ابرز الشعراء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم


ابرز الشعراء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هو


ابرز شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم هو

كعب بن زهير، وحسان بن ثابت، وعبدالله بن رواحة.


قد كان للرسول صلى الله عليه وسلم شعراء يمدحونه، ويمدحون دين الإسلام وقد ورد ذلك في سير أعلام النبلاء فقال عنه الإمام بن سيرين رحمه الله: (


كان شعراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك)، وقد قال أيضًا قال عبد الرحمن بن كعب عن أ


بيه أنه قال: (يا رسول الله قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل، قال إن المجاهد مجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل، وقد قال ابن سيرين أيضًا: (أما كعب فكان يذكر الحرب يقول فعلنا ونفعل ويتهددهم، وأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم، وأما ابن رواحة فكان يعيرهم بالكفر، وقد أسلمت دوس فرقًا من بيت قاله فيه كعب: (نخيرها ولو نطقت لقالت، قواطعهن دوسًا أو ثقيفًا). [1]


قصة كعب بن زهير مع الرسول


قد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله قصة كعب بن زهير مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابه القيم زاد المعاد عن محمد بن إسحاق فقال: (


وكان ذلك بين رجوعه من الطائف وغزوة تبوك، قال ابن إسحاق، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف كتب بجير بن زهير إلى أخيه كعب يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالًا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى، وهبيرة بن أبي وهب، وقد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبًا مسلمًا، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك وكان كعب قد قال في أبياته ما يلي:


ألا أبلغا عني بجيرا رسالة، فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا


فبين لنا إن كنت لست بفاعل، على أي شيء غير ذلك دلكا


على خلق لم تلف أما ولا أبا، عليه ولم تدرك عليه أخا لكا


فإن أنت لم تفعل فلست بآسفٍ،  ولا قائل إما عثرت لعا لكا


سقاك بها المأمون كأسًا روية، فأنهلك المأمون منها وعلكا


ثم قال بعد ذلك بن القيم في كتابه: (وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، سقاك المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون، ولما سمع على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه فقال، أجل قال، لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم قال بجير لكعب بعد ذلك في أبيات ما يلي:


من مبلغ كعبًا فهل لك في التي، تلوم عليها باطلًا وهي أحزم


إلى الله لا العزى ولا اللاتٍ وحده، فتنجوا إذا كان النجاء وتسلم


لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت، من الناس إلا طاهر القلب مسلم


فدين زهير وهو لا شيء دينه، ودين أبي سلمى علي محرم


فلما بلغ كعب الكتاب من أخية ضاقت عليه الدنيا وما ربحت وأشفق على نفسه ما هو فيه فقال ابن القيم بعد ذلك: (هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال، يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبًا مسلمًا فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم، قال، أنا يا رسول الله كعب بن زهير،  فقال ابن إسحاق في ذلك: (فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه وثب عليه رجل من الأنصار فقال، يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعه عنك فقد جاء تائبًا نازعًا عما كان عليه قال، فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير، فقال قصيدته اللامية التي يصف فيها محبوبته وناقته التي أولها، بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، متيم إثرها لم يفد مكبول). [2]


أشهر قصائد حسان بن ثابت


قد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى فقَالَ حَسَّانُ) :


هجوت محمدًا فأجبت عنه، وعند الله في ذاك الجزاء


هجوت محمدًا برًّا تقيًّا، رسول الله شيمته الوفاء


فإن أبي ووالده وعرضي، لعرض محمد منكم وقاء


ثكلت بنيتي إن لم تروها، تثير النقع من كنفي كداء


يبارين الأعنة مصعدات، على أكتافها الأسل الظماء


تظل جيادنا متمطرات، تلطمهن بالخمر النساء


فإن أعرضتم عنا اعتمرنا، وكان الفتح وانكشف الغطاء


وإلا فاصبروا لضراب يوم، يعز الله فيه من يشاء


وقال الله: قد أرسلت عبدًا، يقول الحق ليس به خفاء


وقال الله: قد يسرت جندًا، هم الأنصار عرضتها اللقاء


لنا في كل يوم من معد، سباب أو قتال أو هجاء.


الشاعر حسان بن ثابت بن المنذر لُقب بسيد الشعراء المؤمنين، قد عاش حسان بن ثابت في الجاهلية ما يقرب من ستين عام، وقد عاش مثلهم أيضًا في الإسلام، وقد عُرف حسان بن ثابت، والذي تم تأيده في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بروح القدس، وذلك لأنه كان شعره أشد من السيوف على رقاب المشركين، فقد روى الأمام مسلم من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اهْجُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ،  فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ، اهْجُهُمْ فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا، حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي” فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ).


شعر عبدالله بن رواحة في غزوة مؤتة


بعد الانتهاء من تجهيز الجيش لغزوة مؤتة قد خرج الناس لتوديع بعضهم وأهليهم،وقد ألتف حول الناس حول الأمراء الثلاثة على الغزوة الذي عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين رأهم عبدالله بن رواحة بكى فسأله أحد الأمراء ما يبكيك يا عبدالله فقال: (أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار‏، ‏وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا‏‏، فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود‏؟‏ فقال المسلمون‏، صحبكم الله بالسلامة ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين غانمين، فقال عبد الله بن رواحة شعره في غزوة مؤتة‏:‏


كونـي أسأل الرحمن مغفرة، وضربة ذات فرع تقذف الزبدا


أو طعنـة بيـدي حران مجهزة، بحربة تنفذ الأحشـاء والكبـدا


حتى يقـال إذا مروا على جدثي، أرشـده الله مـن غـاز وقد رشـدا. [3]