من العالم المسلم الذي قاس محيط الكرة الأرضية

العالم المسلم الذي قاس محيط الكرة الأرضية هو




أبو ريحان البيروني


هو العالم المسلم الذي قاس محيط الكرة الأرضية .

توصل العالم أبو الريحان البيروني إلى طريقة رائعة ومبتكرة لحساب نصف قطر الأرض وبالتالي محيطها وكانت طريقة بسيطة للغاية ولكنها دقيقة حيث أنها تحتاج لحساب أربعة قياسات فقط ثم تطبيق معادلة مثلثية للوصول إلى الحل، ما اكتشفه أبو الريحان البيروني في القرن العاشر لم يكن معروفاً للغرب حتى القرن السادس عشر والسبب في ظهور الحاجة لمعرفة حجم الأرض أنه عند انتشار الخلافة العباسية على نطاق واسع من إسبانيا إلى نهر السند في باكستان كانت الكعبة الشريفة بعدت عن المسلمين وكلنا نعرف أهميتها فالصلاة في اتجاهها شرط لصلاح الصلاة مما جعل المسلمون في حاجة لمعرفة انحناء الأرض ولا يمكن ذلك بدون معرفة محيط الأرض والسبب الآخر هو معرفة حجم امبراطورية الخلافة العباسية.

كيف تحقق الخليفة المأمون من صحة محيط الأرض


قام الخليفة المأمون



بتعيين فريق من العلماء المشهورين في ذلك الوقت لحساب حجم الكرة الأرضية


حيث بدأوا أولاً بحساب المسافة التي تغيرت فيها زاوية الشمس وقت الظهيرة بمقدار واحد درجة ثم ضربها في 360 فيكون الناتج المحيط والذي من السهل استنتاج الحجم منه، أدى ذلك لوصولهم إلى قيمة كانت في حدود 4% من القيمة الفعلية ولكن كان عائق هذه الطريقة الصعوبة في قياس مسافات كبيرة في خط مستقيم بين نقطتين خلال درجات الحرارة المرتفعة في الصحراء مما جعل البيروني يبتكر طريقة موثوقة أكثر ولكنها كانت بحاجة إلى اسطرلاب وجبل له أفق مسطح بحيث يمكن قياس زاوية انخفاض الأفق بدقة ومعرفة حساب المثلثات.

طريقة البيروني لقياس محيط الكرة الأرضية

  • الخطوة الأولى هي حساب ارتفاع الجبل.
  • الخطة الثانية هي إيجاد زاوية انحدار الأفق المسطح من قمة الجبل.


الخطوة الأولى هي حساب ارتفاع الجبل

: لحساب ارتفاع الجبل لا بد من قياس زاوية ارتفاع الجبل عند نقطتين مختلفتين تقعان على خط مستقيم واستخدم البيروني الاسطرلاب لقياسها ثم قام بقياس المسافة بين هاتين النقطتين عن طريق معادلات مثلثية بسيطة توصل من خلالها إلى ارتفاع الجبل.


الخطوة الثانية هي إيجاد زاوية انحدار الأفق المسطح من قمة الجبل

: واستخدم البيروني الاسطرلاب لقياسها وكانت النتيجة أن زاوية الانحدار تساوي 90 درجة مع نصف القطر واستخدم المعادلة التالية لحساب نصف القطر R = h cos &/ 1 _ cos &  وفي النهاية توصل أبو الريحان البيروني إلى أن نصف قطر الكرة الأرضية يساوي 6335.725 كم وهو أقل حوالي 200 ميل من القيمة الفعلية والتي تساوي 24902 ميلاً أي أقل 1% من الخطأ.[1]

ما هو محيط الكرة الأرضية


محيط الكرة الأرضية


يبلغ حوالي أربعين ألف كيلو متر .


ففي عام 200 قبل الميلاد قدر العالم إراتوستينس محيط الكرة الأرضية بحوالي 46250 كيلو متراً أي 28735 ميلاً وهذا ليس سيئاً فهو لم يقوم باستخدام تقنيات حديثة بل اعتمد على علم الهندسة فقط ومنها أن زاوية الدائرة تساوي 360 درجة واستطاع قياس زاوية الظل الذي يلقيه جسم طويل على مكان معين وحساب المسافة بين المكان وخط الاستواء  وأيضاً مرة على قياسه أكثر من ألفين عام، وإذا كنت تريد قياس محيط الأرض في مدينتك فإنه قياس

محيط الكرة الأرضية

يعتمد على الوقت واليوم اللذان تم فيهما القياس ومدى الدقة في قياس الزاوية في الظل وطول ومدى دقة قياس المسافة بين منطقتك وخط الاستواء ولا بد أن تكون القيمة قريبة إلى حد ما من أربعين ألف كيلو متر ويفضل أن تقوم بتلك المهمة في فصلي الربيع والخريف بحيث تكون الشمس فوق خط الاستواء، وستكون بحاجة إلى آلة حاسبة ومنقلة وصخرة لتحديد موقع الظل وقطعة طويلة من الخيط وأرض مسطحة تتعرض لأشعة الشمس المباشرة في وقت الظهيرة وأداة للقياس وستحتاج لحساب الوقت الذي يقع في منتصف المسافة بين شروق وغروب الشمس ويسمى بوقت الظهر الشمسي.[2]

إنجازات أبو ريحان البيروني

  • في علم الفلسفة والطبيعة.
  • في علم الفلك.
  • في تاريخ الأديان.


