القيادة الصامتة : ما هي .. وخصائصها عند إدارة الفرق

ما هي القيادة الصامتة

القياد مهارة لها قيمة كبيرة في قطاعات كثيرة، ومع ذلك يمكن للقيادة أن تأخذ أشكال مختلفة وبدرجات أتقان مختلفة، من ضمن أشكال القيادة يُعرف بالقيادة الصامتة من طرق القيادة الفعالة.

لمعرفة القيادة الصامتة وكل ما يرتبط بها يجب أولًا معرفة ماهية القيادة، فالقيادة مهارة أو بتعبير أدق مجموعة من المهارات تحت مسمى القيادة، فهي ترتبط بمدى القدرة على الإدارة أو توجيه المجموعات باختلاف العدد، ومن ثَم القدرة على إدارة التأثير على أفكار وسلوكيات تلك المجموعة.

فالذي يملك مهارة القيادة لديه القدرة على أن يولد الحماس في نفوس المجموعة والقدرة على تنسيق مجهود وطاقة الفريق لضمان التوجه للهدف المتفق عليه وتحقيقه.

ويكون دور القائد الإشراف على كل خطوة وحفظ روح الفريق وإدارته، ولكن هذا ليس فقط دور القائد، بل يجب على القائد الماهر أن يعرف الكيفية الصحيحة والتوقيت المناسب لتفويض المهام.

ومن سمات القيادة الأساسية الأخري هي المقدرة على تحفيز أعضاء المجموعة، هناك طريقة أخري لتعريف القيادة وهي امتلاك المقدرة على أن يؤثر اجتماعيًا على الآخرين، وإقناعهم بالموافقة على السير معًا لتنفيذ هدف واحد مشترك.

القيادة تتعلق بسلسلة من السمات الشخصية التي من ضمنها أمتلاك

الذكاء

والكاريزما، إنها مهارة مطلوبة تقريبًا في كثير من المجالات، لأن القائد ليس مجرد مدير لأن له أدوار أكبر بكثير.

فالمدير يمكن أن يقصر دوره على توجيه الأوامر، بينما القائد يقدم قدوة للجميع ويحفز من حوله ويشاركهم وبطريقته يجعلهم لفريق حقيقي.

خصائص القيادة الصامتة

القيادة الصامتة ليست كالتعريف التقليدي للقائد التي تشير للصورة النمطية عن القائد في أذهان من يوجههم حيث يرون أنه موجه وشخصية تمتلك الكاريزما بقوة ويملأها الحماس، لولديه شخصية ميزة مبهرة من حوله تجعلهم يتبعوه بسهولة.

ولكن هذا التعريف لا يشير لفاعلية القائد في قيادة فريقه، وفي المقابل تظهر القيادة الصامتة التي تعتمد على أستخدام صفات أخري مختلفة لكى يتحقق نفس الهدف، ولكن هذه الصفات والخصائص ليس من السهل ملاحظتها من الوهلة الأولى، لكنها صفات ذات أهمية أساسية للعمل.


الاستماع الفعال

لكى يتميز الشخص في مجال القيادة الصامتة يجب أن يتمتع بمهارات مثل قدرته العالية على الاستماع الفعال، لأن في القيادة مهم جدًا معرفة الكيفية الصحيحة لنقل الرسالة.

ولكن من المهم أيضًا معرفة كيفية تلقيها، ومجموعة من الأشخاص الذين يشعرون يسمعها ويفهمها قائدهم ، فمن المؤكد أنك ستميل إلى أن تكون أكثر تحفيزًا.

يسمح الاستماع الفعال أيضًا للقائد بالحصول على كل المعلومات عن ما يحدث داخل بيئة العمل وبالتحديد في الفريق الخاص به، هذه الطريقة تمكن القائد من توقع نوعية المشاكل المحتملة، وتوقع حلول مبكرة لها أو قبل أن تتفجر المشكلة.

لذلك يكون الاستماع الفعال عكس الكلام، فهو سمة من السمات القيادية بالتحديد القيادة الصامتة، فهو عامل مساعد في تلقي أكبر قد من المعلومات وفي نفس

الوقت

إصدار معلومات أقل بمعنى قلة الكلام، هذا لا يعني أن القادة الذين يتبعون القيادة الصامتة صامتون طوال الوقت، لأنه يتكلم ولكن بطريقة أكثر واقعية وبسيطة.


التواضع

التواضع سمة مهمة أخرى من السمات الرئيسية للقيادة الصامتة، ففي الصورة التقليدية النمطية للقائد التي ذكرت أعلاه، كانت بعض الصفات الهامة لشخصية القائد المدير هي الدور القيادي وشخصيته التي تشع بالكاريزما، توجد بعض الحالات قد يصل المدير للنرجسية والذوق الرفيع تكون صفات ملفته للنظر  لكونها مركز اهتمام وشخصية يريدها الكثير.

