الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت والإنجيليين


بداية انشقاق الطوائف المسيحية


كانت المسيحية في البداية طائفة واحدة لكن حدث انشقاق بين الطوائف المسيحية في القرن الخامس الميلادي، واختلفت أكبر كنيستين آنذاك الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية وتم عقد مجمع خلقيدونية عام 451 ميلاديًا، وتم الفصل بين الكنيستين وأصبح هناك مذهبين في المسيحية، وهما المذهب الأرثوذكسي تحت قيادة كنيسة الإسكندرية في الشرق، والمذهب الكاثوليكي تحت قيادة كنيسة روما في الغرب، ولقد كان يتبع كنيسة روما كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها، لكن في القرن الحادي عشر انشقت هذه الكنائس لتعتنق المذهب الأرثوذكسي، ومن هنا خرج المذهب الكاثوليكي والأرثوكسي في المسيحية، وكلمة أثوذكس هي كلمة لاتينية تعني الرأي الحيح أو الحق، ولقد بدأ تسمية هذا المذهب بهذا الاسم منذ حوالي أربعة عشر قرنًا، أما كلمة كاثوليكية فهي كلمة يونانية أيضًا تعني تعني (جامعة) من الجمع وذلك لأنه المذهب الذي جمع تحت قيادته جميع الكنائس الغربية، ولقد ظهر هذا الاسم في القرن الحادي العشر الميلادي.


ظهور المذهب البروتستانتي


جاء ظهور المذهب البروتستانتي على يد الثوري مارتن لوثر في أوائل القرن السادس عشر عام 1529 حيث قام مارتن بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية بغرض الإصلاح، حيث أن الفساد الديني والسياسي كان متفشي آنذاك، ولقد كانت الكنيسة تمارس سلطة سياسية على البلاد ليست من حقها، بالتالي كانت هناك حاجة إلى ثورة الإصلاح ضد الكنيسة الكاثوليكية التي قادها مارتن لوثر، وأطلق على أتباع لوثر لقب بروتستانت من لفظ احتجاج


(Protest)


وتعني المحتجين، كما أن المذهب البروتستانتي نفسه إلى طوائف أخرى. [1] [2]


ظهور المذهب الإنجيلي


انبثق من صفوف البروتستانت مذهب جديد وهو المذهب الإنجيلي أو كما يعرف في

الإنجليزية

(


Anglicanism


)، ولقد تبنى هذه الحركة جماعة من المذهب البروتستانتي المحافظين، وذلك من أجل التملص من افعال ومبادئ المذهب البروتستانتي الليبرالي، فلقد أرادوا بهذا الالتزام الشديد بنصوص تعاليم الكتاب المقدس، لأنه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي، ولقد ظهرت الحركة الإنجيلية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولقد أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم من أجل

التمييز

بينهم وبين المذهب البروتستانتي الليبرالي وما وصل إليه هذا المذهب من الابتعاد عن تعاليم المسيحية، وتقدر أعداد المسيحيين الذين يعتنقون المذهب الإنجيلي بحوالي 285 مليون أو 13.1% من إجمالي المسيحيين، وتقع الغالبية العظمى لهذا المذهب في الأمريكتين وفي قارة آسيا وأفريقيا، وتعتبر كنيسة إنجلترا هي الكنيسة الأم بالطائفة الأنجليكانية.


تعتبر المسيحية لا تنتهج نمط مركزي في الإدارة، حيث أن الأسقف يرأس ما يعرف بـ الأبرشية والتي تضم عددًا من الرعايا، ويجتمع رؤساء الأبرشيات الذين يجتمعون جغرافيًا في نطاق واحد ليشكلوا مجلس أو مؤتمر تحت رئاسة البطريرك او رئيس الأساقفة، وتضيف الكنيسة الكاثوليكية رئاسة عالمية للبابا خليفة بطرس، وتكون الرئاسة بالشراكة بين البطريرك وبين بقية الأساقفة، أما إذا كانت الأبرشية مستقلة بذاتها تسمى في هذه الحالة كنيسة محلية، ويعتبر أن لكل كنيسة أسلوب عام معين مختلف في كل شيء، سواء في اللغة المستخدمة في الصلاة  أو الأناشيد المستخدمة او التراتيل والموسيقى والفن والنمط المعماري. [3]


