ما هو المرض الذي قتل صلاح الدين


نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي


القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي والذي يعتبر أحد أبطال

العالم

العربي من قديم الزمان حتى الآن، فهو محرر المسجد الأقصى، ولقد نشأ في عائلة حاكمة لها تاريخ عريق حيث كان والده يوسف بن نجم الدين أيوب بن شادي حاكمًا لقلعة تكريت في العراق، ولكن بعد ولادة صلاح الدين بفترة وجيزة أُجبر والده على

الرحيل

إلى الموصل حيث قام بالاستقرار هناك عند عماد الدين زنكي الذي أكرمه واستضافه لسنوات.


ولقد نشأ صلاح الدين نشأة مباركة وعاش حياة رغيدة، كما أنه قد درس العلوم وحفظ القرآن والحديث، كما أنه تعلم الفروسية وفنون القتال فلقد قام بحمل السلاح صغيرًا مما جعله محبًا للجهاد ولمقاتلة المشركين، وكان دوره في مقاتلة الصليبيين هو الأهم فقد قام بطردهم وتحرير البلاد الإسلامية بعدما تعرض العالم العربي للذل والمهانة آثر التعرض المفاجئ للحملة الصليبية، الذين قاموا بحكم القدس لما يقارب التسعة عقود حتى جاء دور صلاح الدين مجاهدًا ومحررًا للمسجد الأقصى، وتجدر الإشارة إلى جهود صلاحِ الدينِ وتكريمه لغيره واحترامه للناس من حوله، فلقد أظهر جانبًا كريمًا في تعاملِه مع سُكّانِ القدسِ من المسيحيين؛ كما أنه لم يقم بتنفّيذ أيّ أعمالٍ وحشيّةٍ في حقهم مثلما كانوا يفعلون في المسلمين بعدما اقتحموا بيت المقدس.[1]


المرض الذي كان سبب في قتل  صلاح الدين


توفي البطل صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري عن عمر يناهز الـ 56 عامًا، ولقد تكاثرت الأقاويل على موته الذي جاء فجأةً، فالبعض يقول أنه تم اغتياله والبعض يقول أنه مات مريضًا، لكن في مؤتمر الطب التاريخي الذي يتم عقده سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية قام الخبراء بتسليط الضوء على سبب وفاة بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة وكان منهم صلاح الدين أحد أهم الشخصيات التي كانت في القرون الوسطى.


ويقول الدكتور توم أسبريدج -أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة ماري كوين في لندن- «صلاح الدين شخصية بارزة لعبت دورًا كبيرًا ومحوريًا في تاريخ أوروبا والشرق الأوسط وهو أحد أهم القادة المسلمون في عصر الحروب الصليبية في العصور الوسطى، ولد بتكريت عام 1137 أو 1138م في أسرة مقاتلة وصاحب عمه القائد العسكري الكبير شيركوه في حملاتهم في مصر والشام، وبعد وفاة الأخير تقلد صلاح الدين الوزارة من قِبَل الخليفة الفاطمي وقام بقيادة الجيوش العربية والإسلامية في مصر والشام حتى قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وفي عام 1193م توفى صلاح الدين بعد حُمّى استمرت لمدة أسبوعين عن عمر يناهز الـ 55 أو الـ 56 وحاول أتباعه انقاذه ولكن دون جدوى، فما سبب وفاة صلاح الدين؟


ولقد صرح الدكتور  ستيفن جلوكمان -أستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا: «أنّه من الصعب الجزم بالمرض الذي فتك بصلاح الدين؛ لأن المعلومات التاريخية المتعلقة بذلك قليلة وكل احتمال لمرض هو احتمال مشكوك فيه لعدم وجود أدلة كافية لتأكيده، وأنّ كل ما دُون عن مدة مرضه أنها كانت لمدة أسبوعين توفي بعدها صلاح الدين.»


ولقد

ورد

في بعض الروايات التاريخية أن الأعراض التي عانى منها القائد صلاح الدين متمثلة فيما يأتي: «اشتكى صلاح الدين من فقد الشهية والضعف وعسر الهضم، وعلى الرغم من الطقس كان يومئذ باردًا ورطبًا إلا أنه تجنب ارتداء سترة محشوة كان يرتديها دائمًا في الأماكن العامة، وبدا وكأنه رجل يستيقظ من حلم، وفي

المساء

وازداد تلهفه وقبل منتصف الليل بقليل تعرض لحُمّى شديدة…وفي اليوم التالي كانت حُمّته أسوأ ولكنه بعدها بدأ في التحسن عندما تمّ علاجها -أي الحُمّى- بطريقة غير معروفة وبدأ في الحديث مع رفاقه، ولكن مع

الوقت

زاد مرضه وأصبح أكثر خطورة بالإضافة إلى

الصداع

المستمر والمتزايد حتى يأس رفاقه والحاضرون في إنقاذ حياته.»


