الفرق بين الغيبوبة وفقدان الوعي

الفرق بين فقدان الوعي والغيبوبة

بعد التعرض لبعض الإصابات الشديدة أو الأمراض التي تُصيب

الدم

اغ، من الممكن أن يتعرض المرضى إلى الوقوع في حالة من اللاوعي بصورة مستمرة، وبالتالي قد يجعلهم لا يدركون أنفسهم أو بيئتهم، وبالاعتماد على مستوى الوعي لديهم، يمكن اعتبار المرضى في غيبوبة أم لا، وفي حالة أن يكون الوعي في الحد الأدنى، أو يكون في حالة إنباتية مستمرة أو موت دماغي، ففي تلك المواقف الثلاثة، من الممكن أن تستوجب تلك الحالات وجود علاج مُعين، إلى جانب إعداد أفراد الأسرة للقرارات التي تتعلق بالمريض ونوعية

الحياة

التي يجب أن يسير عليها، وفي التالي الفرق بين فقدان الوعي والغيبوبة: [1]


فقدان الوعي

في تلك الحالة يكون

المريض

على دراية غير مستمرة أي متقطعة بما يحيطه وقد يستجيب إلى الأوامر التي تُملى عليه، وفي حين أنه في الغالب ما يكون نعسانًا وغير مستجيب، فقد يمر ببعض اللحظات حيث يتكلم فيها وينطق الكلمات أو يتفاعل مع

الألم

أو يمسك بشيء ما وقد يتتبع الحركات بعينيه، ومن الممكن أن يتحسن المريض بالتدريج، وبالأخص أولئك الأشخاص ممن لديهم بعض المقدرة على الكلام، ولكن لا يزال من الصعب التنبؤ  إلى أي درجة يمكن أن يتحسنوا بعد حدوث الإعاقة الكبيرة.


الغيبوبة

في حالات الغيبوبة يكون إما المهاد أو جذع

الدماغ

قد تضرر أو كلا نصفي الكرة المخية، ومن غير الممكن إيقاظ المريض ولا يستجيب إلى المنبهات من حوله مثل الألم، الأصوات أو اللمس، كما أنه لا يعاني من دورات

النوم

والاستيقاظ، ومن الجدير بالذكر أنه إذا تم تعرض الجزء السفلي من جذع الدماغ إلى التلف كذلك، ففي الغالب ما يحتاج المريض لجهاز التنفس الصناعي من أجل أن يتنفس.

هل فقدان الوعي خطير

إن فقدان الوعي يُعرف كذلك باسم الإغماء، أي أن

الفرق بين فقدان الوعي والاغماء

هو الاسم فقط، وهو عبارة عن فقدان قصير للوعي، بحيث يستمر حوالي دقيقة أو دقيقتين وليس أكثر من هذا، ومن ثم يتبعه انتعاش كامل وسريع، ويرتبط ذلك في الغالب بفقدان هيئة الوضعية وبالتالي يترتب عليه السقوط أو وجود حاجة إلى الاستلقاء، أما في حالات الأشخاص السليمين، ومن الممكن ألا يكون الإغماء مُسببًا للقلق، إلا في بعض الحالات النادرة، قد تكون إشارة على وجود حالة صحية رئيسية خطيرة، إذ يحدث الإغماء في العادة نتيجة انخفاض مفاجئ في ضغط الدم أو سرعة ضربات القلب، وبالتالي ينتج عنه انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وهناك بعض العلامات التي قد تحدث قبل التعرض للإغماء، فقد يكون هناك تعرق في راحة اليدين، الشعور بالدوار، مشكلات في الرؤية أو الغثيان.

وعند

الشباب

من الممكن ألا يكون في الغالب لتلك المشكلة أسباب خطيرة، ففي حين أن السقوط الذي يرتبط بالإغماء يمكنه أن يتسبب في بعض الإصابات، إلا أنه في بعض الحالات، قد يرجع إلى وجود مشكلة قلبية كامنة مثيرة للقلق أكثر. [2]

أسباب الغيبوبة المؤقتة

إن ذلك النوع من الغيبوبة المؤقتة أو حالات فقدان الوعي العميقة تحدث من أجل حماية الدماغ من التورم بعد التعرض لإصابة ما، بحيث يحصل المريض على جرعة مخدرة مضبوطة، وبالتالي يؤدي إلى قلة الإحساس أو الوعي، ثم يهتم الأطباء بمراقبة العناصر الحيوية للمريض عن كثب، وهذا يجب أن يتم في غرف العناية المركزة بالمستشفيات، ومن الجدير بالذكر أن الغيبوبة تحدث نتيجة لإصابة الدماغ، وقد تكون إصابة الدماغ تلك نتيجة لزيادة الضغط، النزيف، فقدان الأكسجين أو تراكم السموم، ومن الممكن أن تكون الإصابة مؤقتة وقابلة للانعكاس، وكذلك قد تكون دائمة. [3]

