها تعتبر مواضع للقاذورات، والنجاسات، ناهيك عن أنها تعتبر بيوت للشياطين

وفي الحديث السابق معنى كلمة ( الْحُشُوشَ) هي عبارة عن أماكن قضاء الحاجة، (مُحْتَضَرَةٌ ) وهي الأماكن التي تحضرها

الشياطين

بأستمرار أما ( الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) فهي تعتبر ذكران الشياطين وإناثهم

ولأن الشياطين تأتي إلى مثل تلك الأماكن وتتبعها بالأذى، والفساد ايضا، حيث أنها اماكن يحرم فيها ذكر الله أو قراءة القرآن، والمسلم بصفة عامة مأمور دائما بأجتناب تلك  النجاسات والاماكن النجسة الغير نظيفة.

حيث أن الشياطين تفضل الأماكن الغير نظيفة، و تألف على الأماكن النجسة، فإذا لم يحذر الإنسان من الشياطين، فسوف تظهر له بعض الأعمال الغير مستحبة، ومنها قد يجد الإنسان نفسه  وقع في نجاسة، حتى يصل إلى مرحلة أنه لا يلاحظ أن المكان من حوله قد يمتلئ بالنجاسة وهو لا يبالي ، أو هو نفسه قد يمتلىء بالنجاسة ولا يبالي لأنه قد أعتاد عليها . [2] [5]

هل من الممكن أن يصاب الإنسان بالمس بسبب إطالة مكوثه في الحمام

بالطبع كما ذكرنا من قبل ان المكوث في الحمام هو من الأمور المكروهة في الدين الاسلامي، وذلك لأنه يعتبر مقر ومسكن للشياطين بصفة عامة، لذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم من المكوث في الحمام في غير وقت الحاجة، أو عند كشف العورة في غير وقت قضاء الحاجة

وذلك يكون بسبب وجود الشياطين الخبيثة فيه،  والتي من الممكن أن تصيب الانسان بالمس الشيطاني، ويعتبر من أهم أسباب المس الشيطاني في الحمام ما يلي :-

  • إذا أعتاد الإنسان على عدم ذكر الله عند الدخول أو الخروج من الحمام .
  • الكلام في الحمام بإستمرار على غير ضرورة.
  • الإستمرار في الغناء أو الصراخ في الحمام.
  • كشف العورة أكثر من قدر قضاء الحاجة.
  • السقوط أو الوقوع على الأرض في الحمام .
  • سكب ماء ساخن في الحمام خاصة بالليل بدون ذكر اسم الله.
  • الشعور بالخوف الشديد داخل الحمام فمن المعروف أن الشياطين تمس الإنسان في وقت ضعفه .(مثلا عند إنقطاع الإضاءة ،أو خلو البيت من الأهل )
  • إذا بكى الانسان في الحمام بصوت أو بغير صوت
  • السقوط أو الوقوع على الأرض في الحمام .[3] [6]

ماذا نقول عند الدخول و الخروج من بيت الخلاء أو الحمام


في الدخول :-

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ. وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ فِي “سُنَنِهِ”: كَانَ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ. أما عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيَّ.

ومن هنا قد جاءت الآداب الشرعية في الدخول إلى بيت الخلاء، وهي من خلال الدخول بالقدم اليسرى، ثم قول بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث،  في

محل

قضاء الحاجة وقيل في بعض الأقاويل أن “الخبث ” بمعنى الشر أو ذكور الشياطين، أما الخبائث فهي أما الشر أو إناث الشياطين


عند الخروج :-

وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. أو أن يقدم يده اليمنى ويقول “غفرانك”، وهي فيما معناه بمعنى أسألك اللهم الغفران، أو اللهم اغفر لي.


الحكمة من قول: “غفرانك” عند الخروج

في الأغلب نحن نعيش في فيض من النعم، من الخالق سبحانه وتعالى، ولكن نحن في أغلب الأوقات، ننسى أن نشكر الله على كل هذه النعم، فحتى دخولك المرحاض هي نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى عليه . لذلك نحن نطلب من الله العفو والغفران، لأننا ننسى أن نشكره على عطاياه الكثيرة في خروج ذلك الأذى من القبل ومن الدبر ايضا [1]

هل الإستعاذة تحميك من خبث الشياطين في بيت الخلاء

إن الاستعاذة التي نقولها قبل دخول الحمام، ما هي إلا للإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى من الخبث والخبائث لأنك تدخل مقر الشياطين ومقعدهم، أما إذا سلطنا الضوء على ما هو الواجب والمفروض علينا أن نقوم به، وهو أن يبتعد بنفسه عن ما يحدث من خبث ونجس ايضا، وعلى ذلك قد ينصح كل العلماء من المكوث في الحمام فترة طويلة. [3] [6]