تعبير عن الشجاعة والفروسية عند العرب

الشجاعة والفروسية عند العرب

تميزت الشخصيات عند العرب بالشجاعة والقوة والصمود عند الازمات وهذه الصفات كانت تصف

النساء

والرجال وكان من أكثر الصفات التي تميز الشخصيات الرياضية الفروسية وهذا من قديم الزمن منذ مبارزة الفارس في ميادين القتال وهذه كانت من أرقى وأبرز أنواع

الرياضة

عند العرب، كما نالت الفروسية عند العرب الكثير من الأقوال المشهورة من قديم الزمن حيث قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي

الله

عنه (لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو) وهذه المقولة تعني أن الفارس الذي يستطيع ان يثبت قوسه وهو فوق فرسه لا تضعف قوته أبداً وهذا من أكثر ما يميز الفاروق عمر بن الخطاب وهو ممارسته لهذه الرياضيتين.

أشهر الفرسان عند العرب

اشتهر وتعدد الفرسان عند العرب مما أدى إلى انتشار قصصهم وبطولاتهم الفروسية مما جعل الخلفاء يحاسبون الفرسان إذا قاموا بإهمال الخيل الخاص بهم وعلى العكس تماماً يقوموا بإكرام الفرسان الشجعان والتقرب منهم، ومن

أشهر

الفرسان عند العرب

  • معن بن زائدة.
  • أبو دلف العجلي.
  • عمر بن منيف.
  • أبو الوليد بن فتحون.
  • معاوية بن أبي سفيان.
  • هشام بن عبد الملك.

وكان شخصية أبو الوليد بن فتحون اشتهرت بالشجاعة والقوة والصلابة وكانت تضرب به الأمثال في ذلك

الوقت

لما يتصف به من صفات الفارس الشجاع مما جعله يشتهر وتحديداً بين

الروم

كما يهابه جميع أعدائه، ومن كثر شجاعته كفارس ذهب ذات مرة إلى المعركة دون سلاح ولكنه كان يملك سوط طويل جعله ينتصر دون الحاجة إلى السلاح.

وتميز هشام بن عبد الملك بإقتنائه إلى أربع آلاف من الخيل كما تميز بعد تمكن أن فارس من سباقه في الخيل وهذا ما اشتهر به داخل ميدان الرقة وميدان الشماسية وميدان الحكم في الاندلس وميدان الرصافة في عصر الأمويين وتعتبر جميع هذه الميادين من أشهر ميادين الفروسية على مر التاريخ، لذلك كانت الفروسية والشجاعة تنال الكثير من العناية والتشجيع داخل ميادين السباق عند العرب حيث كانت تقدر انتصاراتهم من خلال قدرة الفرسان على الفروسية والشجاعة.

مسابقات الفروسية عند العرب

كانت الفروسية تدخل ضمن الألعاب المهمة عند العرب مثل لعبة الكرة الصولجان او الجوكان وهي عبارة عن كرة خفيفة الحجم يتم قفذها من قبل الفرسان وهم فوق الخيل بعصا مخصوص لها، وتبلغ طول هذه العصيان حوالي أربعة أذرع، وكان من المتعارف بأن هارون الرشيد من أكثر الخلفاء ولعاً بهذه اللعبة الفارسية وأيضاً الخليفة المعتصم الذي كان محباً لهذه اللعبة بل كانوا مقبلين عليها بكثرة.

ومن ثم انتشرت عند

الأمراء

والقادة وذلك لأنها كانت تنمي القيادة الفارسية عند العرب وكانت هذه اللعبة الفارسية منتشرة بكثرة قبل

الإسلام

، وبعد ظهور الإسلام كانت منتشرة عند شعراء العرب مثل الشاعر عدي بن زيد وظلت منتشرة حتى العصور الوسطى وصولاً إلى البلاد الأوروبية مثل

فرنسا

وكانت تقام لها منافسات خصيصاً لها.[1]

