لماذا الوان البشر مختلفة ؟.. الحكمة الإلهية بإختلاف ألوان البشر


لماذا تختلف ألوان البشر


خلق

الله

البشر بألوان، وأحجام مختلفة، وتختلف ألوان البشر ما بين الأبيض والأسود، والأصفر، والأحمر، كل له لونه، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف/54 .


وقال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، وقال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ) الروم/22 .


كما يتبين من الآيات، فإن الله خلق الناس مختلفين في السماء والأرض، والألسنة، والألوان، وقد كان لهذا التنوع والاختلاف سبب وهو أن الناس لم تخلق جميعاً. من نفس التراب، كما يروي النبي صلى الله عليه وسلم.


في حديث النبي صلى الله عليه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله قد أدم، أول الخلق أجمعين من قبضة قبضها سبحانه وتعالى، بصفاته، وأفعاله دون تمثيل أو تشبيه، قبض بها من كل الأرض.


فجاء الناس مثل الأرض، متنوعين فمنهم من جاء أحمر اللون، ومنهم من جاء أسود، ومنهم الأبيض والأصفر، كما أنهم جاءوا متنوعين في صفاتهم وأخلاقهم، مثل الأرض تماماً، فمنهم السهل، اليسير، القريب، ومنهم الصعب، الجاف، القاسي، ومنهم الطيب الجميل، ومنهم القبيح، ومنهم الخبيث.


ومن هذا يتبين بوضوح أن اختلاف  الوان البشرة 704413 يرجع لاختلاف تربة الأرض التي قبض الله منها قبضة خلق منها أدم ومن بعده أولاده.


عن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ ، مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَصْفَرُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ وَالطِّيبُ )، أخرجه الترمذي.


وكما تبين فالأرض ليست سواء، منها الأرض الطيبة، ومنها الأرض الخبيثة، ومنها الجاف، ومنها اللين، كما أن من الأرض الأبيض والأسود، والأحمر والأصفر، ولكل هذا التنوع للمادة التي خلق الله منها البشر، تنوع الناس في صفاتهم وألوانهم، كما تنوعوا في أخلاقهم، وانقسموا بين الخير والشر. [1]


ما الحكمة الإلهية من اختلاف ألوان البشر


ويتبين مما سبق بيانه في شأن خلق الله لألوان البشر مختلفة، وأنهم اختلفوا تبعاً للمادة التي خلقوا منها، يأتي

السؤال

الأهم، هل هناك حكمة في أن تختلف ألوان البشر، وما هي إذن الحكمة في أن تختلف ألوانهم.


يمكن الإجابة على هذا الاستفسار بعد التأكيد على أن الله مدبر الكون، وليس دائماً عليه أن يقدم للبشر حكمته من أفعاله وأوامره، وعلى الناس التسليم بإرادة الله، فهناك أفعال لها حكمة جلية، واضحة للجميع وهناك أمور حكمتها تحتاج للتدبر من العلماء والمختصين، وهناك أمور أيضاً لا يعلم حكمتها إلا الله، وفي كل الأمور يجب التسليم لله وحده.


ويرجع بعض العلماء الحكمة الإلهية بإختلاف ألوان البشر، إلى بيان قدرة الله وإعجازه في الخلق، وتأكيد على كل ما ذكر في القرآن، لأن الله أخبرنا أنه خلق الناس من التراب، والتراب ألوان، فتعددت ألوان البشر، فلو كان الناس من صنع الطبيعة كما يقول الملحدون، فلما تختلف ألوانهم، التي صنعتها الطبيعة.


لم يعطي الملحدون إجابة واضحة على ذلك، ففي بلد واحدة بل وعائلة واحدة قد يكون بينهم

الأسود

شديد السواد على عكس الباقي، أو الأبيض في وسط السود، فمن أين أتت الطبيعة بهذا التنوع.


