خصائص البحث التربوي وأنواعه .. وخطوات القيام به


ما هو البحث التربوي


البحث

التربوي

هو نوع من التحقيق المنهجي الذي يطبق الأساليب التجريبية لحل التحديات في التعليم، تتبنى عمليات علمية صارمة ومحددة جيدًا من أجل جمع البيانات وتحليلها لحل المشكلات وتطوير

المعرفة

.


يعرّف أحد العلماء البحث التربوي على أنه هو النشاط الموجه نحو تطوير علم السلوك في المواقف التعليمية، ويعتبر الهدف الأساسي لمثل هذا العلم هو توفير المعرفة التي تسمح للمعلم بتحقيق أهدافه من خلال أكثر الأساليب فعالية.


ويمكن أن نقول أن الهدف الأساسي من البحث التربوي هو توسيع مجموعة المعرفة الحالية من خلال توفير حلول لمشاكل مختلفة في علم أصول التدريس مع تحسين ممارسات التدريس والتعلم، ويقوم الباحثين التربويين بالحصول على إجابات للأسئلة التي تهتم بتحفيز المتعلم والتنمية وإدارة الفصل الدراسي.


خصائص البحث التربوي


بينما يمكن أن يتخذ البحث التربوي أشكالًا عديدة، إلا أن العديد من الخصائص تحدد عمليته ونهجه ومنها التالي:


  • إنه يساعد في حل مشكلة معينة.

  • يتبنى البحث التربوي طرق البحث الأولية والثانوية في عملية جمع البيانات، هذا يعني أنه في هذا البحث يقوم الباحث بالاعتماد على مصادر معلومات مباشرة وبيانات ثانوية للوصول إلى نتيجة مناسبة.

  • يعتمد البحث التربوي على الأدلة التجريبية، هذا ناتج عن نهجها العلمي إلى حد كبير.

  • البحث التربوي موضوعي ودقيق لأنه يقيس المعلومات التي يمكن التحقق منها.

  • في البحث التربوي يتبنى الباحث منهجيات محددة وإجراءات مفصلة وتحليل للوصول إلى الاستجابات الأكثر موضوعية.

  • تعتبر نتائج البحث التربوي مفيدة في تطوير المبادئ والنظريات التي توفر رؤية أفضل للقضايا الملحة.

  • يجمع نهج البحث هذا بين الأسئلة المنظمة وشبه المنظمة وغير المنظمة لجمع بيانات يمكن التحقق منها من المستجيبين.

  • تم توثيق العديد من نتائج البحث التربوي لمراجعة الأقران قبل عرضها.

  • يعتبر البحث التربوي متعدد التخصصات بطبيعته لأنه يستمد من مجالات مختلفة ويدرس العلاقات الواقعية المعقدة.


أنواع البحث التربوي


يتم تقسيم البحوث التربوية إلي ثلاث أنواع وهي:


  • البحث التربوي الوصفي


هذا النوع من البحث يسعى فيه الباحث إلى جمع البيانات فيما يتعلق بالوضع الراهن أو الوضع الحالي للأشياء فقط، ويعتبر أساس البحث الوصفي في

تحديد

حالة وخصائص موضوع البحث الذي يتم دراسته.


في هذا البحث يتم استخدام أساليب

البحث الكمي

بما في ذلك المسوح والاستبانات لجمع البيانات المطلوبة، وفي الغالب ما يكون البحث التربوي الوصفي هو الخطوة الأولى في حل مشكلة معينة، فيما يلي بعض الأمثلة على البحث الوصفي:


  1. برنامج قراءة للمساعدة على فهم مستويات معرفة القراءة والكتابة لدى الطلاب.

  2. دراسة عن أداء الطلاب في الفصول الدراسية.

  3. البحث لجمع البيانات عن اهتمامات الطلاب وتفضيلاتهم.


ومن هذه الأمثلة يتضح أن الباحث لا يحتاج إلى إنشاء محاكاة للبيئة الحقيقة لموضوعات البحث، بل يراقبهم أثناء مشاركتهم في روتين حياتهم، كما أن الباحث لا يهتم بخلق علاقة سببية بين متغيرات البحث.


  • البحوث التربوية الارتباطية


هذا نوع من البحث التربوي يهدف إلى فهم العلاقة الإحصائية بين متغيرين

بحث

يين، ويقوم الباحث بدراسة متغيرين بهدف إقامة صلة بينهما.


يمكن أن تكون الأبحاث الارتباطية إيجابية أو سلبية أو غير موجودة، ويحدث الارتباط الإيجابي عندما تؤدي الزيادة في المتغير A إلى زيادة في المتغير B، بينما يحدث الارتباط السلبي عندما تؤدي الزيادة في المتغير A إلى انخفاض في المتغير B.


