تعريف الغنة ومراتبها … وأمثلة عليها

تعريف الغنة

إن الغنة من

مبادئ علم التجويد

التي يجب معرفتها لقراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة، ومن الجدير بالذكر أن تعريف الغنة في اللغة هي أنها:

صوت له رنين في الخيشوم

، أما الغنة باصطلاح علماء التجويد فهي:

صوت خفيف يخرج من الخيشوم ولا عمل فيه للسان

، ويتم مد الغنة بمقدار حركتين، والحركة الواحدة عبارة عن مقدار ما يقبض الشخص إصبعه أو يبسطه، من دون استعجال أو تمهل، ومن خلال مراجعة كتب و

احكام التجويد

يمكن التعرف أكثر على كل ما يخص الغنات والإدغام. [1]

ويُقال أن الأغن هو من يتكلم بواسطة خياشيمه، وقد ذكر العلماء أن الغنة أحد الصفات اللازمة، إذ قال الجعبري: “الغنة صفة النون ولو تنوينًا، والميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين”.

مراتب الغنة

لقد تعددت الأقاويل في مراتب الغنة، وفي التالي توضيح لها:

أربع مراتب

قال الجعبري في الغنة أنها: “هي في الساكن أكمل منها في المتحرك، وفي الساكن المخفي أزيد من الساكن المظهر، وفي الساكن المدغم أوفى من الساكن المخفي، ومراتبها عند الجعبري أربع:

  • الساكن المدغم.
  • الساكن المخفي.
  • الساكن المظهر.
  • المتحرك.

خمس مراتب

أما المرعشي فقد قال: “أقوى الغنات غنة النون المشددة فهي أكمل من غنة الميم المشددة وغنة النون المخفاة أكمل من غنة الميم المخفاة، ومراتبها عند المرعشي خمس مراتب، وهي:

  • غنة النون المشددة.
  • غنة الميم المشددة.
  • غنة النون المخفاة.
  • غنة الميم المخفاة.
  • غنة النون والميم المدغمتين والمتحركتين.

ست مراتب

أما غالبية المؤلفين فقد ذهبوا إلى أن الغنة على ست مراتب وهي:

  • النون المخفاة.
  • النون المدغمة في مثلها.
  • الميم المدغمة في الميم.
  • الميم عند الباء.
  • النون المدغمة في الواو والياء.

سبع مراتب

وذهب البعض الآخر إلى أن الغنة على سبع مراتب، وهي:

  • غنة النون والميم المشددتين.
  • غنة النون المنقلبة عند الباء.
  • غنة النون المخفاة.
  • غنة النون المدغمة في مثلها.
  • غنة النون والميم عند إدغامهما في الميم.
  • غنة الميم عند الباء.
  • غنة النون عند إدغامهما في الواو والياء.

ثلاث مراتب

والبعض جعل الغنة ثلاث مراتب فقط، وهي:

  • غنة المدغم.
  • غنة المنقلب.
  • غنة المخفي. [2]

مخرج الغنة

مخرج الغنة هو الخيشوم، أي أقصى الأنف، وهذا يعني أن أحرف الغنة تخرج منه، وهذا لأن حرفي النون و الميم يتحولان في حالة الإدغام أو الإخفاء أو التشديد عن المخرج الأصلي لهما والذي يتمثل في المخرج الأول برأس اللسان، وما بين الشفاه وفي الثاني للخيشوم مثل ما تتحول بعض حروف المد عن المخرج الأصلي الخاص بها إلى الحرف.

وهذا لا ينافي أن النون من رأس اللسان والميم من بين الشفاه إذ أن المقصود بهما المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمقصود هنا الساكنتان حال الإخفاء والإدغام، ولا يتم القول بأنه يجب أن يعمل اللسان في النون والشفاه في الميم أبدًا ولو كان بحالة الإخفاء والإدغام بغنة، وينبغي عمل الخيشوم حتى بحالة التحرك والإظهار وليس هناك حاجة إلى ذلك التخصيص، إذ أنهم نظروا إلى الغالبية فتم الحكم بأنه المخرج، فلما كانت الغالبية في حالة الإخفاء أو الإدغام بغنة عمل الخيشوم فتم جعله مخرجهما في هذا الوقت، وإنها عمل اللسان والشفاه كذلك.