لذلك فإن الحكمة الإلهية بإختلاف ألوان البشر، قد يكون سببها إظهار وحدانية الله، وإظهار قدرته، والتأكيد على صدق القرآن الكريم، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه من أحاديث، وهذه آية من آيات الله في كتابه للتأكيد على ما سبق، بالدليل من القرآن الكريم.


( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) آل عمران/7 .


أسباب الاختلاف بين الناس


يختلف الناس فيما بينهم لأسباب عديدة، منها التكامل بينهم، والتنوع، سواء في النوع والجنس، أو في الشكل، أو في وجات النظر، وغير ذلك، وللعلماء الكثير من الأسباب التي يذكروها، من ذلك قول ابن

القيم

.


وقد قال ابن القيم في هذا الأمر “إن الحكمةَ إنما تتم بخلْق المتضادات والمتقابلات؛ كالليل والنهار، والعلو والسفل، والطيب والخبيث، والخفيف والثقيل، والحلْو والمُر، والبَرْد والحر، والألم واللَّذَّة، والحياة والموت، والداء والدواء، فخَلْقُ هذه المتقابلات هو محلُّ ظهور الحكمة الباهرة، ومحل ظهور القدرة القاهرة والمشيئة النافذة والملك الكامل التام، فتوهُّم تعطيل خلْقِ هذه المتضادات تعطيلٌ لِمُقْتضيات تلك الصفات وأحكامها وآثارها”


لماذا خلق الله بعض الناس قبيحين


خلق الله في كل شئ مهما كان جميل، فلو لم يكن الجمال في الشكل، قد يكون في الروح والأخلاق، والصفات، وقد يكون جمال فيما يقدمه من منفعة.


وقد يكون جمال في غيره، ولكن أحياناً يدور في ذهن الناس أسئلة عن الشكل، مثل السؤال الذي تم الحديث عنه سابقآ وهو لماذا الوان البشر مختلفة ؟.. الحكمة الإلهية بإختلاف ألوان البشر، هناك أسئلة أخرى مثل تلك التي يسألها الشخص الذي لا يرى نفسه جميل، لماذا خلق قبيح.


يجيب العلماء عن هذا الاستفسار الهام بأن خلق الأشياء وعكسها، هو أكبر دليل على الكمال، فلولا أن الله خلْقُ الأمور، وضدها، لما تعرف الناس على كمال قدرته ومشيئته والحكمة من كل ذلك، لأن الله سبحانه وتعالى لا يَخْلُق أي شئ عبث، ولا يجعل لشئ شرع، أو حكم إلا إذا كان فيه مصلحة يوضحها للعباد.


وقد كان من حكمته سبحانه وتعالى البالغة خلْق الأمور، وضدها، فقد خلق الله الملائكة وخلق الشياطين، وخلق الليل والنهار، وخلق الطيب والخبيث، وخلق الحسن والقبيح، وخلق الأبيض والأسود، وخلق الخير والشر، وخلق القوي والضعيف، وخلق الغني والفقير، وخلق السليم كما خلق السقيم، وخلق العاقل كما خلق المجنون.


قال سبحانه تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]، ولكن أكثر الناس لا يعلم من أيات الله شئ.


ولا يدرك آية خلق السموات والأرض ولا قيمة اختلاف الألسنة والألوان، فقد اختص الاه سبحانه وتعالى بإدراك وعلم هذه الحكمة لمن أنار بصيرته، وقال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ} [فاطر: 27، 28].


سبب اختلاف أشكال البشر


خلق الله البشر مختلفين في كل شئ بداية من بصمة أصابعهم، ووصولاً لأفكارهم، ومرورا باللون والحجم، والشكل، وكل ذلك لأن التنوع والاختلاف أمر مطلوب، ويسبب هذا الاختلاف في الكثير من الأمور، تنوع في أمور عدة أهمها التنوع في الاحتياجات، واختلاف أشكال الناس، سبب للتنوع، والتكامل فيما بينهم، ولاختلاف أذواقهم. [2]