عناصر الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي


مفهوم عناصر الإنتاج


يشتهر لدى المهتمين في الاقتصاد أن هناك مفهومان لعناصر الإنتاج أحدهم قديم والآخر حديث في مفهوم قديم فإن المهتمون بالاقتصاد، في تعريفهم، ورؤيتهم التقليدية، تعتبر بالنسبة لهم عناصر الإنتاج هي العمل والمقصود به هنا هو الجهد الإنساني، والأرض ( وهي التي تمثلها

الموارد الطبيعية

)، ورأس المال، أما من وجهة

النظر

التي يتبناها خبراء الاقتصاد في النظرة الحديثة، حيث يعتبرون أن عناصر الإنتاج هي، كل من التنظيم، والتكنولوجيا، إلى جانب بالطبع العمل، والأرض، ورأس المال، كما أن هناك



عوامل الانتاج الأربعة



، التي يشير لها الاقتصاديين.


ما هي عناصر الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي


في المفهوم القديم فإن المهتمون بالاقتصاد تعتبر بالنسبة لهم عناصر الإنتاج هي العمل والمقصود به هنا هو الجهد الإنساني، والأرض ( وهي التي تمثلها الموارد الطبيعية )، ورأس المال، أما من وجهة النظر التي يتبناها خبراء الاقتصاد في النظرة الحديثة، حيث يعتبرون أن عناصر الإنتاج هي، كل من التنظيم، والتكنولوجيا، إلى جانب بالطبع العمل، والأرض، ورأس المال.


لذا فإن هناك عنصرين أساسيين للإنتاج:


  • هم الموارد الطبيعية خلقها سبحانه وتعالى للبشرية وليس للإنسان يد فيها، لا هو خالقها، ولا هو من تسبب في وجودها، وإن كان وجودها من أجله

    ( هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾

    [البقرة 29].
  • والعنصر الثاني هو رأس المال، والذي بدوره يمكن الاعتماد عليه في عدة نواحي، منها شراء الآلات، وأجور العمالة، وتكاليف العمل، وغيرها من متطلبات الإنتاج الرئيسية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها.

وهناك عنصر ثانوي تختلف مسمياته بحسب ما يطلقه عليه الاقتصاديين، فمنهم من يسميه، الإدارة، ومنهم من يطلق عليه عملية التنظيم، لكنه في النهاية هو أحد العناصر للإنتاج وإن كان عنصر ليس أساسيًا.


إذن فإن عناصر الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي يمكن حصرها كالتالي:


  • الموارد الطبيعية تمثلها الأرض.

  • رأس المال.

  • التنظيم.


وتتمثل عناصر الإنتاج في جميع ثروات الأرض في شكلها البدائي، سواء أكانت تلك الصورة على الشكل اليابس أم المائي، وما فوق كلاهما وما تحتهم، مثال على ذلك النبات والحيوان ومنه كذلك أيضاً مصادر الطاقة من

البترول

والمناجم، وغيرها.


وفيما يخص مجهود البشر سواء كان هذا المجهود في صورته العقلية أو البدنية التي يقدمها البشر وهم مخلوقات

الله

سبحانه وتعالى، وهو الذي منحه تكليف تأدية العمل حتى يستفيد من موارده الطبيعية، والتي جعلها الله سبحانه وتعالى مسخرة جميعها للإنسان حتى يستطيع القيام بواجباته التي خلق من أجلها، والتي أهمها هي  استخلافه لعمارة الأرض والتوحيد والعبادة.


وغير تلك العناصر التي هي نتاج مزج عناصر الإنتاج مثل الجهد الإنساني مع الموارد الطبيعية، حيث أن الموارد الطبيعية سخرها الله سبحانه وتعالى للبشر، وذللها للناس كما أراد الله سبحانه وتعالى، وهو ما يتضح من قوله تعالى: ” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ” إبراهيم 32- 34.


وذلل الأنعام قال تعالى: ” أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ ” يس 71- 73.


ليصبح العمل، والمتمثل في المجهود البشري العقلي والعضلي، عنصر وحيد إيجابي وفاعل في عملية الإنتاج، وهذا التذليل يعد أمر طبيعي، يتماشى تماماً مع تكريم الله للإنسان ومع تكليفه بالعمل قال تعالى ” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ”

التوبة

105.


ولكن الأمر لا يعد مجرد عمل وفقط، بل لابد لهذا العمل من أن يتوافق مع الإسلام، وأهم ما يجب أن يتوافر في العمل أن يكون عمل صالح، حتى يستحق القيام بعمار الأرض، والاستخلاف عليها، ويستطيع أن يقوم بشؤون نفسه، واحتياجاته، هو ومن يقع عليه عبء مسؤوليتهم، فلا يحتاج لأحد، ولا يسأل إنسان في حاجته، ويبقى الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي له يذل ويخضع.


