كم المده الواجبه لاكرام الضيف ؟.. وما أنواع الضيف
نبذة عن إكرام الضيف
إكرام الضيف أحد الأمور المستحبة في الدين الإسلامين فالله تعالى يحب أن يكرم المرء ضيفه، والرسول الكريم قال الكثير من الوصايا العظيمة لإكرام الضيف، إذ يقول
الله
عز وجل في كتابه العزيز في سورة الذاريات آية 24″هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ”[5].
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”وإن لزَوْرِك عليك حقا”، “ليلة الضيف حق على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين، إن شاء اقتضى وإن شاء ترك”، وكانت السيدة خديجة تقول للرسول صلى الله عليه وسلم”كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.
فضل إكرام الضيف
إكرام الضيف أمر عظيم كما أن
فوائد اكرام الضيف
كثيرة، فالله تعالى يكرم الذين يكرموا عباده، ويبعد عنهم الأذى ويرزقهم من غير حول لهم ولا قوة، فخير ما يفعل المؤمن أن يطعم
الطعام
، فيقول الله عز وجل في سورة الإنسان أية5″إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا؛ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا؛ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا؛ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا؛ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا”[6].
يجزي الله من يكرم ضيفه
الجنة
، إذ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم”وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”.
ينجي الله من يجبر مسلم ويطعمه ولو بالقليل بالنجاة من النار، إذ يقول الرسول الكريم” اتقوا النار ولو بشق تمرة”، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”تطعم الطعام وتقرأ
السلام
على من عرفت ومن لم تعرف”.
من يستقبل ضيفاً، أو حتى يطعمه من جوع فله جزاء عظيم، حيث يقول الرسول الكريم”أحب الأعمال غلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا”، ويقول خياركم من أطعم الطعام.
ففضل الضيافة وإطعام الطعام وكرم الضيف عظيم، فالله تعالى يكرم المحسنين وأصحاب
القلوب
النقية، والمتصدقين والذين في قلوبهم اللطف واللين، ويجازي عن كرم العباد لإخوانهم خير جزاء ويمن عليهم ويرزقه هديه وكرمه.
يجب قص
قصة عن إكرام الضيف
للأطفال الصغار وجعلهم يكتبوا
تعبير عن اكرام الضيف
، ليعرفوا قيمة هذا العمل العظيم، لأنه سيساعدهم في حياتهم على الحصول على الأجر العظيم الذي يناله كل من يكرم الضيف ويحسن استقباله ويطعمه.
أنواع الضيوف في الإسلام
قسم الأئمة الأربعة الضيوف إلى نوعين من ناحية المكان الذين أتوا منه وذهبوا إليه.
ولكل منهم حكمه في الضيافة، حيث قسم الضيف إلى الضيف الذي يجيء من القرى أو المسافر لقول رسول الله المجتاز والمجتاز هو الذي يجيء من سفر بعيد، ويحق لهذا المبيت ثلاثة ليال، وفق ما قال الإمام مالك، بينما لم يجيز مالك المبيت ثلاث ليال لأهل الحضر، أما الضيف من نفس المدينة أو الذي جاء من الحضر فيكرم ليلة واحدة وفق ما قال مالك أيضاً.
يرى الشافعي وأبن حنبل والإمام أبو حنيفة أن الضيف من
البادية
أو الحضر يحق له المبيت ثلاث ليال ويكرم، فقال بن عبد البر”الضيافة حق على أهل البادية والحاضرة عند الشافعي، وخصها مالك بغير أهل الحضر”.
كما يصنف الضيف قريب أو غريب
فالضيف القريب أو الغريب يجب أن يستأذنوا لدخول المنازل، ولكن لا يجب أن يأتي الغريب لبيوت الناس بنية الضيافة ويقيم في المنزل الذي به المحارم ويثقل على الناس، بينما يحق ذلك للأقارب والمعارف والمسموح لهم بدخول المنزل، حيث قال الإمام النووي” ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يُقرِيه به”[7].
كم مدة الضيافة الواجبة
إن الدين الإسلامي الحنيف وضح كل شيء ووضع له قانون للحفاظ على الخصوصية لكل فرد وتوضيح الحقوق والواجبات، ومن بين الأمور التي وضحها الدين الإسلامي مدة الضيافة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”الضيافة ثلاث أيام، وجائزته يوم وليله، كما قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قال وما جائزته يا رسول الله، قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه[1][2].
