ما هي بروسيا حاليا ؟•• وخريطتها •• ولماذا انتهت

من هي بروسيا

مملكة بروسيا من الدول التي كثر ذكرها في

التاريخ

ومع ذلك إذا بحثت عنها في الخرائط اليوم لن تجدها، وفي الواقع فإن بروسيا كانت تشكل قوة عسكرية واقتصادية كبرى في أوروبا الوسطى خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وبروسيا على مر التاريخ كانت تشير لعدة دول ذات أحجام وستويات مختلفة من الحكم الذاتي، فخلال عصر ذروتها ، ضمت بروسيا نصف بولندا الحديثة وجميع ألمانيا باستثناء جنوبها، وعلى الرغم من أنبروسيا نفسها  واحدة من ولايات ألمانيا العديدة إلا أن مملكة بروسيا كانت تتألف من: غرب بروسيا وشرق بروسيا وبراندنبورغ بما فيها برلين وساكسونيا ، وبوميرانيا وراينلاند ويستفاليا وسيليزيا غير

النمسا

وية ولوساتيا وشليسفيغ هولشتاين وهانوفر وهيسن ناسو.

خريطة بروسيا

الخريطة التالية هي

خريطة

الإمبراطورية

الألمان

ية عام 1800 وتظهر فيها بروسيا باللون الأزرق.


من أين حصلت بروسيا على اسمها

تطور اسم “بروسيا” نفسه في العصور الوسطى عندما سكنت القبائل الوثنية المنطقة المجاورة لبحر البلطيق بين بوميرانيا وليتوانيا وكان اسم بروسيا يطلق على تلك القبائل.

بعد ذلك تم غزو هذه القبائل من قبل جماعة

الروم

الكاثوليك لفرسان التوتونيين في القرن الثالث عشر والتي نظمت الإقليم كإقطاعية من إقطاعيات بولندا.

وظلت بروسيا محكومة بواسطة أسياد الفرسان التوتونيين على مدى القرون القليلة التالية.

ولكن عندما أصبح ألبرت الأول من عائلة هوهنزولرن سيد الفرسان الأكبر في المنطقة، تحول إلى اللوثرية، وأعاد صياغة الدول التوتونية لتصبح دوقية بروسيا العلمانية في عام 1525 ، ليصبح أول حاكم قاري رئيسي ينفصل عن سلطة الكنيسة الكاثوليكية خلال فترة الإصلاح.

وقد أصبحت بروسيا جوهرة التاج لعائلة هوهنزولرن أو ” هوهنتسولرن “، حيث أن

العائلة

في البداية احتلت منطقة صغيرة في جنوب ألمانيا، لكنها اكتسبت أرضًا كبيرة في الشرق عام 1415 عندما استحوذت على ولاية براندنبورغ الألمانية بما في ذلك مدينة برلين، والتي اشتهرت في ذلك

الوقت

بكونها جزءًا من الهيئة الانتخابية للإمبراطورية الرومانية المقدسة (كان حاكمها يصوت لاختيار الإمبراطور الروماني القادم).

وأدى ضم بروسيا إلى أملاك آل هوهنتسولرن في عشرينيات القرن الخامس عشر إلى توسيع المقتنيات الشرقية للعائلة بشكل كبير، وأصبحت ولاية هوهنزولرن بأكملها تُعرف باسم “براندنبورغ-بروسيا” في القرن السابع عشر.

وقد تزامن استحواذ هوهنزولرن على بروسيا مع مرحلة هجرة القرون الوسطى التي قام بها الألمان العرقيين إلى المناطق الموجودة في الأطراف الشرقية للإمبراطورية الرومانية المقدسة وهو ما أطلق عليه اسم” التوسع الألماني الشرقي” ، وهذا عزز الروابط عبر الولايات المختلفة الناطقة بالألمانية واستطاعت بروسيا العظيمة تعزيز قوتها وتأثيرها بشكل كبير بحلول القرن السابع عشر.

تأسيس مملكة بروسيا

تم إعلان بروسيا كمملكة- خارج حدود الإمبراطورية الرومانية المقدسة – في عام 1701، لكن احترامًا للإمبراطور الروماني المقدس الذي كان الملك البروسي يولِيه اسمياً ، حصل ملك بروسيا على لقب “ملك في بروسيا”.

ولأن تقاليد الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت التي لا تسمح بوجود رتبة الملك بين الدول المكونة للإمبراطورية، فقد تم إطلاق لقب  “ناخب براندنبورغ”  على حاكم آل هوهنزولرن داخل الإمبراطورية الرومانية أما خارج الإمبراطورية فأطلق عليه اسم  “ملك بروسيا”.

خلال القرن الثامن عشر الميلادي بأكمله ، شرعت عائلة هوهنزولرن في مهمة لتوحيد أراضيها المتناثرة في كتلة أرضية واحدة متجاورة، على طول الطريق ، غزا فريدريك الكبير (1740-1786) منطقة سيليسيا من النمساويين في أربعينيات القرن الثامن عشر.

