هل لعب الإستعمار دوراً سلبياً في العالم الإسلامي مما أدى إلى تفشي الفقر

لعب الإستعمار دوراً سلبياً في العالم الإسلامي مما أدى إلى تفشي الفقر



نعم

لعب الاستعمار دور سلبي أدى لانتشار الفقر في العالم الإسلامي

. وبالرغم من الادعاءات الاستعمارية بأنها ساعدت في نهوض البلدان، مثل افريقيا، إلا ان هذا الأمر ليس صحيحًا، لأن تأثير الاستعمار كان سلبي على البلدان المستعمرة.

دام الاستعمار الافريقي لأكثر من سبعين عامًا في العديد من الأجزاء في البلدان الاسلامية وغير الاسلامية، وقد يعترض البعض بأن هذه المدة هي مدة قصيرة على التطور التاريخي العالمي، لكن في هذه الحقبة كانت سرعة التطور أكثر من أي شيء قبلها، ففي الفترة التي كانت فيها البلدان الاوروبية تشهد تطورًا لا مثيل له، كانت البلدان الاسلامية تتراجع من الناحية السياسية، الاقتصادية والعسكرية.

القوى الاوروبية استعمرت البلدان الاسلامية واحدًا تلو الآخر، فقد احتلت فرنسا الجزائر عام 1830، وتم احتلال تونس عام 1881، مصر عام 1882، والسودام 1889، وليبيا والمغرب عام 1912، وقد قسمت اتفاقية سايكس بيكو عام 1915 البلدان العربية والإسلامية بين بريطانيا وفرنسا، والبلدان التي تم تقاسمها هي سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، والأردن، وقد جاء هذا الاستعمار كخلاص للدول العربية من حكم الدولة العثمانية وحكم أتاتورك، وبالرغم من أن بعض الدول حصلت على استقلالها من هذه البلدان، إلا أن هذا لم يتم بشكل فعلي، وبقيت الدول الأوروبية مسيطرة على نفط هذه البلدان ومصادرها الطبيعية باتفاقيات ظاهرها العدل وباطنها غير ذلك. [1] [2]

كان للإستعمار دوراً سلبياً في العالم الإسلامي مما أدى إلى تفشي الفقر

قبل الحديث عن دور الاستعمار السلبي في نشر الفقر، وتدمير الكثير من البنى والمصادر في العالم الاسلامي، يجب الحديث عن تاريخ

الدول الاستعمارية

، فبدأ الاستعمار الغربي مع بداية عصور النهضة في أوروبا في القرن الخامس والسادس عشر، وفي عام 1600 م أنشأت بريطانيا أول جهاز استعماري لها قامت بتسميته شركة الهند الشرقية البريطانية، وفرنسا عام 1664 صنعت ما يسمى بشركة الهند الشرقية الفرنسية

  • في عام 1827 تم انشاء مستعمرة في شمال افريقيا على يد الملك شارل العاشر
  • زحفت الجيوش الفرنسية لاحتلال الجزائر بدءًا من العام 1830
  • اعلنت فرنسا وضعها تونس تحت الحماية الفرنسية عام 1882
  • سيطر الفرنسيون على المغرب عام 1912، وفي سورية عام 1920
  • احتل الايطاليون الصومال واريتريا عام 1887، واحتلت ايطاليا الساحل الليبي عام 1914
  • احتلت انجلترا مصر تحت الحماية 1882
  • احتلت بريطانيا السودان بعدها العراق 1919، والاردت 1920
  • احتلت روسيا طشقند، والقوقاز، وبخارى هام 1882، وسيطرت على بلاد تركستان عام 1884

لم يكن للبلدان الاستعمارية تأثير إيجابي، فقد ساهم الاستعمار في القضاء على النهضة في البلدان العربية، وعلى الصعيد الانساني تم ارتكاب الكثير من المجازر، وقتل الابرياء، فبلغ عدد القتلى في الهند بحلول عام 1880 مليون مسلم، وسميت الجزائر ببلد المليون شهيد ليس عن عبث.

وكان المستعمرون يفخرون بإنجازاتهم وبقتلهم للأبرياء، وكانوا يقتلون كل من يقف بصفهمن وحتى الأبرياء والمساكين، وهذا الأمر ليس جديدًا، فأي دولة استعمارية تفعل هذا، ناهيك عن تأثيرات الفقر وتراجع الأمم العربية التي كانت في طريقها نحو النهضة والتطور، وربما هذا ما أفزع الدول الاستعمارية، ومن الأمور الناتجة عن الاستعمار قتل الابرياء وتدمير المحاصيل الزراعية.

