ما هو الفرق بين الترتيب والموالاة ؟.. وهل هي واجبة في الوضوء والصلاة

ما هو الفرق بين الترتيب والموالاة


  • الترتيب في الوضوء

الترتيب في الوضوء يعني أن تبدأ بما أمر

الله

أن تبدأ به وقد ذكر الله أن تبدأ بغسل الوجه ثم غسل اليدين ثم القيام بمسح الرأس ثم غسل الرجلين ولكن لم يذكر الله تعالى بغسل الكفين قبل غسل الوجه وذلك لأن غسل الكفين قبل غسل الوجه ليس واجب بل هو من السنة وهذا هو الترتيب الخاص بالوضوء بأن يكون الوضوء مرتب تبعاً للترتيب الذي أمر به الله عز وجل، وأيضاً من صور الترتيب الأخرى عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا وقال (إن الصفا والمروة من شعائر الله) وبدأ بما أمر به الله عز وجل ولذلك بدأ بالصفا قبل المروة.


  • الموالاة في الوضوء

الموالاة في الوضوء يعني بأن لا فرق بين الأعضاء في الوضوء وهذا يعني بأن الزمن لا يفرق بين الأعضاء وبعضها البعض وهذا يعني بأنه عند الوضوء عند غسل الوجه وبعدها تأخر في الزمن حتى يقوم بغسل اليدين فهذا يعني إن الموالاة قد فاتت وهذا يعني بأنه يجب إعادة الوضوء من الأول مرة أخرى، ومن الأحداث الدالة على الموالاة عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يتوضأ وفي قدمه ظفر لم يصله

الماء

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “ارجع فأحسن وضوءك” وفي رواية أخرى ذكرها أبي داود بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال  للرجل “أمره أن يعيد وضوءه” وهذا يعني شرط الموالاة في الوضوء وذلك لأن الوضوء هي عبادة لايجب التفرقة بين بعضها البعض.

وهذا يعني أن الترتيب والموالاة هم فرضان من فروض الوضوء وقد ينظر في عذر الشخص في حالة

النسيان

أو الجهل ولكن ذلك على عكس ما رأى فقهاء الحنابلة حيث رأوا بأن لا عذر لشخص يجهل أو ينسى وهذا يعني بأن الشخص لو بدأ في الوضوء بغسل يديه قبل القيام بغسل وجه ولكن كان ناسياً فهذا غير صحيح ويلزم إعادة الوضوء من جديد أو إعادة غسل اليدين وما بعد ذلك من ترتيب لذلك يلزم إذا فات الشخص في ترتيب الوضوء فيلزم إعادة الوضوء مرة أخرى.[1]

هل الموالاة واجبة في الوضوء

الموالاة هي فرض من فروض الوضوء وهذا ماصرح به مذهب المالكية في المشهورِ والحنابلة واختاره الشوكاني وابن باز وابن عثيمين

وقال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) “سورة المائدة الآية 6” وكان الأمر في الآية صريح حيث أن عطف الأعضاء على بعضها البعض بحرف الواو يجعلها في صورة حكم داخل جملة واحدة وهذا الواحد في قوله (إذا قُمتُم إلى الصَّلاةِ فاغسِلوا هذه الأعضاءَ) وفي قوله تعالى (إذا قُمتُم) تحمل شرط لغوي والشرط اللغوي له أسباب والأصل فيه ترتيب الجملة تبعاً لسبب غير التأخير

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أنَّ رجلًا توضَّأ فتَرَك موضِعَ ظُفرٍ على قدَمِه، فأبصَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ارجعْ فأَحْسِن وضوءَك فرجَعَ ثمَّ صلَّى) وهذا يعني في قوله (فأحسِنْ وضوءَك) فهذا يعني وجوب الموالاة بدلاً من قوله اغسل فقط العضو الذي نسيته.

وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى رجلًا يُصلِّي وفي ظَهرِ قَدَمِه لُمعةٌ قدْرَ الدِّرهَم، لم يُصِبْها الماءُ، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يُعيدَ الوضوءَ والصَّلاةَ) وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بإعادة الوضوء وهذا دليل أيضاً على وجوب الموالاة وهذا ما تم إيضاحه في الأمر الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بدلاً من قوله اغسل الموضع الذي تم نسيانه.[2]

ما هو الترتيب في الوضوء

الترتيب في الوضوء هو أيضاَ فرض من الفروض الواجبة وهذا ما أكده مذهب الشافعي ومذهب الحنابلة ومذهب المالكي وهذا ما اختاره ابن حزم وابن باز وابن عثيمين وقال الله تعالى في كتابه الشريف (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) “سورة المائدة الآية 6”

وأكدت الآية على مسح الرأس بين مغسولين وهذا يعني غسل الرأس بين غسل اليدين وغسل الرجلين وعند الفصل في ذلك فلا يجوز الوضوء لأنه يلزم الترتيب في الوضوء، كما ذكر عن مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الوضوء وهذا يدل عن أمر الأمر في الترتيب في الوضوء وذلك لأن الوضوء عبارة عن عبادة تحتوي على أفعال مرتبطة مع بعضها البعض يجب فيها الترتيب مثل

الصلاة

ومثل الحج.[3]

الترتيب والموالاة في الصلاة

الترتيب في الصلاة يعني القيام بالترتيب بين جميع أجزاء الصلاة بشكل مترابط ومتناسق وهذا يعطي الصورة الخاصة بالصلاة التي أمر بها الله عز وجل ولكن الموالاة في الصلاة تعني ترابط أجزاء الصلاة بين بعضها البعض على نحو يجعلها مترابطة الأجزاء بالكامل، ولا يضر الموالاة بين الفاصل الزمني بين كل فعل وآخر ولا يضر الموالاة أيضاً في تطويل الفترة الزمنية في الركوع او

السجود

، مثل عند الانتهاء من القراءة التي تكون قبل الركوع أو في الركعة الثانية في كل صلاة الجمعة التي تختلف عن صلاة العيد أو في صلاة الشفع والوتر وأثناء السجود لا يشترط فيه قول

دعاء

محدد بعد الأقوال المحدد قولها.

مثل الدعاء لله وذكره وحمده أيضاً أو عند تلاوة بعض الآيات القرآنية  أو التكبير بعد بعد القيام بالتسليم او مثل التسبيح، مثلما قال الإمام جعفر الصادق عليه

السلام

(تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام كل يوم في دبر كل صلاة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم) أو مثل قراءة سورة الفاتحة وقراءة آية الكرسي أو قراءة بعض الأدعية.[4]

ما هي الموالاة في الغسل

اختلف العلماء في الحكم على الموالاة في الغسل وكان هذا الاختلاف بين قولين وهم:


القول الأول

بأنه لا يجب الموالاة في الغسل وهذا ما قاله مذهب الجمهور ومذهب الحنفية ومذهب الشافعية ومذهب الحنابلة وهذا ما صرح به الله تعالى في كتابه العزيز (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) “سورة المائدة الآية6” وقالوا أن الله عز وجل أمر الناس بالتظهر من الجنابة ولكن لا يشترط كيفية متابعة الشخص لأجزاءه ولكن وجب عيله التطهر، وقالت ميمونة رضي الله عنها في وصف غسل النبي صلى الله عليه وسلم (توضَّأَ ثم غسَلَ رأسَه ثلاثًا ثمَّ أفرغ على جَسَدِه ثم تنحَّى من مَقامِه فغسَلَ قَدَميه) وهذا يعني بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق بين وضوءه وبين غسله في مهلة خروجه من مغتسله إلى غسل رجليه.


القول الثاني

يجب الموالاة في الغسل أيضاً وهذا ما أكده مذهب المالكية ومذهب الشافعية ومذهب الحنابلة كما اختاره ابن عثيمين، عن طريق

الدلالة

على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لا يغتسل إلا بشكل موالاة حيث لو كان التفريق جائز في الغسل لكان فعله ولو لمرة واحدة فقط.[5]