التفسير العلمي لنهيق الحمار

هل يوجد معاني لأصوات الحيوانات

لقد خلق

الله

سبحانه وتعالى جميع الكائنات وخلق لكلا منها صوتها الذي يميزها عن غيرها، فالجدير بالذكر أن لكل كائن صوتاً  يميزه عن غيره وهناك من الأصوات ما يلفت من إنتباهنا، وهناك أصوات تعتبر مُنكرة وغير مُحبب بسماعها مثل صوت الحمير.

وبالتالي فمن الممكن وأن تختلف الأصوات عن غيرها من كائن إلى آخر، وهذه الأصوات هي طرق ووسائل وسبل قد تستخدمها الحيوانات البحرية والبرية سواء أكانت من الثدييات أو الزواحف أو الكائنات البحرية والبرية.

فتكون وسيلة التواصل فيما بينهم، مثل البشر، حيث يتم إستخدام اللغة لتبادل المعلومات أو للتعبير عن

الخوف

أو للدلالة على وجود

الطعام

أو لجذب شريك

الحياة

.

فمع أنَّ الحيوانات قد لا تمتلك لغاتٍ قادرة على إيصال أفكارٍ أو معلوماتٍ مُعقَّدة، إلا أنَّها تحتاج بشدَّة لنوعٍ من التواصل البسيط فيما بينها، حتى تستطيع استكمال الحياة والعيش.

فحتى الحيوانات التي تقضي مُعظم وقتها بمُفردها قد تحتاج إلى الإلتقاء ببني جنسها لأسبابٍ مُختلفة، فقد تُضطَّرُّ للتواصل معهم سواء لإبعادهم عن منطقتها أو لإيجاد شريكٍ للتكاثر، فقد لا تعتمد جميع الحيوانات على الصَّوت كوسيلتها الوحيدة أو الأساسيَّة للتواصل، فبعضُ الكائنات سوف تلجأ إلى استخدام الإشارات البصريَّة أو الكيميائيَّة.[1]

ما هو التفسير العلمي لنهيق الحمار

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح  “إذا سمعتم أصوات الدِيَكة فاسألوا الله من فضله فإنّها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوَّذوا من الشيطان فإنها رأت شيطاناً”، ويعتبر هذا الحديث صحيح ولا جدال فيه.

ونستنتج من الحديث السابق أنه إذا سمعت صوت الديك فإن هذا يعني انه قد رأى ملكاً، ويأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نسأل الله من فضله في ذلك

الوقت

وندعو الله كثيراً، ذلك وقد يأتي على النقيض أن الحمار بإمكانه رؤية الشيطان، فتجده يصدر صوتا عالياً عندما يرى الشيطان فيما يسمى بالنهيق.


كيف يرى الحمار الشيطان ؟

يعتبر نهيق الحمار من الظواهر الحقيقة التي لا شك ولا جدال فيها،  ونسمعها كل يوم، فهل تسائلت يوماُ عن كيف يمكن للحمار أن يرى الشيطان، فقد حير ذلك

السؤال

الكثير من العلماء فكيف يستطيع الحمار أن يرى الشيطان.

فجميعنا نعلم أن الشيطان هو مخلوق من النار، والنار يصدر عنها الأشعة تحت الحمراء والتي لا يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة.

وذلك يعتبر من حكمة الله ورحمته بنا وهي إذا استطاع الإنسان رؤية الأشياء في الاشعة تحت الحمراء لصعق من هول المنظر، ولكن يستطيع الحمار رؤية الأشعة تحت الحمراء لذلك يرى الشيطان، ويصدر ذلك الصوت من قباحة المنظر الذي يراه.

ومن الإعجاز العلميّ للقرآن الكريم أنّه من المعروف  عند ذكر الله سبحانه وتعالى فذلك سوف يجعل

الشياطين

تهرب من المكان وذلك لأنّ الملائكة قد تأتي إلى المكان الذي يُذكر فيه اسم الله.

أما الملائكة لا تجتمع بالشياطين  ابداَ، والتفسير العلميّ لذلك أنّ الأشعة تحت الحمراء عندما تجتمع بالأشعة فوق البنفسجية تتلاشى فسبحان الله الذي لم يذكر شيئاً في كتابه إلا وكان له حكمة وتفسير علمي.[2]

لماذا يجب التعوذ عند سماع صوت الحمار

قد يعتبر التعوذ من الشيطان عند سماع صوت الحمار هو أمر وارد للغاية في الليل ذلك على حسب ما رآه بعض علماء الدين، لأن الشياطين تكثر في وقت الليل، والناس نيام.

