صفات ام المؤمنين زينب بنت جحش

نسب زينب بنت جحش رضي الله عنها

هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية (32 ق.هـ-21هـ/ 590-642م)، ابنة عمة الرسول، أُمُّها أميمة بنت عبد المطلب عمَّة رسول

الله

، ولدت في السنة الثالثة والثلاثين قبل

الهجرة

[1]

زواج زينب الأول من زيد بن حارثة

كان زيد بن حارثة من موالي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حِبُ الرسول، وكان يُدعى بزيد بن محمد حتى نزلت الآية القرآنية الكريمة (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) سورة الاحزاب، وكانت زينب من سادات قريش، وهي ابنة عمة رسول الله عليه

الصلاة

والسلام.

أراد النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن يكرم زيدًا، لأن زيدًا كان حِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجه من اجمل الفتيات وخيرة نساء قريش، لكن هذا الزواج كان قاسيًا على زينب التي صبرت وأطاعت رسول الله، وكانت تؤدي ما على زوجها من حقوق، إلا أنها كانت تضمر جفاءً في قلبها جعلت زيد يشعر به.

أراد زيد ان يطلق زينب، ولم يطق المكوث معها، لكن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأمر زيد بالصبر، ويقول له: أمسك عليك زوجك واتق الله، فنزلت فيما بعد الآية الكريمة (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) سورة الأحزاب، وكان ذلك وحي إلهي يطلب من زيد ان يطلق زينب ليتزوجها رسول الله.

زواج السيدة زينب من رسول الله

كان زواج رسول الله عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش امتثال لأوامر الله، وذلك لهدف عظيم، وهو إبطال عادة

التبني

في

الإسلام

، لأن التبني كان عادة شائعة، حيث يقوم اي رجل في الجاهلية فيعلن أن فلانًا ابنه، يورثه، ويعامله معاملة ابنه، وبذلك مخاطر عديدة، مثل ضياع الانساب، والتفريق بين الابناء والمنازعة على الميراث.

كان زيد مولى رسول الله وكان من الصعب على النبي ان يتزوج زينب في البداية، لأن نبينا الكريم كان بمثابة الأب لزيد، وزيد من أحب الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام،  ولكن الله عز وجل عاتب النبي إن خشي من الناس إذا تزوج زوجة زيد ولم يخشى الله في أمر قد اباحه، أنزل الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40].

فأبطلت عادة التبني، أما ما قيل عن

حب

النبي لزينب وطلبه الزواج منها لهوى في نفسه من قبل ضعاف النفوس والإيمان فإنه استخفاف شديد بحرمة نبينا الكريم، الذي لا ينطق عن الهوى، حيث كان هذا الزواج لإبطال عادة التبني وتنظيم علاقات الاسرة، وعلاقات

الدم

والابوة الحقيقية. [2]

النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من أنه كان بشر كسائر البشر، يأكل ويشرب ويتزوج النساء، إلى أنه لم يكن يتزوج لشهوة في نفسه، إنما كان زواجه لأهداف إسلامية معينة، فقد تزوج ام حبيبة كي يقرب والدها ابي سفيان من الإسلام، كما تزوج الأرملة حفاظًا لأولادها، وإكرامًا لزوجها الذي استشهد في سبيل الله، وتزوج عائشة بنت ابي بكر، وحفصة بنت عمر إكرامًا لأبيهن، رضوان الله عليهم جميعًا [3]

صفات أم المؤمنين زينب رضي الله عنها

  • كانت زينب شابة جميلة للغاية، وهي من أتم نساء قريش وساداتها، وهي من شرفاء قريش، من بني اسد، وحفيدة عبد المطلب سيد قريش. [2]
  • صبرها وامتثالها لأوامر الله عزو وجل: كانت زينب من سادات قريش، ولكنها قبلت الزواج بزيد وهو من الرقيق امتثالًا لأوامر الله ، حتى لو كرهت هذا الأمر في نفسها، قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)) سورة الاحزاب، فأطاعت زينب رسول الله على مبدأ التفاضل بالتقوى في الإسلام
  • لزينب بنت جحش مناقب عظيمة وهي زواجها من النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأمر من الله عز وجل، لأن الله هو الذي أمر بزواجها من النبي، وهذا فخر عظيم كانت السيدة زينب أم المؤمنين تفخر به، عن أنس – رضي الله عنه – قال: ( كانت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات ) ( البخاري )
  • كانت تلقب بأم المساكين، لأنها كانت تكثر من

    الصدقة

    وتحبها، وتحب الخير، والصيام والقيام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً، قالت: فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب ، لأنها كانت تعمل بيدها وَتَصَدَّق )، وقد كانت سخية، وكثيرة الصدقة والعطاء، وقد وصفتها عائشة بقولها: (ولم أر امرأة قَطْ خيراً في الدين من زينب)

فضل أم المؤمنين زينب رضي الله عنها

  • كان زواجها من النبي محمد عليه الصلاة والسلام إبطال لعادة جاهلية كانت منتشرة بكثرة، وهي عادة التبني، وحمل النبي عليه الصلاة والسلام وزينب وزيد تبعات هذه المهمة، لحكمة الله تعالى
  • كان زواجها من زيد اختبارًا لإيمانها وامتثالًا لأوامر الله، وذلك كي يقضي الإسلام على الفوارق الطبقية.
  • من مناقبها ايضًا أن اثنت على عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، عندما استشارها النبي في عائشة، فقالت ( يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فعصمها الله بالورع )( البخاري ). [3]
  • كانت سببًا لنزول الآية الكريمة ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}

وفاة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها

كانت أول زوجات النبي عليه الصلاة والسلم وفاةً بعده، وقد توفيت في خلافة عمر بن الخطاب في عام عشرين من الهجرة، وهي بعمر ثلاث وخمسين سنة. [1]