الفرق بين الطوائف المسيحية الثلاثة


حدث الانشقاق بين الصفوف المسيحية لأول مرة في منتصف القرن الخامس الميلادي وذلك بعد أن جاء بعض المسيحيون بأمور لم تكن من ضمن ما جاءت المسيحية عليه، فانشقوا إلى طائفتين هما المذهب الأرثوذكسي تحت قيادة كنيسة الإسكندرية في الشرق، والمذهب الكاثوليكي تحت قيادة كنيسة روما في الغرب، أما الانشقاق الثاني فلقد حدث في منتصف القرن الخامس عشر على يد مارتن لوثر وذلك بسبب تعنت الكنيسة وتدخلها في العديد من الأمور السياسية والإدارية في الدولة، ولقد تعدت سلطاتها الحدود بطريقة لا تطاق بل أنها كانت جائرة على العديد من الأفراد، كما أنه لم يكن لها رادع، بالتالي جاءت الحاجة إلى الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة على يد المذهب الاحتجاجي البروتستانت، لكن لم يلبث طويلًا إلا أن خرجت صفوف منشقة عن المذهب البروتستنتي وهي المذهب الإنجيلي، وذلك بعد أن ابتعد البروتستانت عن تعاليم المسيحية تمامًا متجهين نحو الليبرالية.


المذهب الكاثوليكي


جاء المذهب الكاثوليكي بعد عقد مجمع خلقيدونية في منتصف القرن الخامس عام 451، وهو مذهب مسيحي يقوم على الإيمان بكل ما هو جديد عن المذهب الأرثوذكسي القديم، وتعتبر أكبر طائفة في الدين المسيحي اليوم وتحمل الكثير من المؤمنين بها، أما من ناحية الإيمان فهي طائفة مسيحية تؤمن بالثالوث، والروح القدس ما هو إلا انبثاق من الأب والابن معًا، كما تؤمن بشفاعة السيدة مريم العذراء وأنها أم الإله، وتؤمن بشفاعة القديسين وتقوم الكنيسة الكاثوليكية بتعيين القديسيين باستمرار، وتؤمن بأن السيد المسيح منبثق من الأب والابن، وأن له طبيعتين وهي طبيعة بشرية إلهية.


المذهب البروتستانتي


البروتستانت هم جماعة منشقة عن المذهب الكاثوليكي منذ القرن السادس عشر، لكنهم يؤمنون بالعقائد الأساسية مثل طبيعة الروح القدس وأنها منبثقة من الأب والابن، وتؤمن بأن للسيد المسيح طبيعتين، لكنها تنكر شفاعة السيدة مريم العذراء، كما أنها لا تؤمن بالصلوات أو المعمودية أو التقليد المقدس، كما لا توجد بها رهبنة أو إكرام للقديسين على عكس المذهب الكاثوليكي، لكنها تؤمن بالثالوث الأقدس، ولقد جاء هذا المذهب على يد الثوري مارتن لوثر في ثورة الإصلاح، وذلك بسبب تعنت وتدخل الكاثوليكية في العديد من الأمور الإدارية في الدولة بل أن سلطتهم تعدت كونهم كنيسة دينية حد أن رجال الدين كانوا يتولون المناصب العليا ويتولون الحكم بالتالي جاءت الحاجة إلى الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة على يد المذهب الاحتجاجي البروتستانت. [1] [2]


المذهب الإنجيلي


الأنجليكانية أو الإنجيلية وهو مذهب مسيحي وأحد الفروع الرئيسية لحركة الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر، وتمثل الإنجيلية شكلًا من أشكال الدين المسيحي، والذي يحمل سمات كل من المذهب البروتستانتي والمذهب الكاثوليكي الروماني. وتتم عملية تنظيم الإدارة الأنجليكانية بشكل بسيط في الطائفة، وتعمل الطائفة الإنجيلية  على التعبير عن

العائلة

الإنجيلية حول العالم، وهي أم الهيئات الدينية والتي تمثل نسل كنيسة إنجلترا الكاثوليكية، وتعترف برئيس أساقفة كانتربري كرئيس رمزي لها، كما أنها هي تعمل على تقديس العبادات والبنية التقليدية على عكس المذهب البروتستنتي.


يعمل المذهب الإنجيلي باستقلالية ومرونة عن المذهب البروتستنتي في العديد من الأماكن المختلفة، ولقد خرج المذهب الإنجيلي متملصًا من المذهب البروتستنتي من أجل الابتعاد عن أفعال ومبادئ المذهب البروتستانتي الليبرالي، فلقد أرادوا بهذا الالتزام الشديد بنصوص تعاليم الكتاب المقدس، لأنه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي، ولقد ظهرت الحركة الإنجيلية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولقد أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم من أجل التمييز بينهم وبين المذهب البروتستانتي الليبرالي وما وصل إليه هذا المذهب من الابتعاد عن تعاليم المسيحية، وتقدر أعداد المسيحيين الذين يعتنقون المذهب الإنجيلي بحوالي 285 مليون أو 13.1% من إجمالي المسيحيين، وتقع الغالبية العظمى لهذا المذهب في الأمريكتين وفي قارة آسيا وأفريقيا، وتعتبر كنيسة إنجلترا هي الكنيسة الأم بالطائفة الأنجليكانية. [3]