الفرق بين التوعية والتثقيف

مفهوم الوعي

إن الوعي هو حفظ

القلب

الشيئ ونقول أن فلان وعى الشيء معناه أنه يعيه وعياً وأوعاه أي حفظه وفهمه، وقد قال الأهزي أن الوعي الحافظ هو الكيس الفقيه، أما تعريف الوعي اصطلاحاً فنجد بأن لا يوجد هناك تعريف متفق عليه فهناك من عرف الوعي بأنه الإدراك ومنهم من عرفه بأنه هو صحوة الفكر والعقل، أما علم الاجتماع فقد عرَّف الوعي بأنه هو إدراك الفرد لبيئته المحيطة به ولنفسه، فالوعي هو أساس

المعرفة

حيث أن من هذا التعريف نستنتج أنه يوجد ثلاثة عناصر اجرائية تعمل على تكوين المفهوم وتتجلى في:

  • إدراك المرء بالبيئة المحيطة به إدراكاً مباشراً.
  • إدراك المرء لنفسه.
  • إندماج الفرد مع الآخرين.[1]

مفهوم التوعية

وهنا نجد أن التوعية هي من مصدر وعى ونقول أن فلاناً قد وعَّى فلاناً أي نصحه وجعله يدرك موضوع معين من المواضيع، ولهذا فإن الإعلام يلعب دوراً هاماً في توعية الشعوب وإن توعية الناس تعد من الأسس الأساسية للمواطنة الحقة بمعنى أن التوعية تساعد على إدراك الأشخاص لحقائق الأمور وهذا المعنى الذي تم طرحه هو المعنى العام واللغوي للتوعية أما المعنى التطبيقي نجد أن يتجلى معناها في مجالات استخدامها حيث أننا نجد أن ليس فقط الإعلام هو العامل الذي يقوم بالتوعية وإنما كل مكان يكون مدرسة يهدف إلى التوعية، أي هو عامل للإيقاظ والتحريك بالإضافة إلى التنبيه والتحذير والتثقيف، ونستطيع أن تعرفها بأنها هي النشاط الذي يهدف إلى تركيز انتباه العديد من الأشخاص إلى مسألة معينة أو قضية محددة.

مفهوم التثقيف

إن الثقافة في اللغة هي من ثَقِف الشيء أي فهمه ونقول عن هذا

الرجل

بأنه ثقف أي حاذق، ويقال أن ثَقِف الشيء أي هو يتميز بسرعة التعلم،  وقال ابن دريد: ثَقِفْتُ الشيء: حذقتُه، وثقفته إذا ظفرت به. قـال تعالى: ﴿ فَإِمـَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحرْبِ فَشرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهمْ﴾، وإن كلمة تثقفنهم هنا أي أدركتهم وسيطرت عليهم، وفي الحديث الشريف في الهجرة: وهو غلام لَقِن ثَقف أي يتميز بالذكاء والفطنة.

الفرق بين الوعي والثقافة

إن مستوى تقدم المجتمع يعتمد على فاعلية حركة الوعي فيه بالإضافة إلى الثقافة في بيئته وعلى هذه الأسس يتم

تحديد

مكانة المجتمع بالإضافة إلى أنها تصاغ شخصيات أجياله، وهنا سنبين الفرق ما بين الوعي والثقافة ويتجلى في:

  • إن الوعي هو إدراك الأحداث أو العواطف أو الأفكار بالإضافة إلى إدراك الأنماط الحسية والشعور بها وفهمها أما الثقافة فهي معرفة المعلومات والحقائق بالإضافة إلى معرفة المهارات المكتسبة عن طريق الخبرة والتعليم ويكون بواسطة الفهم النظري أو العملي للموضوع.
  • إن الوعي لا يشير إلى الفهم العميق بينما الثقافة تشير إلى الفهم العميق والإلمام.
  • إن الوعي يشير ويوضح الحالات الداخلية كالمشاعر والعواطف التي تخص النفس بينما المعرفة فتشير إلى الأحداث والمعلومات الخارجية.[2]

التوعية الصحية المجتمعية

إن التوعية الصحية يتجلى معناها في مجموعة من النشاطات والإجراءات التي تكون في المجال التعليمي والإعلامي والتي تقدم للمواطنين معلومات سليمة تكون هذه المعلومات حول حماية صحة المواطنين وأطفالهم من الأمراض بالإضافة إلى تحذيرهم إلى المخاطر وتهدف إلى تربية أفراد المجتمع على القيم الصحية والوقائية، فإن الهدف الجوهري للتوعية الصحية يتجلى في تحسين الصحة على الصعيد الفردي والمجتمعي، بالإضافة إلى العمل على تقليل الأمراض والوفيات وأيضاً تحسين نوعية

الحياة

للفرد وللمجتمع.