في علم الفلسفة والطبيعة

: ناقش البيروني فلسفة العلم في الفلسفة الإسلامية المبكرة حيث قدم منهجاً علمياً في كل مجال من مجالات البحث التي درسها ومثال على ذلك عند دراسته لعلم المعادن قدم كتاب عن الأحجار الكريمة وأطلق عليه كتاب الجواهر وكان من أكثر العلماء الذي يجري التجارب بدقة، وقام كذلك بتطوير علم الاجتماع بأسلوب علمي وقام بإدخال المنهج التجريبي في الميكانيكا وكان رائداً في علم النفس التجربي واستطاع البيروني التمييز الحقيقي بين الفيلسوف والعالم وما ميزه أيضاً أن أسلوبه العلمي مشابهاً للطريقة العلمية الحديثة من نواحٍ كثيرة حيث كان مهتماً بمنع الأخطاء التي تحدث بطريقة عشوائية وقام كذلك بتأليف كتاب ينتقد فيه نظريات أرسطو الأساسية في علم الفيزياء وعلم الكونيات ومثال على ذلك رفض فكرة أن تكون مدارات الكواكب دائرية وأن الأجرام السماوية لها طبيعة متأصلة ونظرية الجاذبية الأرسطية والتي تنكر فكرة وجود جاذبية في الأجرام السماوية والنظرية التي توضح أن الفضاء له ستة اتجاهات فقط.


في علم الفلك

: اكتشف المزيد عن الكرة الأرضية والاسطرلاب وقام بصياغة جداول فلكية للسلطان مسعود وأشار إلى أن جميع الأشياء تنجذب نحو مركز الأرض وأن الأرض كروية وأفترض كذلك أن الأرض تدور حول مجورها يومياً وحول الشمس سنوياً، وأوضح في كتاب له تقنية رياضية لتحليل تسارع الكواكب حيث ذكر اولاً أن حركات ذروة الشمس ليست متطابقة وأوضح أن المسافة بين الشمس والأرض أكبر من تقدير بطليموس وذلك لأن بطليموس تجاهل الكسوف الحلقي، وقدم طريقة جديدة لحساب الانحراف المركزي لمدار الشمس والحركة السنوية للأوج وقام بتسميتها مراقبة النقاط الثلاثة وهي عبارة عن اثنتان منهما متعارضة في مسير الشمس والثالثة في أي مكان ترغب فيه، واستمر استخدامها بعد ستة قرون من صياغته لها من خلال بعض العلماء وهما تيكو براهي وتقي الدين ونيكولاس كوبرنيكوس، وقبل اكتشاف العالم بيروني لطريقة حساب الانحراف المركزي لمدار الشمس كان العلماء يستخدمون طريقة هيبارخوس والتي كانت غير دقيقة نسبياً.


في تاريخ الأديان

: تعتبر كتب البيروني من أهم المراجعات التاريخية الإسلامية فقد كان البيروني رائداً في مجال المقارنة بين الأديان حيث قام بدراسةالديانة اليهودية والبوذية والهندوسية والمسيحية والزرادشتية واستطاع التعامل مع جميع الأديان بشكل حيادي حتى يتمكن من فهم أفكارهم بدلاً من محاولة نفي معتقداتها، ويتضح لنا أن الفكرة التي يريد البيروني طرحها هي وجود جوهر إنساني في كل ثقافة مما يجعل جميع هذه الثقافات متقاربة، وقسم الهندوس إلى فئة مثقفة وغير مثقفة وقام بوصف الفئة المثقفة بأنها فئة تؤمن بوجود إله خالد مطلق القدرة ولا تؤمن بجميع أشكال عبادة الرموز الأخرى أما الفئة غير المثقفة فهي التي تقوم بعبادة الرموز الدينية.[3][4]

مؤلفات البيروني

  • القانون المسعودي.
  • الجماهر في معرفة الجواهر.


القانون المسعودي

: وهو كتاب عن علم الجغرافيا والفلك والهندسة وقام بإهدائه إلى حاكم الدولة الغزنوية ( مسعود بن محمود الغزنوي ).


الجماهر في معرفة الجواهر

: وفي هذا الكتاب قام البيروني بوضع الوزن النوعي لبعض

الأحجار الكريمة

والفلزات وأوضح أن الكثير من الجواهر الثمينة متشابهة في اللون.[4]