من هو الملك الذي اراد هدم الكعبه

الملك الذي اراد هدم الكعبه هو


الملك الذي أراد هدم الكعبه هو

أبرهة الحبشي


. وحادثة هدم الكعبة هي من الأحداث الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية ومن الأحداث المذكورة في كتب السير والتاريخ ومن الأحداث المذكورة في كتب التفسير. قال الله تعالى في سورة الفيل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ). وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحادثة فيما رواه مسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار فلما دنا من الحديبية وقعت يدا راحلته على ثنيّة تهبط في غائط القوم، فبركت به راحلته، فقال الناس: حَل حَل (كلمة تقال للناقة إذا تركت السير)، فألحت (تمادت) فقالوا: خلأت القصواء!، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلُق، ولكن حبسها حابس الفيل).[1]

هدف الملك الذي اراد هدم الكعبه

من الأحداث المذكورة في كتب السيرة حادثة الملك الذي أراد هدم الكعبه وهو الملك أبرهة الحبشي. كان الملك أبرهة الحبشي نائب للملك النجاشي ملك الحبشة على اليمن. أراد الملك أبرهة الحبشي أن يظهر دين النصرانية في اليمن وأن يجعل اليمن هي قبلة الحج والحجاج بدلًا من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. فبنى الملك أبرهة الحبشي كنيسة القليس في صنعاء وهي كنيسة كبيرة بناها أبرهة الحبشي لجعلها قبلة الحج بدلًا من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. ولما انتهى الملك أبرهة الحبشي من بناء هذه الكنيسة كتب إلى الملك النجاشي ملك الحبشة: إني قد بنيت لك كنيسة لم يُبْنَ مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب.

بعد ما سمع بعض العرب بهذا الكتاب كرهوا ذلك وغضبوا من ذلك حتى قصد أحد العرب هذه الكنيسة وأحدث فيها احتقارًا من مقارنة هذه الكنيسة بالكعبة المشرفة. وبعد ما بلغ الملك أبرهة الحبشي صنع ذلك الشخص بعد أن سمع كتاب الملك أبرهة الحبشي إلى الملك النجاشي غضب من ذلك وأقسم الملك أبرهة الحبشي أن يسير إلى الكعبة حتى يهدمها. حيث أمر الملك أبرهة الحبشي بتهيئة وتجهيز الجيش للانطلاق إلى مكة. كما اصطحب الملك أبرهة الحبشي الفيل في الانطلاق إلى مكة من أجل هدم الكعبة المشرفة. وبذلك تتحول قبلة الحج والحجاج من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى كنيسة صنعاء التي بناها أبرهة الحبشي.

قصة الملك الذي اراد هدم الكعبه

بعد أن عزم الملك أبرهة الحبشي على هدم الكعبة المشرفة هيأ الجيش واصطحب معه الفيل وخرج باتجاه مكة المكرمة. كانت هناك بعض المحاولات من القبائل من أجل قتل الملك أبرهة الحبشي وصده عن هدم الكعبة المشرفة إلا أن هذه المحاولات باءت الفشل أمام جيش الملك أبرهة الحبشي الكبير. كما أن اصطحاب الفيل جعل مواجهة جيش الملك أبرهة الحبشي أمر عسير لأن الخيل تنفر من الفيل. وهكذا، راح جيش الملك أبرهة الحبشي يتقدم ويقضي على كل مواجهة أو محاولة صد حتى اقترب من مكة المكرمة. عندئذ، خرج عبد المطلب من أجل لقاء الملك أبرهة الحبشي. وظن الملك أبرهة الحبشي أن عبد المطلب خرج من أجل صده عن هدم الكعبة المشرفة إلا أن عبد المطلب خرج من أجل استعادة البعير التي استولى عليها جيش الملك أبرهة الحبشي.

تعجب الملك ابرهة الحبشي من سؤال عبد المطلب عن البعير وعدم سؤاله عن هدم الكعبة المشرفة إلا أن رد عبد المطلب كان واضح حيث قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه. وهكذا، استرد عبد المطلب البعير واستمر أبرهة الحبشي في الاستعداد للدخول إلى مكة بعد التحاق عبد المطلب بأهل مكة في الشعاب والجبال بعيدًا عن التصدي للجيش والاكتفاء بالدعاء. ولكن عند الاستعداد للدخول إلى مكة حدث ما لم يكن بحسبان الملك أبرهة الحبشي. حيث برك الفيل في مكانه ولم يتقدم باتجاه مكة المكرمة رغم المحاولات العديدة في تحريك الفيل وضربه وحثه على التحرك. حتى حاولوا تحريك الفيل في غير وجه مكة فهرول. وهنا أرسل الله تعالى أعداد من الطير على أصحاب الفيل ومع كل طير ثلاث حصوات أو حجرات ألقوها على جيش الملك أبرهة فدمرت الجيش تدميرًا.

حادثة الملك الذي اراد هدم الكعبه من القرآن الكريم

حادثة الملك الذي أراد هدم الكعبه هي من الأحداث المذكورة في القرآن الكريم في سورة الفيل (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ).

المقصود بأصحاب الفيل جيش الملك أبرهة الحبشي الذي اصطحب الفيل من أجل هدم الكعبة المشرفة ولكن الله تعالى رد كيد جيش الملك أبرهة الحبشي في نحره ونصر الله تعالى الكعبة المشرفة ودمر جيش الملك أبرهة الحبشي. الله سبحانه وتعالى يبين في سورة الفيل مصير كل طاغية متجبر متكبر في كل الأزمان ويبين في سورة الفيل نصرة الله تعالى بيته ودينه.

الدروس والعبر المستفادة من حادثة الملك الذي اراد هدم الكعبه

تعتبر حادثة أصحاب الفيل (جيش الملك أبرهة الحبشي) الذي اراد هدم الكعبة المشرفة من أهم الأحداث التي سبقت ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم. حيث كانت هذه الحادثة دليل وبيان شرف الكعبة المشرفة وتكفل الله تعالى بحفظ ورعاية الكعبة المشرفة من كل طاغية من أمثال الملك أبرهة الحبشي. علاوًة على ذلك، تعتبر هذه الحادثة دليل واضح من دلائل النبوة حيث تعتبر هذه الحادثة بمثابة تمهيد لمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في نفس العام المعروف بعام الفيل.

كما أن هذه الحادثة تعتبر عبرة لكل طاغية متكبر متجبر في كل الأزمان من أمثال الملك أبرهة الحبشي. وأن مصير كل طاغية مهما طال لا بد وأن يكون مثل مصير الملك أبرهة الحبشي وجيش الملك أبرهة الحبشي الذي ناصره وسانده. في قصة أصحاب الفيل الكثير من الدروس والعبر التي تؤكد على نصر الله تعالى دينه وبيته من كيد الكائدين ومكر الماكرين في كل زمان ومكان وبيان المصير المنتظر لهؤلاء الأشخاص.[3]