ما هي الباروسميا؟.. او الهلوسة الشمية

نبذة عن الباروسميا

الباروسميا هي اضطراب طبي يؤثر على إحساس الشم، في حال الإصابة بالباروسميا، لا يستطيع الشخص الكشف عن جميع الروائح من حوله، في بعض الأحيان تسبب

الهلوسة

الشمية الإحساس بوجود روائح قوية، وكريهة للأشياء العادية.

يتم عادةً الخلط بين الباروسميا والفانتوسميا  phantosmia، وهو اضطراب يؤدي للشعور بوجود روائح غير موجودة، الباروسميا تختلف لأن الاشخاص المصابين بها يمكنهم الكشف عن الروائح الموجودة، لكن الرائحة تبدو غريبة وغير مألوفة بالنسبة لهم، على سبيل المثال، يمكن أن يشعر الأشخاص المصابين بالباروسميا برائحة الخبز الطازج على أنها رائحة قوية وفاسدة بدلًا من الرائحة اللطيفة والحلوة.

يمكن أن يعاني الأشخاص من نطاق واسع من الهلوسة الشمية للعديد من الأسباب المختلفة، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب الباروسميا الشعور بالمرض الجسدي عندما يكتشف

الدماغ

وجود روائح قوية وكريهة.

أعراض الباروسميا أو الهلوسة الشمية

معظم حالات الهلوسة الشمية تظهر بعد التعافي من مرض أو إنتان معين، شدة الأعراض تختلف من حالة لأخرى.

في حال الإصابة بالباروسميا، الأعراض الرئيسية هي الإحساس بوجود رائحة كريهة مستمرة، خاصةً في حال كان الشخص بالقرب من الطعام، قد يعاني الشخص من صعوبة في التعرف على بعض الروائح أو ملاحظتها في

البيئة

التي يعيش فيها، كنتيجة لتلف

الأعصاب

الشمية.

الروائح التي كان الشخص يستمتع بها قد يجدها الآن قوية للغاية ولا تحتمل، وفي حال قام الشخص بتناول الأطعمة التي تنبعث منها رائحة غير مستساغة، يمكن أن يشعر بالغثيان أو يتقيأ أثناء تناول الطعام.

ما هي أسباب الباروسميا

يمكن أن تحدث الباروسميا بعد أذية الأعصاب الشمية بسبب وجود فيروس أو اضطراب صحي آخر، هذه الأعصاب تشكل بطانة

الأنف

وهي التي ترسل المعلومات الكيميائية للدماغ الذي يقوم بدوره بتفسير الرائحة، أذية هذه الأعصاب يمكن أن تغير من الطريقة التي تصل بها الرائحة للدماغ ومن أسباب الباروسميا:


  • أذية الرأس أو إصابة الدماغ

إصابة الدماغ ترتبط بالأذية الشمية، وعلى الرغم من أن مدة وشدة الأذية تعتمد على الإصابة، إلا أن أعراض الهلوسة الشمية بعد إصابة الدماغ تعتبر من الأمور الشائعة.

يمكن أن تؤدي إصابة الدماغ إلى فقدان حاسة الشم بسبب قص الألياف العصبية الشمية في الصفيحة المصفوية، إصابة الدماغ يمكن أن تنجم أيضًا عن الأذية الناجمة عن النوبة، مما يؤدي للهلوسة الشمية.

إحدى اسباب الهلوسة الشمية هي اذية الأعصاب الشمية من البرد أو الفيروس، الإنتانات التنفسية العلوية يمكن أن تؤذي الأعصاب الشمية، وقد يحدث ذلك بشكل أكبر لدى الكبار في السن.

في دراسة أجريت عام 2015 على 56 شخص مصاب بالهلوسة الشمية، فأكثر من 40% من الأشخاص المصابين عانوا من إنتانات تنفسية علوية اعتقدوا بأنها قد تكون مرتبطة ببدء ظهور أعراض الهلوسة الشمية.


  • التدخين والتعرض للمواد الكيميائية

الجهاز الشمي يمكن أن يتعرض لأذية بسبب تدخين السجائر، يمكن أن تسبب

السموم

والمواد الكيميائية الموجودة في السجائر بالإصابة بالهلوسة الشمية مع مرور الوقت.

لهذا السبب، التعرض للمواد الكيميائية وتلوث الهواء يمكن أن يسبب تطور الهلوسة الشمية

الأشعة والعلاج الكيميائي يمكن أن يسببان الهلوسة الشمية، وقد أظهرت مراجعة عام 2016 أن 86% من مرضى السرطان يعانوا من تغيرات في حس الشم والذوق أثناء التعرض للعلاج، في إحدى دراسات الحالة عام 2006، فقدان

الوزن

وسوء التغذية الناجمان عن الأدوية السرطانية كانا مرتبطان بالنفور الغذائي المرتبط مع الهلوسة الشمية التي تنجم عن أدوية السرطان.