ولما كانت الغالبية في حالة تحرك النون والميم وإظهارهما هي عمل اللسان والشفاه فتم جعلهما المخرج، وكان عمل الخيشوم حينئذ كذلك، وقد أوضح ذلك (الشبراملسي)، ثم قام شارح القول المفيد باستحسانه فقال: “إن عبارة شيخنا المصنف القائل بأن الخيشوم هو مخرج النون والميم المخفاتين أحسن من قول بعضهم: إن الخيشوم هو مخرج الغنة لأن الغنة صوت في الخيشوم وهو صفة من صفات النون ولو تنوينا، والميم الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمه من القلب والإدغام بغنة، واللائق بالصفات ذكرها في محلها لا في المخارج”.

قدر الغنة

إن قدر الغنة يكون بمقدار

حركتين،

والزيادة أو النقص عن الحركتين خطأ على التحقيق، وقد ذكر البعض أن تقديرها حركة ونصف أو حركة، وبالطبع هذا خطأ ولا يتم الالتفات إليه على الإطلاق، لأن الغنة تدل على حرف وذات الحرف لا تقوم بأقل من ذلك القدر، أو لأن ميزان نطقها مثل ميزان نطق المد الطبيعي، والذي يتم الإجماع على أن قدره يساوي حركتين.

صور الغنة

الغنة لها أربعة صور، فهي إما (قوية أو ضعيفة وإما ظاهرة أو مستترة)، بحيث أنها قوية في النون ولكنها ضعيفة في الميم بسبب أصالتها في الأول، والدليل على أنها قوية في النون هو ظهور الغنة في غالبية الحروف فهي لا تستتر إلا عندما تلتقي بحروف الحلق وتظهر مع غيرها، كما أن حرف النون جمع بين ميزتين وهما: الحروف ومزية الصفات.

شروط ظهور الغنة أو منعها

شرط ظهور الغنة هي أن يقع كل حرف منها حينما يُخفى عنده أو ما يدغم فيه، وقد ذهب النحاة إلى بقائها وعن فارس بن أحمد أنه قال في مصنفه أنها تسقط من النون الساكنة والتنوين في حال ظهرا، وقال المرعشي: “ويمكن أن يكون النزاع لفظيا لأن من قال ببقائها أراد عدم انفكاك أصل الغنة عن النون ولو تنوينًا، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها”.

أما ما يمنعها هو تباعد المخرج، وهذا في حرف النون عندما يُلاقي الهمزة والهاء والعين والحاء (الحروف الحلقية)، عند بعض الجمهور، والغين والخاء والواو والياء والراء واللام عند البعض الآخر، وفي الميم عندما تُلاقي حروف المعجم إلا الميم اتفاقًا والباء عند البعض، والتباس المعنى وهذا في النون عندما تلاقي الواو والباء مثل: الدنيا، بنيان، قنوان، صنوان.

أمثلة على الغنة

إن

فوائد التجويد

هي أنه يجعلنا نتمكن من قراءة القرآن الكريم بدقة وبصورة صحيحة، ومن أحد الأشياء التي يتم تعلمها في علم التجويد هي الغنة، وفي التالي أمثلة على بعض الآيات التي ظهرت بها الغنة:


  • {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

    : [سورة البقرة 3] في كلمة (ممّا) حرف الميم الثاني مُشدد، وفيها إدغام بغنة.

  • {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}:

    [الزلزلة 7]، في كلمة (خيرًا يره)، إذ أن: التنوين في (خيرًا ) جاء بعده حرف الياء في كلمة (يره) فأصبح حكم التنوين هو الإدغام بغنة

  • {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:

    [

    سورة الأعراف 52

    ]، الياء بعد التنوين في قوله : (لقومٍ يؤمنون).

  • {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}:

    [النحل 53]، الغنة في من (نعمة).

  • {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}:

    [النور 33]، الغنة في (مِّن مَّالِ).

  • {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}:

    [العنكبوت 22]، النون الساكنة إذا جاءت قبل الواو في كلمتين مثل (من ولي).

  • {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ}:

    [المؤمنون 55]، النون الساكنة إذا جاءت قبل الميم في كلمتين مثل (من مال).

  • {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:

    [الأعراف 52]، ومع التنوين إذا جاء حرف الياء بعده كما في (لقومٍ يؤمنون).