كيف كان حال الجزيرة العربية قبل توحيدها

أحوال شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام


كان وطني قبل التوحيد

حيث كان الوضع سئ للغاية من حيث الضعف الديني والتفكك السياسي، فالحال آنذاك يحتاج لإصلاح شامل من جميع النواحي، والأوضاع في تلك الفترة الزمنية كانت على النحو الآتي [1]:


الوضع السياسي في الجزيرة العربية قبل التوحيد

فقد قسمت الجزيرة لعدد من المشيخات والإمارات، وتحكمت الأسس القبلية فيها ولرئيس القبيلة السلطة الكبيرة فهو بمثابة القاضي لهم ويتحكم في الأمور الاجتماعية والسياسية وساعده في ذلك مجلس استشاري.

ولكن ذمام الأمور بيد شيخ القبيلة وحده ولابد من الخضوع والولاء له، ولعل الولاءات المتنوعة والمتنوعة، هي كانت العائق الرئيس في قيام الدولة التي تتمتع بالسيادة، فكان هناك استحالة لقيام الدولة المركزية.

فالقبيلة هي النقيض لتأسيس دولة حديثة ، ولعل هذا الأمر هو المتبع بشبه الجزيرة العربية بصورة عامة وفي عسير ونجد بصورة خاصة وجمع تلك القبائل في دولة واحدة يمثل طفرة كبيرة للتقدم للأمام، مما يحول ولاء القبيلة للدولة الحديثة.

ولعب سمو الملك عبد العزيز الدور الأساسي في توحيد تلك الفرقة ، وتأسيس دعوة إصلاحية تعتمد على الشريعة

الإسلام

ية والإندماج السياسي للدولة والتخلي عن جميع الأفعال والظواهر القبيحة.

بعد إن كانت شبه الجزيرة مقسمة وفق النفوذ الاقتصادي أو السياسي أو الديني، فالحجاز كان له مكانة دينية للحفاظ على الحرمين الشريفين من الامتداد البرتغالي، ووسط البلاد أهتموا به أقتصاديا فقط و التقسيم الأخر لشرق وجنوب غربي البلاد مما يوضح تفكك الدولة.

النواحي الاجتماعية

في الجزيرة العربية قبل التوحيد

فغلب على شبه الجزيرة العربية طابع القبيلة، فهناك قبائل استقرت في الحضر وشكلت ما يعرف باسم الحضر أما البعض الأخر من القبائل فأستمر على حالة البدو وأطلق عليهم البدو.

ولكن على كل حال فالبدو والحضر كانوا على علم بأصولهم القبلية، لأن ذلك يعتبر مصدر للفخر والذاتية وإن كان أستقرار الحضر بالمناطق الحضرية قد غير من بعض الأنشطة الاقتصادية لهم لكنه لا يؤثر على أصلهم القبلي مصدر الانتماء والفخر، ويعد ذلك أمرا طبيعيا في ظل عدم قيام الدولة التي يكون له سيادة على أرضها.

فالولاء يكون وفق

الوحدة

الاجتماعية والاقتصادية ، والقبيلة هي التي توفر احتياجات الفرد الذاتية لعدم وجود التنظيم السياسي أو الدولة، وظهرت تلك القبلية بنجد وعسير، وإن كانت مختفية بمنطقة الحجاز لأنها كانت منفتحة على

العالم

الأخر من خلال قوافل الحج التي تأتي له من كافة دول العالم.

وكان ينظم اجتماع عالمي سنوي يجتمع فيه الآلاف من المسلمين وكانوا ذات لغة مختلفة وثقافات متنوعة والاجتماع بينهم يقع بالمدينة المنورة ومكة المكرمة مما جعل سكان الحجاز أكثر تحضر ومدنية .


الجزيرة العربية قبل التوحيد من الناحية الاقتصادية

فالحضر كانوا يمارسون أعمال تجارية في الواحات والقرى والزراعة والمدن، والنشاط الحرفي واليدوي مارسه مجموعة كبيرة من سكان الحضر الذين لا تربطهم علاقة بالقبيلة.

أما النشاط الاقتصادي للبدو كان يقوم على تربية المواشي والرعي، ونشاطهم الأخر أعتمد على مهاجمة القوافل التجارية التي تمر على طريقهم أو غزو بعضهم العض.

والجدير بالذكر بأن الحضر مالوا للاستقرار وكانوا يهدفون للنظام وسيادة القانون وأن يعم الأمن والسلام في منطقتهم.لأن ذلك يحقق لهم نجاح في النشاط الزراعي والتجاري.

أما البدو فكان الاستقرار والسلم لا يحقق طموحهم الذي يريدونه فهم يميلون للمباغتة والغزو والنشاط عندهم غير مستقر بالمرة، مما جعل عدم استقرار الأوضاع هدف أساسي لهم .

