هل الزواج نصف الدين

هل الزواج نصف الدين



نعم

الزواج نصف الدين .

وقد ورد بذلك حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يعني في مجمله أن الزواج يحصن فرج المرء وذلك لأن فساد المرء يكون عن طريق البطن أو الفرج أو اللسان وبهذا يكون من تزوج قد استكمل نصف دينه فعن أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي) رواه البطراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد، وفي رواية البيهقي قال النبي صلى الله عليه وسلم:إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ولقد قال القرطبي في تفسير الحديث: معنى ذلك أن النكاح يعف عن الزنى، والعفاف هو أحد الخصلتين اللتين ضمن النبي صلى الله عليه وسلم الجنة فقال:(

من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه)، خرجه الموطأ وغيره، وقال الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين وقال صلى الله عليه وسلم من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني وهذا أيضاً إشارة إلى أن فضيلته لأجل التحرز من المخالفة تحصناً من الفساد فكأن المفسد لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفى بالتزويج أحدهما.[1]

صحة حديث الزواج نصف الدين

يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث في سنده

إذا تزوج الإنسان؛ فقد أحرز شطر دينه؛ فليتق الله في الشطر الآخر

جاء هذا من طرق لا تخلو من ضعف عند أهل العلم، ولا شك أن الزواج مهم، ولكن كونه الشطر محل نظر! إنما هو مهم، الله يقول -جل وعلا-:

وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

[النور:32]، ويقول الله تعالى في سورة النساء آية 3 (

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ

)، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على النكاح وقال (:

تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، ولكن كونه نصف الدين فهذا محل نظر وذلك لضعف الحديث ولكن لا بد للمؤمن أن يحرص على الزواج فهو شعبة من شعب الإيمان وفريضة من الفرائض وهو ما يعين المؤمن على غض البصر والزواج من أسباب الاستقامة وأسباب صلاح المجتمع ومن أسباب كثر الأمة وكثرة النسل وكثرة من يعبد الله فلا بد للمؤمن الجد في ذلك ولكن يجب أن يختار الزوجة الصالحة، وإن تيسر للمرء أن ينظر للمرأة قبل الزواج فذلك أفضل فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر الخاطب أن ينظر إلى من يريد الزواج منها في قوله (إذا خطب أحدكم امرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل)، (

وسأله رجل قال: يا رسول الله، إني خطبت فلانة، فقال:

أنظرت إليها؟

قال: لا، قال:

اذهب فانظر إليها

فإذا تيسر النظر إليها؛ فهو أولى، وينبغي لأهلها أن يسمحوا بذلك، تنظره، وينظرها، لا بأس)، ولا بد أن يكون في مكان ما فيه خلوة ينظر إليها وتنظر إليه مع حضور أمها أو والدها أو أخيها، ولا يجب أن يخلو بها لأن الخلوة سبب من أسباب الفاحشة، وكذلك ما يقع من بعض الناس في أن يسافر معها أو يخلو بها فذلك من المنكر الفظيع والبلاء العظيم ونعوذ بالله منه.[2]

أهمية الزواج في الإسلام

  • اتباع لسنة الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين.
  • موافقة المؤمن على الفطرة السليمة التي خلق الله تعالى الناس عليها.
  • موافقة المؤمن على الحاجة الإنسانية وقضائها في الحلال.
  • موافقة المؤمن على الرغبة في الولد الصالح.
  • يعين المؤمن على غض البصر وحصن الفرج.
  • الزواج عبادة وطريقاً إلى جمع الصدقات والحسنات وامتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به في قوله صلى الله عليه وسلم ((وفي بُضْع أحدكم صدقة)) أخرجه مسلم، وقوله: ((ولستَ تنفقُ نفقةً تبتَغي بها وَجْهَ الله إلَّا أجرتَ بها، حتى اللُّقْمة تجعلها في في امرأتك)) أخرجه البخاري.
  • الزواج من أسباب تكثير الأمة امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تزوَّجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأُمم)) أخرجه أبو داود.
  • الزواج تحصين للمرأة المسلمة وحفظها والإنفاق عليها.
  • الزواج يساعد على تقوية الروابط بين الناس بعضهم البعض لأن الله سبحانه وتعالى جعل الصهر قسيماً للنسب قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) سورة الفرقان آية 54 والروابط بين الناس إما أن تكون بمصاهرة الزواج أو القرابة.
  • يساعد الزواج على الاستقرار النفسي والاجتماعي ويساعد أيضاً على التقدم العلمي والعملي.
  • الزواج يقوي المؤمن على الإقبال على الله تعالى ويجعل المؤمن منتجاً متفاعلاً في المجتمع.
  • الزواج ينتج عنه الولد الصالح والذي يكون امتداداً لعمل وحسنات المؤمن بعد وفاته وذلك بدعائه وصلاحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالحٍ يدعو له)) أخرجه مسلم.
  • الزواج فيه رحمة ومودة وسكن.
  • الزواج طريق من طرق الحصول على السعادة وراحة البال وخاصةً إذا كان الزوج تقياً والزوجة صالحة.[3]

ترغيب الإسلام في الزواج

  • ترغيب القرآن الكريم في الزواج.
  • ترغيب السنة النبوية المطهرة في الزواج.


ترغيب القرآن الكريم في الزواج

:يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُم أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) سورة الرعد آية 38، ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ سورة النحل آية 72، ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ سورة النور آية 32، ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة النور آية 21.


ترغيب السنة النبوية المطهرة في الزواج

:روى الشيخانِ عن عبدالله بن مسعود أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري ومسلم، روى مسلمٌ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) رواه مسلم، روى الترمذي ُّعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) صحيح الترمذي، روى ابنُ ماجه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ) صحيح ابن ماجه للألباني.[4]