على العكس فإن القيادة الصامتة لا تتناسب مع وصف كهذا، لكنه شخص يبدوا وكأنه قائد بالفطرة لأن قيادته تُولد من

موقع

متواضع بشكل واضح، تواضع يسمع للقائد أن يصبح جزءًا من المجموعة بل ويحل مكانه بين أعضاء الفريق، ويمنحهم دور قيادي أثناء وجوده في موقف ما.

يحافظ على التواضع ويفضل البساطة حتى عندما يقوم بقيادة العمل، الجيد أنه يعمل على توجيه المجموعة لتحقق هداف واحد أو مجموعة من الأهداف، والقائد من هذا النوع يريد العمل بروح الجماعة ومشاركة الجميع، ويفضل أن يستمتع أعضاء فريقه بشعور هم بالتقدير.


التعاطف

القيادة الصامتة تعتمد على سمة

التعاطف

الذي يتعامل به القائد، الهدف منها أن يسمح القائد لنفسه أن يضع نفسه في مكان الآخرين لكى يحاول أن يشعر بما يشعر به أعضاء فريقه، لكى تتحقق أقصى درجة فهم

رسالة

الذي أمامه وبشكل أيسر.

إن تعميق الشعور بمشاعر الآخرين بالتحديد أعضاء فريقه، يسمح للقائد بمعرفة الحالة الشعورية التي يكون فيها فريقه في أغلب الأوقات وعلى أساسها يقرر كيفية التصرف وفقًا لما يراه في كل يوم فيضمن بذلك إنتاجية وكذلك هذا يضمن للأشخاص الذين يكونون ضمن قيادة هذا القائد أقصى درجة من الرفاهية، مع العلم أن قائدهم سيكون هناك عندما يحتاجون إليه.

التعاطف سمة تجعل القائد إنسانًا وتجعل الآخرين يرونه كذلك فيسهل التعامل، فهم يعرفون أنه لا ينظر لهم نظرة متدنية وكأنه الأفضل بينهم بل يكونون رفقة وأصحاب وكل فرد عليه مسؤولية، وهذا يترتب عليه شعور الفريق بقرب ودفء زيادة في الحافز لأنهم يعرفون أن مديرهم يفهم كل منهم وأنه لجانبهم.


العقلانية

كل من يتميز في القيادة الصامتة تميزه العقلانية، ويترجم هذا على قيامه بتنفيذ سلوكيات بسيطة هدفها بشكل واضح تلبية احتياجات فريقه والمشروع، إنها علامة مهمة على مدى البساطة التي تميز القادة الذين يتبعون القيادة الصامتة.

فهو قائد ذكي يتجنب التصرفات الدرامية التي لا تفيد، فهو ينشئ فريق متحفز يحتاج للتوجيه ويبحث عن أقصر الطرق لهدفه، فبعقلانيته يوجههم بطريقة مباشرة أو يقربهم من الهدف.

هذه العقلانية تجعل القائد الصامت مثال للكفاءة الإنتاجية، فهو يهدف للتحرك بفريقه بأقل الموارد المتوفرة ليصل للأهداف المتفق عليها.


الهدوء

تظهر الصفات المميزة مثل الهدوء في القيادة الصامتة أيضًا، فهؤلاء القادة يكون لديهم قدرة على عدم التوتر والانزعاج حتى وقت وجوده في ظروف ضاغطة بشكل كبير، والبقاء هادءًا ورصينًا وتنتقل هذه الحالة لكل الفريق المسؤول عنه.

من الهدوء يساعد القائد أن يكون قادرًا على أخذ قرارات موضوعية أكثر، دون وقوعه في تصرفات مندفعة، وبالتالي يضمن حدوث مخاطر أقل.

الهدوء صفة ذات قيمة هامة في كل القطاعات التي ينتشر الاندفاع والتوتر بها، حيث أنه يعتبر ركيزة أساسية في شخصية القائد، حيث يُمَكّن أعضاء الفريق من دعم بعضهم البعض لكي يحصلوا  على استقرار في الأوقات الذي يكون غير متوفر بها.


المرونة

من الضروري معرفة الكيفية المناسبة التي يعكس بها الأمور، خلال تلك الفترة لتكون تصرفاته قادرة على أن تصل به لاستنتاج ما هي الخطوة الأذكى التي يجب على أحد أخذها

لأنه يجب أن تكون خطواته مدروسة، هذه القدرة على تقييم البدائل ومعرفة ماهو الأفضل ليختار بوعي وبالتالي تكون القرارات عملية، لذلك سوف يفكر القائد الذي يتبع نوع القيادة الصامتة في كل الخطوات التي سوف يتخذها هو وفريقه وشركهم معه أتخاذ القرار بحكمة.[1]