ولكن قد يظن بعض العلماء أنّه يجب الاستعاذة من الشيطان عند سماع صوت الحمار في الليل والنهار على حد سواء فما المانع من التعوّذ من الشيطان حتى ولو لم يكن هناك سبباً.

وهناك بشراً لا يؤمنون بصحة أنّ الحمير تنهق لعدة أسباب أخرى غير رؤيتها للشيطان فهناك من قال أنهّا تنهق طلباً للأكل أو الشرب،  ولكن لو كان ذلك الأمر صحيحاً لما ارتاح الناس من نهيق الحمير فالحمار من أكثر الحيوانات التي تبذل مجهوداً كونها تُستخدم للحرث ولحمل العديد من الأشياء.

وبالتالي يمكننا القول بأنها تجوع وتعطش كثيرا من التعب والمشقة، وإذا كان بسبب الجوع والعطش، فسوف ينهق بإستمرار، فالمشكلة هنا ليست أنّ الحمار ينهق إذا رأى الشيطان ولكن أنّ الحمار لا ينهق إلا إذا رأى الشيطان، فهو يريد أن يصل للناس هول المنظر الذي يراه.[3]

بماذا يأمرنا الرسول عند سماع نهيق الحمار

يأمرنا الرسول الكريم بكل ما هو نافعاً لنا، لذلك لابد لنا وأن نتبع المنهج السليم والتعاليم

الإسلام

ية، ومن ضمن تلك التعاليم الإسلامية أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” فتعوَّذوا بالله من الشَّيطان”، أي: قولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك لحضور الشياطين في المكان؛ وقد يعتبر ذلك إنذار لنا  لأنَّ الشياطين إذا حضرت فذلك ينبه بحضور الشَّر والوساوس والخواطر السَّيئة.

ومن ثم فإن حضور المنكر والشر إلى المكان، والإغراء به، وما إلى ذلك، قد يسبب الكثير من المشاكل وإرتكاب المعاصي والذنوب، ولهذا تجدها تحضر في الحفلات الصاخبة، وعند المعازف، وفي أحوال المحرمات، وفي المراقص وأماكن الخمور والشَّر ومعصية الله.

والفاء في الحديث تدلّ على ترتيب ما بعدها على ما قبلها في قول الرسول الكريم  فتعوَّذوا بالله من الشَّيطان، وأيضاً لماذا التَّعوذ؟ وتدلّ على التَّعليل، يعني: لماذا نتعوَّذ؟ لأنَّه رأى شيطانًا.

فذلك يعتبر كلام صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم، في أن الحمير ترى الشياطين[2]

لماذا يعتبر النهيق من أنكر الأصوات

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز “إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”، حيث يعتبر النهيق من الاصوات المنكرة حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فدلّ ذلك على أنَّ أصواتها مُقارنة للشياطين، وأنها بالطبع مُنفرة للملائكة.

وتعتبر تلك هي المواضع التي قد تجتمع فيها الشياطين ولذلك قد ترون مَن بهم مسٌّ، أو نحو ذلك، حينما يُضرب بهذه المعازف والطبول ونحوها قد يُصرعون فيتخبطون.

ويعتبر أنكر الأصوات هو صوت الحمير، لأنه أقربها صوتًا إلى مَن هو أبعد من رحمة الله تعالى، ولهذا قد يشبه الزفير والشَّهيق الذي يكون لأهل النار فهذا ايضاً يعتبر صوت الحمار، وكذلك في قول لقمان لولده في وصيَّته له: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ[لقمان:19].

وعلى ذلك نستنتج أن رفع الأصوات رفعاً زائداً عن الحاجة في مجالس الناس، ونحو ذلك قد يعتبر أمراً لا يليق إطلاقاً حيث يتشابه مع صوت نهيق الحمار.

وقد جاء هذا في هذا الحديث مطلقًا، أنه إذا سمعت صوت الحمير ليلًا أو نهارًا وجب التعوذ، لكنَّه جاء في بعض الرِّوايات، وصححها بعضُ أهل العلم فإذا سمعتم نهيقَ حمارٍ، ونباح كلبٍ، وجب التعوذ.

حيث يحمل نباح الكلب نفس المعنى، فإذا حُمل ذلك المعنى فقد قيل: إنَّ ذلك يكون في الليل خاصةً، أمَّا في النهار فلا وهذا يحتمل، وليس محلّ اتِّفاقٍ بين أهل العلم.[3]