  • الاضطرابات العصبية

واحدة من أول أعراض

الزهايمر

وداء باركنسون هي فقدان حاسة الشم، كما يسبب مرض هنتغتون وخرف جسم ليوي صعوبة في استشعار الروائح.


  • الأورام

يمكن أن تسبب الأورام في البصيلات الشمية وقشرة الدماغ الأمامية، والتجاويف الأنفية تغيرات في حاسة الشم، ومن النادر أن يسبب الورم الخرف، في كثير من الأحيان، يعاني الأشخاص المصابين بالورم من الفانتوسميا، وهو اكتشاف روائح غير موجودة بسبب الورم الذي يحفز الحواس الشمية.

الباروسميا وفيروس كورونا

بينما ترافق كوفيد-19 مع فقدان حاسة الشم لدى بعض الاشخاص، من الممكن أن يعاني الشخص من الباروسميا بعد الإصابة بالإنتان الفيروسي، يُعتقد أن الفيروس يسبب تغيرات في الجهاز الشمي، حيث يؤدي الضرر المستمر إلى تغيير طريقة الشم بعد الشفاء.

وجدت دراسة عام 2020 على شخصين بالغين يتعافيان من فيروس كورونا، أولًا، قام رجل يبلغ 28 عامًا عن شم رائحة المطاط المحترق بعد تعافيه من فقدان حاسة الشم ، والذي حدث بعد 87 يومًا من المرض. أقرَت امرأة بالغة أخرى تبلغ من

العمر

32 سنة عن شم رائحة البصل بعد 72 يوم من التعافي.

هذه الحالات تشير إلى أن الباروسميا قد تكون من المضاعفات طويلة الأمد لكوفيد-19، بعض الباحثون يجدون أن الإصابة تعتبر نادر، بينما البعض الآخر يعتقد أن الباروسميا بعد كوفيد -19 إشارة على أن الجهاز الشمي في طور الشفاء. [1]

مضاعفات الباروسميا

تلعب الحواس دورًا مهمًا في حياة الشخص اليومية، الروائح الجيدة غالبًا ما ترفع المزاج وتساعد الشخص على الاستمتاع بحياته اليومية، لكن تعطل حاسة الشم يمكن أن يكون لها تأثير كبير على جودة

الحياة

، هذا الأمر يمكن أن يؤدي لاضطرابات مثل:

  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • الاكتئاب

عندما لا يستطيع الشخص الوثوق بحاسة الشم لديه، فقد يتعرض لخطر إهمال لبعض الأمور، مثل تسرب الغاز، الدخان أو فساد الأطعمة، وفي حال كانت حاسة الشم هامة جدًا لحياة الشخص المهنية، أي إذا كان الشخص طباخًا، يعمل في العطور، فإن الهلوسة الشمية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على عمل الشخص. [2]

كيفية تشخيص الباروسميا

يمكن أن يتم تشخيص الباروسميا من خلال طبيب الأنف- أذن- حنجرة، هذا الطبيب سوف يقوم بتقديم روائح مختلفة للمريض ويطلب منه أن يصف رائحتها وترتيب جودتها.

خلال زيارة الطبيب، سوف يقوم بطرح الأسئلة التالية حول:

  • القصة العائلية للإصابة بالسرطان والاضطرابات العصبية الأخرى
  • إنتانات عانى منها

    المريض

    مؤخرًا
  • أسلوب الحياة مثل التدخين
  • الأدوية التي يقوم المريض باستعمالها

في حال شك الطبيب بأن سبب الباروسميا قد يكون عصبي أو متعلق بالسرطان، يمكن أن يطلب فحوصات أخرى، يمكن أن تتضمن هذه الفحوصات ما يلي:

  • التصوير المقطعي المحوسب لتجويف العين والجيوب الأنفية
  • خزعة من

    الجيوب الأنفية
  • التصوير بالرنين المغناطيسي

علاج الباروسميا أو الهلوسة الشمية

يمكن علاج حالات الباروسميا لدى بعض الحالات، وليس جميعها، في حال كانت الباروسميا ناجمة عن العوامل البيئية، الأدوية، علاج السرطان، أو التدخين، فإن حاسة الشم سوف تعود كما كانت بعد التخلص من هذه المحفزات.

في بعض الأحيان يتطلب الأمر جراحة من أجل التخلص من الباروسميا، وذلك من أجل التخلص من انسداد الأنف، وإزالة الأورام الحميدة أو الخبيثة التي قد تتواجد في الأنف.

علاج الباروسميا قد يتضمن:

في حال استمر الشخص بالمعاناة من الهلوسة الشمية ووجد أنها تؤثر بشكل مستمر على الشهية والوزن لديه، يمكن أن يقوم بتجربة التدريب على الشم، هذا النوع من العلاج يتضمن استنشاق أربعة أنواع مختلفة من الروائح لمدة تصل إلى 15 ثانية في كل مرة، يجب إجراء هذه العملية مرتين يوميًا لمدة عدة أشهر. [1]