وبعد ذلك ، قامت بروسيا  جنبًا إلى جنب مع الإمبراطوريتين النمساوية والروسية بتفكيك الكومنولث البولندي الليتواني والتي كانت دولة كبيرة في مساحة الأرض ولكنها ضعيفة من الناحية العسكرية.

ربطت النتيجة النهائية لهذا التفكيك ممتلكات العائلة البروسية ببقية أراضيها ومحت بولندا من خريطة أوروبا لأكثر من 100 عام.

ونتيجة لهذه الزيادة في القوة  التي اكتسبتها مملكة بروسيا نما تغيير اسم الملك من  “الملك في بروسيا” إلى ملك بروسيا في عام 1772.

وفي تلك المرحلة ، أصبح اسم بروسيا يطلق على جميع المناطق التي يحكمها آل  هوهنتسولرن  وأطلق على سكانها اسم البروسيون، وهذا أثار استياء عدد من المناطق التي تم ضمها للمملكة في وقت لاحق.

مؤتمر فيينا وتأسيس الاتحاد الألماني

مثل معظم أوروبا استطاع الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول هزيمة بروسيا ، حيث اقتحم القارة في أوائل القرن التاسع عشر واستولى على بعض الأراضي التي اكتسبتها بروسيا خلال تقسيم بولندا.

ومع ذلك عندما أعاد مؤتمر فيينا في عام 1815م  الأراضي التي استولى عليها نابليون، استطاعت بروسيا استعادة جزء من مكانتها كقوة أوروبية كبرى، أيضًا استفادت بروسيا من نتيجة أخرى لمؤتمر فيينا وهي تشكل “الاتحاد الألماني” وهو تحالف ضم الدول الناطقة بالألمانية والتي ضمت بروسيا والنمسا والتي كانتا أكبر دولتين في الاتحاد بجانب 37 منطقة ودوقية أخرى كانت ضمن أراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة والتي تم حلها عام 1806م.

لكن بروسيا مارست نفوذها على المنطقة، وأنشأت نقابة عمالية مع دول الاتحاد التي استبعدت النمسا مما سمح لبروسيا بالتغلب على منافستها ” النمسا” لتصبح الدولة الناطقة بالألمانية المهيمنة في المنطقة.

بعد ذلك بوقت قصير أصدر الملك البروسي فريدريك ويليام الثالث مرسوماً باتحاد الطوائف البروتستانتية الرئيسية في المملكة ، اللوثريون والكالفينيون المصلحون (الكالفينيون) إلى “الإنجيليش” وهو الاسم الذي توجد تحته الغالبية العظمى من البروتستانت اليوم في ألمانيا.

وقبل ذلك كان معظم عامة الشعب البروسي من اللوثريين، لكن الهوهينزولرن والكثير من النبلاء كانوا كالفينيون منذ أوائل القرن السابع عشر، أيضًا انشقت بعض التجمعات عن الاتحاد وأصبحت تُعرف باسم “اللوثريين القدامى”، بل وهاجرت إلى الولايات المتحدة لتجنب الاضطهاد.

خلال القرن التاسع عشر سيطرت بروسيا على الدول المكونة الأصغر والأضعف للإمبراطورية النمساوية وواصلت مسيرتها نحو منطقة متجاورة مع عدة مراحل ودفعتها إلى صراع مع النمسا (القوة البارزة الأخرى الناطقة بالألمانية). أولاً ، كان هناك حل “ناعم” يتمثل في تشكيل اتحاد جمريك مع الدول الألمانية الأخرى التي استبعدت النمسا.

ثم ضمت بروسيا هانوفر وأجزاء من ولاية هيسن بشكل صريح بعد أن انحازت الدولتان إلى النمسا في حرب عام 1866.

ثم قادت بروسيا أيضًا الهجوم  ضد الفرنسيين في الحرب

الفرنسية

البروسية، وبعد دفع

فرنسا

إلى الحرب العالمية الأولى (والفوز بسرعة) وخسارة ، تفاوض السياسي الألماني البروسي بيسمارك على وحدة الإمبراطورية الألمانية وفي عام 1871م تم إعلان تأسيس لإمبراطورية الألمانية الثانية، وأصبح بيسمارك مستشار لها.

بينما حمل  ملك بروسيا لقب إضافي وهو “إمبراطور ألمانيا” وأصبحت بروسيا الدولة البارزة في الإمبراطورية الألمانية الفيدرالية.

كيف انتهت مملكة بروسيا

ظلت بروسيا القوة المهيمنة في الإمبراطورية الألمانية حتى تفككها في عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى، لكن اسم بروسيا ظل يطلق على نفس

موقع

مدينة فايمر الألمانية الحالية” جمهورية فايمر” خلال الفترة بين الحربين العالميتين.

وبعد هزيمة ألمانيا مرة أخرى في الحرب العالمية الثانية تم محو اسم بروسيا من الخريطة، حيث أصبح اسمها مرادفًا للنزعة العسكرية، ومع ذلك يعترف المؤرخون بروسيا باعتبارها سلف الدولة الألمانية الموحدة الحالية.[1]