على سبيل المثال، عام 1951 باع فلاحوا الجزائر قنطار زيتون كانوا يبيعونه ب5000 فرنك فرنسي ب2000 فرنك فقط للكساد، وهذا أدى بدوره إلى زيادة

انتشار الفقر

، وأجبر الفرنسيون السكان في افريقيا الاستوائية على زراعة القطن عام 1955 م، وتم بيعه بثمن 60 للكيلو، وقامت الدول الاستعمارية ببيعه بسعر 245 فرنك.

وكانت المستوردات تباع للمستهلكين في الدول المستعمرة بأكثر من سعرها، وتباع منتجاتهم بثمن بخس أقل من سعرها بكثير، فكان المستهلك يتلقى مستورداته والأمور التي يحتاج لشرائها بأكثر من سعرها ب20-50%، وأحيانًا اكثر من الاسعار هذه، وبذلك ساهم هذا في انتشار الفقر، وكان السكان الاصليون يعملون ايضًا بابخس الاجور، وكان هناك ظلم كبير يحصل على العمال الذين يتلقون اجور زهيدة مقابل الاجور التي يتلقاها نفس العامل من البلاد المستعمرة.

دور الإستعمار في العالم الإسلامي الذي أدى إلى تفشي الفقر

لا يمكن تصديق أن الاستعمار مهما كان شكله أو لونه، يأتي بخير على الدولة المستعمرة، فالهدف من الاستعمار هو خدمة مصالح الدولة الاستعمارية دون وضع بعين الاعتبار الدولة المستعمرة، وهذا الامر يمكن ان ينطوي على ارتكاب الكثير من المجازر وقتل الابرياء.

من صور الفقر الذي انتشر في العالم الاسلامي بسبب الاستعمار

  • العمل برواتب زهيدة
  • نقص المصادر الغذائية
  • انخفاض الخدمات الصحية
  • الجهل والامية
  • نشر الفتن


العمل برواتب زهيدة:

كانت اجور العاملين قليلة للغاية، وكان الدول الاستعمارية تستغلهم إلى اقصى حد، يشترون ما يحتاجون اليه بسعر باهظ، ثم يجبرون على بيع منتجاتهم بسعر بخس، وفي مراكش انتشر الفقر بأبشع صورة ممكنة، فكان الأطفال ياكلون التراب، ويصابون بأمراض شديدة مثل فقر الدم وتضخم الطحال


نقص المصادر الغذائية:

من نتائج الاستعمار الفقر المدقع، فأصبحت أكثر من 800 ألف عائلة جزائرية في فترة الاستعمار تعتبر عائلة محتاجة، يقتصر غذائها على الشوفان فقط


انخفاض الخدمات الصحية:

بالرغم من استغلال الموارد الطبيعية في البلدان المستعمرة، إلا أن المقابل كان قليل للغاية أو حتى معدوم، فكان لكل 10000 جزائري طبيب واحد، ولكل 50000 شخص في غينيا طبيب واحد، وبسبب ذلك زادت وفيات الأطفال في المستعمرات، وكان مقابل 5.4% من اطفال الاوروبيين الذين يموتون في الجزائر موت 18% من اطفال الجزائر، وكان مصير الكثير من الاشخاص الموت حتى إذا كانوا مصابين بامراض بسيطة يسهل علاجها.


الجهل والامية:

انخفضت نسبة التعليم بصورة كبيرة بعد قدوم الاستعمار، وبعد ان كانت هذه البلدان تهيئ نفسها للتطور والنهضة، تراجعت بصورة ملحوظة، لان الاستعمار لم يقدم ابسط حقوق الانسان من صحة وتعليم، ففي الجزائر لم يستطع سوى 12% من اطفال الجزائر التعلم، وفي مراكش كانت النسبة 10%، وفي أفريقيا الغربية إلى 7.6 %، وفي تشاد إلى 4.7%، فيما ارتفعت في أفريقيا السوداء إلى 18%


نشر الفتن:

سواء الفتن الدينية او غير ذلك، فالدول الاستعمارية نشرت ثقافتها في كثير من البلدان التي قامت باحتلالها، ولا زلنا نرى تأثير ذلك حتى يومنا الحالي، فاعتبر الاسلام والالتزام به تخلف، أما التحرر في اللباس فهو الحضارة بعينها، وهذه الثقافة نرى تأثيرها إلى يومنا الحالي، وقد تعززت بالكثير من العوامل مثل الانفتاح على الثقافات الغربية. [3]