ولقد قام الدكتور جلوكمان بتفسير الأعراض التي عانى منها صلاح الدين بناء على الرواية السابقة، حيث أفترض أن مرض التيفويد هو أقرب الأمراض لهذه الأعراض، لأن مرض التيفويد في العصور الوسطى كان يتوفى صاحبه خلال أسبوعين كما حدث مع صلاح الدين، لكن قام الدكتور ماكوباك برفض هذا التفسير بحجة أنه لم يرد عن صلاح الدين أنه كان يعاني من آلام في البطن وهذا العرض شائع لدى مرضى التيفويد، مما يبطل فرضية الدكتور جلوكمان.


لكن على الرغم من إبطال فرضيته إلا أنه واصل في محاولة إثباتها ذلك لأن هذا المرض كان الأكثر انتشارًا خلال ذلك الوقت،  ومن الممكن أن هذا قد حدث بسبب تناول بعض الأطعمة الملوثة، أو أن شرب

الماء

الملوث ببكتيريا السالمونيلا من الممكن أن يؤدي للإصابة بالتيفود، وذكر جلوكمان أيضًا أن جميع الأمراض التي كانت منتشرة في تلك الفترة مثل الجدري والطاعون والملاريا والسل تقوم بقتل المصاب بشكل أسرع عن التيفويد بأنه المرض الأكثر مناسبة لأعراض صلاح الدين، وبالطبع لا يمكننا مطابقة الأعراض مع بعضها البعض تمامًا، وأن جميعى العلاجات التي ورد أن صلاح الدين قد خضع لها من حجامة وحقن إلا أنها لم تكن كفيلة لتقوم بشفائه من هذا المرض آنذاك.[2]


أين ولد صلاح الدين الأيوبي


ولد القائد الكردي البطل صلاح الدين الأيوبي في العراق عامَ ألفٍ ومئةٍ وسبعةٍ وثلاثين للميلادِ، حيث ولد في بلدة قديمة بالقرب من مدينة

بغداد

تدعى تكريت، حيث كان والده يحكم قلعة هذه المدينة آنذاك لكنه أضطر والده أن يترك القلعة بعدما تم الهجوم عليها وذهب إلى مدينة الموصل واستقر هناك لدى عماد الدين زنكي والذي أحسن استقبالهم وضيافتهم عنده.


إنجازات صلاح الدين الأيوبي


إن من أعظم الإنجازات التي يعلمها الجميع عن القائد صلاح الدين الأيوبي هي عملية استرداد للقدس من تحت يد الصليبيين، لكن قبل أن يتواجد هذا النصر الكبير فلقد كانت هناك إنجازات أخرى مهدت لوجوده فيما بعد، ومن أهم إنجازات صلاح الدين الأيوبي هي ما يأتي:


  • اهتمامُ القائد صلاح الدين الشديد بتثبيتِ فكرةِ الجهادِ لدى المسلمين، وترسيخ مدى أهمّيتِها عندهم، فقام بتأسيس المدارسِ، والمساجدِ؛ كي يعمل على تحقيق هذه الغاية والتي كانت يجب أن تزرع قبل أن يتعاونوا للجهاد.

  • قام القائد صلاح الدين بالقضاء على الانشقاقات والخيانات التي كان يتعرض لها الأيوبيين من الدولة الفاطمية، ولكي يتحقق له النصر قام بتوحيد صفوف المسلمين.

  • قام صلاح الدين بمجهودات عظيمة في مصر بعد أنه عينه نور الدين زنكي وزيرًا بها فقد عمل صلاح الدين جاهدًا على نقل أهل من مصر من مذهب التشيّع الذي كان سائدًا بين أهل البلاد آنذاك في عهد الدولة الفاطمية، وقام بإرجاع المذهب السني فقام ببناء مدرستي الناصرية والكاملية في سبيل ذلك الغرض وقد كان له ما أراد.

  • تمكن صلاح الدين الأيوبي من الانتصار على الصليبيين في معركة حطين ومن ثم قام بتحرير القدس عامِ ألفٍ ومئةٍ وسبعةٍ وثمانين.

  • قام صلاح الدين بالسيطرة على المدن المجاورة لبيت المقدس ولم يكتفي بالقدس وحدها بل استولى على كلٍ من عكّا، وبيروت، وصيدا، ويافا، وعسقلان، ونابلس، والناصرةِ.[3]