الديانات في شبه الجزيرة العربية قبل التوحيد

حيث أنتشر الفكر الديني بشبه الجزيرة العربية وتنوع الاعتقاد الديني حيث كان ملأ للفراغ الروحي لديهم، وعمت اليهودية والنصرانية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وقد بنى كلا من أصحاب الديانتين عدد من الطقوس الخاصة بديانته ومارس عبادته وأقتنع

المشروع

الفكري الخاص بها [2].

وقد لعب الاعتقاد الديني دور في النظام السياسي والاجتماعي لدى تلك المنطقة، وما يترتب عليه من العلاقات المادية والاقتصادية الهامة وكذلك الحال بالنسبة للعلاقات الفكرية والدينية.

بل عرف العرب منذ

القدم

اسم

الله

وكان يقدسونه وكانوا يطلقون عليه، فالألوهية معروفة عند كافة الناس قبل أن يأتي الإسلام فهي معروفة أنها قد تجمع كافة البشرية، بل أن الجدير بالذكر بأن الأقوام العربية كانت موحدة بالله إلا أنهم انحرفوا إلى طريق الباطل الشرك بالله .

العقيدة اليهودية بشبه الجزيرة العربية قبل التوحيد

فقد انتشرت تلك الديانة في عدد من القبائل التي تعيش بعيدا عن مكة مثل بنو ثعلبة وبنو النضير وبنو قريظة وبنو حارثة وغير ذلك وقد دخلت بعض القبائل في الدين اليهودي، وقد بين ذلك التراث التاريخي وبعض النقوش .

وقد قيل الخزرج والأوس قد تهودوا قبل أن يأتي الإسلام، ورغم حدوث ذلك إلا إنهم حاربوا يهود قريظة وخيبر إلا أن تلك الديانة لم تنتشر بشكل واسع في شبه الجزيرة العربية.

وقد أعتقد اليهود أن الآله المعبود لهم هو يهوه ومن هنا جاءت الفكرة لديهم بأنهم شعب الله المختار مما ساعدهم على تأصيل الفكر العنصري لديهم.

وقد سكنوا اليهود في شبه الجزيرة العربية منغلقين، وكان يهتمون بجمع المال والإقراض الربوي والعمل على انتشار الفتن والوقيعة بين الناس، برغم إنهم كانوا يقطنون بعدد من المناطق الهامة التي تقرب من المياه، ودفعوا الاتاوة لشيوخ القبائل العربية التي كانت تحكمهم آنذاك.

ولكن هناك روايات حكت أن اليهود ليسوا من سكان تلك المنطقة الأصليين، لكنهم لجأوا له بحثا عن الأمن والاستقرار والكلأ والماء، ورغم وجودهم بتلك الأراضي إلا أنهم ظلوا بعاد عن

الكعبة

ومكة المكرمة.

وأن شعرهم الذي جاء في التراث العربي هو موضوع ومزيف لذا فكل ما

ورد

عنهم لم يؤخذ به، ولا يؤثر عنهم دوانا واحدا فقد كان الشعر الخاص بهم قليل.

النصرانية بشبه الجزيرة العربية قبل التوحيد

وهي أحد الديانات السماوية التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام، وقد انتقلت تلك الديانة بشبه الجزيرة العربية من خلال التجارة مع بلاد العراق والشام، وقد أتى عدد من التجار النصرانيين للحجاز.

ولما انتشرت تلك الديانة دخل فيها بعض قبائل شبه الجزيرة العربية، وكان منهم طيئ وبنو امرئ قيس وتنوخ وغيرهم بل وصلت تلك الديانة لمكة حيث دخل فيها عدد من الغرباء والعبيد والنازحين.

وأعتقد النصارى بأن الآله المعبود من قبلهم هو آله كافة البشر عكس اعتقاد النصارى الذين اعتقدوا بأن الآله خاص بهم وحدهم لأنهم شعبه المختار، وبرغم أختلافهم على طبيعة السيد المسيح إلا أن إلهم إله لجميع البشر.

والجدير بالذكر بأن

القرآن الكريم

قد ذكر القرآن الكريم الخلاف بين اليهود والنصارى في عدد من الأيات وقد قال تعالى ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله).

وقد أثرت الديانة النصرانية في الفكر الوثني الموجود بشبه الجزيرة العربية وإن كان قدماء العرب في العصر الجاهلي اعتقدوا بأن الأصنام هي آلهم .

ورغم كل ذلك إلا أن أهل قريش كانوا يعتقدون منذ القدم بأن هناك آله واحد هو أعظم الآله وهو الذي حمى أرضهم يوم سعي أبرهة لهدم الكعبة المكرمة، فهو الذي دافع عنها وحماها.