أهداف التوعية الصحية

إن التوعية الصحية تهدف إلى :

  • تعمل على نشر المفاهيم وأيضاً المساهمة على إكساب المواطنين للمعارف الصحية السليمة في المجتمع والتي تقوم بدورها على مساعدة الأفراد في تحديد مشاكلهم الصحية بالإضافة إلى احتياجاتهم.
  • تساعد الناس على حل مشاكلهم الصحية عن طريق استخدام امكانياتهم في يناء الاتجاهات الصحية الصحيحة ويتم ذلك بواسطة السلوك الصحي السليم بالإضافة إلى تغيير الأخطاء إلى سلوكيات صحية.

تعريف التثقيف الصحي

إن عملية التثقيف الصحي هي عملية صعبة حيث أنها تهدف إلى تغيير سلوكيات الأفراد من الجانب الصحي مع العلم أنه ليس من الضروري أن يكون لنشر المعلومات أثر في التأثير على سلوك الفرد على سبيل المثال إن الأطباء يعرفون حق المعرفة عن التدخين وأضراره ولكن مع ذلك إن نسبة المدخنين من الأطباء تبلغ ما يقارب ما بين 40 إلى 60 بالمائة، إذاً إن التثقيف الصحي هو مجموعة من الخبرات التي تلعب دوراً هاماً في تسهيل عملية تبني السلوكيات التي تعزز صحة الفرد والجماعة.

عناصر التثقيف الصحي

إن هناك عناصر أساسية للتثقيف الصحي وتتجلى في:


  • الرسالة الصحية

    ويتجلى معناها في تقديم معلومات صحية تكون مفهومة وصحيحة وأن تقوم على مراعاة مستوى الأشخاص التي يتلقاها حتى تحقق الهدف المرجو منه.

  • المُثقف الصحي

    وهو الشخص المسؤول على نقل المعلومات للآخرين ويقوم بتثقيفهم وإثراء معلوماتهم حيث أنه يمتلك معلومات صحية صحيحة ويجب أن يكون شخصاً مدرباً حيث أنه يملك القدرة على إيصال المعلومات، بالإضافة إلى أنه يجب أن يتمتع بإيمان كامل بالرسالة التي يريد أن يوصلها للآخرين وأن يمتلك المعرفة الكاملة بهذه الرسالة التي يحملها، وأن تتواجد لديه مهارات الاتصال اللازمة.

  • الشخص المتلقي

    وهو الشخص الذي يتلقى المعلومة وعلى المثقف الصحي أن يحدد درجة الوعي والثقافة لدى الشخص الذي سيتلقى المعلومة ويجب أن يعرف إذا كان يملك الرغبة في تغييرسلوكه أم لا مع التركيز على ما يحتاجه من الجانب الصحي.

أهداف التثقيف الصحي

إن التثقيف الصحي يهدف إلى عدة أهداف وهذه الأهداف تكون رئيسية وجوهرية حيث أنها تهدف إلى النهوض بالمجتمع وتعمل على تقدمه ويتم ذلك بواسطة القضاء على الأمراض بالإضافة إلى نشر الوعي بين الناس، وإن هذه الأهداف تتجلى بــ:

  • اكتساب المعلومات ويتم ذلك للحد من الجهل بالإضافة إلى التخلص من المفاهيم الغير صحيحة مما تسنح الفرصة لكل شخص أن يكون مسؤول كام المسؤولية تجاه صحته، حيث أن المعلومات الصحية التي تقدم من قِبل فريق التثقيف الصحي للمجتمع تعمل على زيادة الوعي مما يساعد في مشاركة كل الأفراد الموجودين في المجتمع بأن ينشروا الوعي في الرعاية الصحية.
  • إن التثقيف الصحي يعمل على تحفيز الأشخاص على تغيير مفاهيمهم التي تتعلق بالصحة ويتم ذلك بواسطة توفير التجارب التعليمية والتجارب التوضيحية والتي تعمل على التأثير على الأفراد عندما يختارون البدائل الصحية مما يجعلهم في حالة اتخاذ قرار تتعلق بأوقاتهم وظروفهم.
  • يحث الأفراد على أن يتبنوا السلوكيات الصحيحة والسليمة بالإضافة إلى العمل بها والقيام بنشرها على باقي الأفراد المتواجدين في المجتمع، ولهذا نجد أن الهدف الرئيسي للمراكز الصحية لا يكمن فقط بعلاج الأشخاص بل يجب أن يتعدى هدفهم إلى تحفيز الأشخاص على أن يستفيدوا من هذه الرعاية.