أقوال السلف والعلماء عن فروسية و شجاعة العرب

  • قال أبو بكر رضي الله عنه لخالد بن الوليد (أحرص على الموت توهب لك الحياة).
  • قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الجبن والشجاعة غرائز في النَّاس، تلقى

    الرجل

    يقاتل عمن لا يعرف، وتلقى الرجل يفر عن أبيه).
  • قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بعد علمه بقتل أخيه مصعب (إن يقتل فقد قتل أبوه، وأخوه، وعمه، إنا والله لا نموت حتفًا، ولكن نموت قعصًا بأطراف الرماح، وموتًا تحت ظلال السيوف، وإن يقتل مصعب فإنَّ في آل الزبير خلفًا منه).
  • قال زياد إلى ابن عباس رضي الله عنه (أن صف لي الشجاعة والجبن والجود والبخل، وقال أيضاً كتبت تسألني عن طبائع، رُكِّبت في الإنسان تركيب الجوارح، اعلم أنَّ الشجاع يقاتل عمن لا يعرفه، والجبان يفر عن عرسه، وأن الجواد يعطي من لا يلزمه، وأن البخيل يمسك عن نفسه).

ومن الأقوال المأثورة الأخرى عن الشجاعة والفروسية

  • (حد الشجاعة سعة الصدر، بالإقدام على الأمور المتلفة) نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري 3/208
  • (جبلة نفس أبية، قيل له فما النجدة؟ قال ثقة النفس عند استرسالها إلى الموت، حتى تحمد بفعلها دون خوف) نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري 3/208
  • قال يعقوب بن السكيت وفي كتابه “الألفاظ” (العرب تجعل الشجاعة في أربع طبقات ويقول رجل شجاع فإذا كان فوق ذلك وقالوا البطل فإذا كان فوق ذلك وقالوا بهمة والبهمة بالضم هي الشجاع وقيل هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه والجمع بهم)
  • قال الحكماء عن الشجاعة والفروسية (جسم الحرب هو الشجاعة، وقلبها هو التدبير، ولسانها هو المكيدة، وجناحها هو الطاعة، وقائدها هو الرفق، وسائقها هو النصر) نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري 3/208
  • قال عمرو بن معد يكرب (الفزعات ثلاثة هي من كانت فزعته في رجليه، فذاك الذي لا تقله رجلاه، ومن كانت فزعته في رأسه، فذاك الذي يفر عن أبويه، ومن كانت فزعته في قلبه، فذاك الذي لا يقاتل) الفروسية لابن

    القيم

    ص 498
  • قال ابن تيمية (ولما كان صلاح بني

    آدم

    لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم، بين الله سبحانه أنه من تولى عنه بترك الجهاد بنفسه، أبدل الله به من يقوم بذلك، ومن تولى عنه بإنفاق ماله، أبدل الله به من يقوم بذلك) الاستقامة لابن القيم 2/269
  • قال ابن القيم (الجبن والشجاعة غرائز وأخلاق، فالجبان يفر عن عرسه، والشجاع يقاتل عمن لا يعرفه)
  • قال احد الشعراء (يفر جبان القوم مِن أُم نفسه ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه) الفروسية لابن القيم ص 498
  • قال ابن القيم (كم بين قوم إنَّما نفقاتهم  مال وقوم ينفقون) الفروسية لابن القيم ص 498
  • قال الذهبي (الشجاعة والسخاء أخوان، فمن لم يجد بماله، فلن يجود بنفسه) سير أعلام النبلاء للذهبي 19/235
  • قال ابن القيم (فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع

    القلب

    ، والجبان أضيق النَّاس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها، ونعيمها، وابتهاجها، فمحرم على كل جبان، كما هو محرم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه، غافل عن ذكره، جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره) زاد المعاد لابن القيم 2/22
  • قال ابن القيم (والشجاعة تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها، على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش) الفروسية لابن القيم ص 491
  • قال ابن القيم (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وهو حقيقة الشجاعة وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه) الفروسية لابن القيم ص 491 [2]