قال بن قدامة رحمة الله عليه في إكرام الضيف”الواجب يوم وليلة، والكمال ثلاثة أيام”، فمدة الضيافة التي أقرها الدين الإسلامي من يوم وليلة إلى ثلاث أيام، يجب أن يكرم فيها الضيف ويمنح حقه، كما أن الضيف الذي يجب إكرامه ومنحه حقوق الضيافة والبيات، هو الضيف المسافر الذي قدم من بلد لأخرى.
أما في
المذاهب الأربعة
فأختلف الفقهاء، ففي الحنفية والمالكية والشافعية الضيافة مدتها ثلاثة أيام، وهي ليس فرض بل سنة، بينما في المالكية فالضيافة واجبة ولا مرد فيها خاصة للمجتازين الذين ليس عندهم ما يبلغوه ويخافوا الهلاك، أي لمن لا مأوى له، كالغريب الذي نزل في بلدة لا يعرف فيها أحد، ولا مكان له للمبيت.
قال الخطابي رحمة الله، جائزة الضيف يوم وليلة، فسأله مالك بن أنس عن حقوق الضيف، فقال”يكرمه ويتحفه ويخصه ويحفظه، يوماً وليلة، وثلاثة أيام ضيافة”، ففي اليوم الأول يجب أن يقدم ما أتسع له من بر وألطاف ويقدم له في اليوم الثاني والثالث ما كان في حضرته، وبعد الثلاث فهو صدقة ومعروف إن شاء فعل وإن شاء ترك.
إذ أن الدين الإسلامي أقر أن مدة إكرام الضيف ثلاثة أيام يكرم فيها ويعامل باللطف واللين ويقدم له ما في المنزل من طعام وشراب وكل ما يجعل الضيف يشعر بالمحبة والكرم، أما بع الثلاثة أيام فهذا لا يعتبر ضيافة، بل صدقة، على المضيف أن يقبل أن يقدمها أو يرفض ولا جناح عليه ولا أثم فلا يكلف الله نفس إلا وسعها.
حكم الضيف الثقيل في الإسلام
وضع الدين الإسلامي قوانين وتشريعات لضبط كل شيء في الحياة، حيث وضح الدين الإسلامي الحنيف أن لا يجوز للمرء أن يثقل على أخيه، ولا أن يفعل ما يضيق على أمره، لذلك فحدد الدين مدة الضيافة الواجبة والمدة المستحبة أيضاً وخصها بين الليلة والثلاث ليالي، أما بعد ذلك فلا تعتبر ضيافة وأخرجها الدين من حيازة الضيافة والضيف، بل ووضعها
محل
الصدقة، إذ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة
النساء
آية 114″ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ” كأن العبد يتصدق على أخيه بالطعام والشراب والمبيت، لذلك على المضيف أن يتعامل مع الضيف الثقيل بما أحله له الشرع، أما أن يقبل أن يتصدق عليه بما زاد عن حق الضيافة، خاصة إذا كان يراه في حاجة إلى ذلك، كالذي لم يجد له مأوى، أو في حاجة إلى المكوث أكثر من ذلك لأي سبب، أو يخبره بلطف بأنه لم يستطيع استقباله أكثر من ذلك ولا حرج عليه.
قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة النور”
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” صدق الله العظيم، فيجب على الضيف أن يكون ذو خلق رفيع ويلتزم بآداب الضيافة وتعاليم الدين الإسلامي ويكون لطيف مع من المضيفين ويراعي حقوقهم أيضاً، التي وضحها الدين الإسلامي، وخير ما يفعل الضيف أن لا يزيد عن مدة ضيافته التي وضحها الدين حتى لا يشكل ثقل وضيق لأهل المنزل، ولا يدخل بيتهم من غير آذن فيجب أن يوافقوا له الزيارة، كما يجب أن لا ينظر لنساء المنزل ولا يبات في المنزل إذا كان به نساء دون محارمه ولا يوجد غرف في المنزل تساع الضيف، فالحلال بين والحرام بين إذ يقول الرسول الكريم”إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت” بمعن أن لا يجب دخول رجل لمنزل به النساء ويراهم ويطلع على عورات المنزل، حتى أخ الزوج فقد نهى النبي عن ذلك، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ولا يحل له أن يئوى عنده حتى يحرجه، كما يقول الرسول” ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمة، قالوا يا رسول الله كيف يؤثمة، قال ولا شيء له يقربه به”، كما يقول الرسول”
إن نزلتم بقوم، فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم”
[3][4].