أما عن

القرآن الكريم

الذي لا تخلوا آياته من الجمع بين كل من

العمل الصالح

والإيمان، وهو إشارة واضحة للاستخلاف، مع

التمكين

لمن يجمع بين صلاح عمله وإيمانه، وفيه قال سبحانه وتعالى ” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ” النور55.


هذا وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاقتصاد الإسلامي في حقيقته يعنيه الإنتاج ذو

القيم

ة، والذي يسميه الخبراء الاقتصاديين بالإنتاج القيمي، وليس للإنتاج الغير مجدي ونافع للنفس والمجتمع قيمة في الإنتاج الإسلامي، والاقتصاد، وهو ما يسمى بالإنتاج العبثي.


ومما سبق يتضح أن المصطلحات والمفاهيم الاقتصادية العامة مثل عناصر الإنتاج والهدف، وأقسام الإنتاج، والقطاع الاقتصادي، وعناصر الاقتصاد، والنشاط الاقتصادي، كلها مصطلحات تهدف لسد حاجات الناس في الدنيا، والوصول للخدمة وما سبق من مفاهيم اقتصادية كلها تقترب فيما بينها في كافة المذاهب والأنظمة الاقتصادية.


لكن أهم ما يميز النشاط الاقتصادي في الإسلام، ويجعله مختلف عن باقي الأنشطة الاقتصادية، هو غاية، ونهاية كل ذلك، وأيضاً الوسائل المتبعة في اعتبار العناصر الخاصة بالنشاط الاقتصادي.


وعند القول بأن الاقتصاد الإسلامي يهتم، ويدور حول الإنتاج القيمي لا الإنتاج العبثي، فإن المقصود يكون القيمي بكلا المعنيين، سواء كان إنتاج قيمة مادية أو قيمة نفعية لأفراد المجتمع، وهو مع ذلك بالطبع يراعي القيم سواء كانت تلك القيم دينية أو أخلاقية للمجتمع. [1]


أهمية عناصر الإنتاج


الإنتاج في المفهوم الاقتصادي هو عدد من العمليات التي تتم عن طريق استخدام مواد خام واستغلالها بشكل جيد حتى يتم الوصول على منتج أو سلعة تفيد المجتمع بشكل عام، وكما تبين سابقا فإن عناصر الإنتاج هي التنظيم ورأس المال، والجهد، والموارد الطبيعية، والبشرية، لكن ما هي أهمية تلك الموارد، هذا يتبين في التالي:



  • العمل

    ، هو عبارة عن الجهد الذي يبذله العنصر البشري من أجل تحويل المواد الخام إلى منتجات و يعتبر العمل عنصر أساسي في العملية الإنتاجية.


  • رأس المال

    لا تقتصر أهمية رأس المال على

    العملات

    فقط بل يشمل عنصر رأس المال كذلك على جميع العناصر التي تدعم العملية الإنتاجية والتي من بينها الآلات والوسائل الضرورية للعملية الإنتاجية .


  • الأرض

    والتي تعتبر أحد أهم عناصر الإنتاج بشكل عام، ويمكن تعريف الطبيعة على أنها هي الموارد والقوى التي يتحصل عليها البشر بدون مجهود و تشمل معها المناجم، وكذلك الغابات .


  • الإدارة

    حيث تعتبر الإدارة أو التنظيم هي حلقة الوصل بين عناصر الإنتاج المختلفة، وتمثل الإدارة، والتنظيم فكرة مهمة وهي قائمة على تحسين استغلال جميع العناصر بالأسلوب الذي يحقق الأهداف المنشودة وتقدم الادارة إشراف على تلك العناصر حتى تضمن جودة الإنتاج.


عناصر الإنتاج الزراعي


الإنتاج الزراعي هو أحد أنشطة الاقتصاد، أو النشاط الاقتصادي الذي يقوم به الإنسان، وللنشاط الاقتصادي، عناصر مثله مثل باقي مجالات النشاط الاقتصادي مثل الصناعة والتجارة، وله عناصر يقوم عليها وهي


  • توفر التربة التي تصلح للقيام بالزراعة.

  • وفرة المياه أو وجود كميات مناسبة من المياه.

  • القيام بنثر البذور.

  • استخدام الأسمدة المناسبة للزراعة والمحاصيل.

  • الاعتماد على بعض الطاقات مثل الجاز أو البترول، والكهرباء تشغيل بعض الآلات.

  • تحريك بعض الأدوات والتي من بينها الفأس والجرار وآلات رفع المياه.

  • الاعتماد على المجهود العضلي والذهني للفلاح.

  • مجموعة من العمال لمساعدة الفلاح في أعمال الحقل. [2]