عندما لا يؤدي التغيير في أي من المتغيرات إلى تغيير ناجح في الآخر فإن هذا يدل على عدم وجود الارتباط، في البحث التربوي الارتباطي، لا يحتاج البحث إلى تغيير

البيئة

الطبيعية للمتغيرات ؛ أي ليست هناك حاجة للتكييف الخارجي.


ومن أمثلة البحث التربوي الارتباطي ما يلي:


  1. بحث لاكتشاف العلاقة بين سلوكيات الطلاب وأداء الفصل.

  2. دراسة العلاقة بين المهارات الاجتماعية للطلاب وسلوكياتهم التعليمية.

  • البحث التربوي التجريبي


هذا النوع من البحث التربوي هو نهج بحثي يسعى إلى إقامة علاقة سببية بين متغيرين في بيئة البحث، ويقوم بالاعتماد على أساليب البحث الكمي من أجل تحديد السبب والنتيجة من حيث متغيرات البحث قيد الدراسة.


وعادةً ما يشتمل البحث التربوي التجريبي على مجموعتين هما المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية.


ويُدخل الباحث بعض التغييرات على المجموعة التجريبية مثل تغيير البيئة أو عامل مساعد، بينما تُترك المجموعة الضابطة في حالتها الطبيعية.


يسمح إدخال هذه المحفزات للباحث بتحديد العوامل المسببة في التجربة، ويكمن جوهر البحث التربوي التجريبي في صياغة الفرضية، وبالتالي يعتمد

تصميم البحث

الشامل على التحليل الإحصائي للموافقة على هذه الفرضية أو دحضها.


ومن أمثلة على البحوث التربوية التجريبية مايلي:


  1. دراسة لتحديد أفضل طرق التدريس والتعلم في المدرسة.

  2. دراسة لفهم كيفية تأثير الأنشطة اللامنهجية على عملية التعلم.

  3. بناءً على الوظيفة ، يمكن تصنيف البحث التربوي إلى بحث أساسي ، وبحث تطبيقي ، وبحث عملي. الغرض الأساسي من البحث الأساسي هو تقديم رؤى حول متغيرات البحث ؛ أي لاكتساب المزيد من المعرفة. البحث الأساسي لا يحل أي مشاكل محددة.


والجدير بالذكر أنه تم تصميم هذا النوع من البحث من أجل حل المشكلات العاجلة الخاصة بسياق مثل التحديات التعليمية في مدرسة ابتدائية محلية، والهدف من البحث الإجرائي هو تقديم الحلول التي تعمل في هذا السياق وحل التحديات العامة أو العالمية في قطاع التعليم.


أهمية البحث التربوي


  • يلعب البحث التربوي دورًا مهمًا في تقدم المعرفة عبر مجالات الدراسة المختلفة.

  • يقدم إجابات للتحديات التعليمية العملية باستخدام الأساليب العلمية.

  • نتائج البحث التربوي.، البحوث التطبيقية بشكل خاص، مفيدة في إعادة صياغة السياسات.

  • بالنسبة للباحث والأطراف الأخرى المشاركة في نهج البحث هذا، فإن البحث التربوي يحسن التعلم والمعرفة والمهارات والفهم.

  • يعمل البحث التربوي على تحسين أساليب التدريس والتعلم من خلال تمكين الباحث بالبيانات لمساعدته على التدريس والقيادة بشكل أكثر استراتيجية وفعالية.

  • يساعد البحث التربوي الطلاب على تطبيق معارفهم في المواقف العملية.


خطوات القيام بالبحث التربوي


مثل جميع أنواع البحوث يتضمن البحث التربوي عدة خطوات، ويتيح اتباع هذه الخطوات للباحث جمع معلومات موضوعية والوصول إلى نتائج صحيحة مفيدة لسياق البحث، وهي كتالي:


  • في البداية يجب تحديد مشكلة البحث بشكل واضح.

  • ثم يجب صياغة فرضية البحث، التي تعتبر هي تخمين الباحث المعقول بناءً على الأدلة المتاحة والتي يسعى لإثباتها في سياق البحث.

  • تحديد المنهجية التي سيتم اعتمادها والمناهج الخاصة بالبحث التربوي تشمل المقابلات والمسوحات والاستبيانات.

  • جمع البيانات من موضوعات البحث باستخدام طريقة أو أكثر من طرق البحث التربوي.

  • ثم يجب تحليل وتفسير البيانات بهدف الوصول إلى نتائج سليمة.

  • ثم يتم إنشاء تقرير البحث، يفصل تقرير بحثي العملية الكاملة للتحقيق المنهجي بالإضافة إلى نتائج البحث.[1]