علاج الغيبوبة

إن علاج الغيبوبة يعتمد على سبب حدوثها من الأساس، ولذا لا بد أن يقوم الأشخاص المقربين من المريض الذي تعرض للدخول في غيبوبة بأن يهتموا بإخبار الأطباء بأكبر قدر يمكن من المعلومات حتى يستطيعوا مساعدة الأطباء في

تحديد

السبب الأساسي للغيبوبة، ويُعد التدخل الطبي العاجل من الأمور الحيوية في علاج الحالات التي يمكن عكسها، فعلى سبيل المثال في حال كان هناك عدوى تصيب الدماغ، فمن الممكن أن يكون هناك ضرورة لاستخدام المضادات الحيوية، وقد يكون هناك حاجة إلى استخدام الجلوكوز في حالة حدوث صدمة السكري، أو أن تكون الجراحة هامة كذلك في تخفيف الضغط على الدماغ نتيجة التورم أو لإزالة الورم كله.

هل مريض الغيبوبة يشعر بالالم

إن الغيبوبة تحدث نتيجة وجود خلل في الدماغ، ومن الممكن أن تكون ناتجة عن حدوث سكتة دماغية، وبالتالي ينتج عن تلك السكتات حدوث فقدان للوعي أو عدم اليقظة والتجاوب مع الأشخاص المحيطين، والغيبوبة عبارة عن النوم لمدة طويلة جدًا من الزمن أو السبات العميق، مع انتظار أن يتجاوب

الجسم

مرة أخرى مع عمل الدماغ، وعلى الرغم من أن المريض الذي يدخل في غيبوبة ما يزال على قيد الحياة، ولكنه لا يكون قادرًا على أن يتجاوب مع المحيطين به، ولا يتجاوب من الناحية الحسية معهم، ولكن الدراسات قد أكدت إلى أنه يستطيع الشعور بالآلام والمعاناة منها دون أن يتمكن من التعبير عن هذا، ولهذا يلجأ الأطباء إلى استخدام

المسكنات

وإعطائه إياها حتى يمكنهم تخفيف حدة الألم الذي يشعر به.

هل مريض الغيبوبة يسمع

حينما يدخل المرضى في غيبوبة فإنهم يكونون فاقدين لوعيهم ولا يستطيعون التواصل مع ما حولهم ومع

البيئة

المحيطة بهم، ولا يتمكنون من الكلام وأعينهم مغلقة، ويبدو مظهرهم وكأنهم خالدون في النوم، وعلى الرغم من ذلك فقد يستمر دماغ مرضى الغيبوبة في العمل، بحيث أنهم قد يسمعون الأصوات الموجودة حولهم في البيئة، مثل صوت خطوات من يقترب منهم أو صوت الأشخاص ممن يتحدثون حولهم، ومن خلال ردود الأفعال التي أظهرها بعض المرضى والتي تمت داستها لفترات طويلة استطاع الأطباء معرفة إذا ما كان المرضى سوف يستيقظون من الغيبوبة في وقت قريب أم لا، وهذا يتضح في الدراسة التي أجراها الأطباء على


مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة


.

وقد أفادت بعض الدراسات التي أجراها عدد من الباحثين في هاينز في ولاية إلينوي ومستشفى فيرجينيا وجامعة نورث وسترن بالإجابة على

السؤال

الذي يسأله عدد كبير من أفراد الأسرة أو

الأصدقاء

حينما يكون أحبائهم المصابون بإصابات في دماغهم في داخل الغيبوبة: مثل (هل يمكن لمريض الغيبوبة سماعي؟)، وتبعًا للدراسة التي تم إجراؤها فالجواب هو

نعم،

كما وجد الباحثون أن المريض الذين يعاني من غيبوبة أصبح أكثر استجابةً بعد أن سمع تسجيلات صوت أحبائه وهو يروون

قصص

مألوفة بالنسبة له عدة مرات في اليوم ولأسابيع متتالية، وفي حين عدم وعي أي مريض من المرضى الثمانية ممن تلقوا العلاج بالوعي الكامل خلال الدراسة، إلا أنهم بدوا وكأنهم أكثر إثارةً ووعيًا من مجموعة المقارنة عندما تم تقييمهم وفقًا لمقياس الغيبوبة القياسي. [4]