خطر النظر للمحرمات

من خطر النظر للمحرمات

  • النظر للمحرمات يفتك بقلب صاحبه.
  • فتنة تجر صاحبها إلى فتن أعظم.
  • قسوة القلب.
  • يسأل عنه العبد يوم القيامة.


النظر للمحرمات يفتك بقلب صاحبه

: حيث أن النظر للمحرمات ينخر إيمان صاحبه ويأكل من دينه وهو لا يشعر حيث في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ)فقليل من الناس من يسلم من معصية النظر إلى المحرمات.


فتنة تجر صاحبها إلى فتن أعظم

: حيث من مخاطر النظر للمحرمات أنها فتنة تجر صاحبها إلى فتن أعظم فعندما كذب أبو سعدة على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مظلمة دعا سعد عليه بأن يعرضه الله سبحانه للفتن واستجابت دعوته فقد كان يقول عن نفسه (شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد) وقال أحد الرواة بأنه رآه يتعرض للجواري في الطرقات ويغمزهن بعدما سقط حاجباه على عينيه من الكبر) وكان عبد من بني إسرائيل يصلي في صومعته فقامت أمه بالنداء عليه فلم يجبها حيث أنه كان يصلي فدعت عليه قائلة (اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِسَاتِ، وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ) فاستجيب دعاء أمه فيه فتعرضت له مومس في صومعته ورآها وقالت له بأنها تقصد فتنته ولكن عبادته وصلاحه وتقواه نجاه منها فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا من تلك القصة أن المرأة فتنة للعبد الصالح، فالنظر للمحرمات عقوبة تصيب صاحبها.


قسوة القلب

: حيث أن من ينظر للمحرمات ينشغل باله بتلك الصور فيبتعد عن العبادة وتقوى الله وقد يصل به الأمر أن يقع في كبيرة من

الكبائر

ويصبح مريض القلب منشغل البال وأسير الخيال وشارد الذهن ويعتزل الناس حتى يفتك به الهوى فهو لا ينل من نظرته سوى الضياع والسقم فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه (مَا كَانَ مِنْ نَظْرَةٍ فَلِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَعٌ، وَالْإِثْمُ حَوَازُّ الْقُلُوبِ) حيث ان الإثم يستحوذ على القلب ويتملك منه ويتغلب عليه وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه (كَمْ نَظْرَةٍ أَلْقَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا الْبَلَابِلَ).


يسأل عنه العبد يوم القيامة

: فقد قال تعالى (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) سورة الإسراء آية 36 وتشهد الأذن يوم القيامة عما يسمعه الإنسان وكذلك العين تشهد فقد قال تعالى (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة فصلت آية 20 فكل إنسان مسؤول عن سمعه وبصره وهما شاهدان عليه بأنه لا يشاهد إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى وإذا ضعف وشاهد تلك المحرمات فليبادر بالتوبة ويمحو أثر الذنب بفعل الخيرات مثل الاستغفار والدعاء والصلاة والذكر والصدقة فقد قال تعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) سورة هود آية 114 وليعلم كل من ينظر للمحرمات أن لذة الانتصار على الشهوة أعظم من لذة الشهوة وأن الخوف من الله وطاعته أكثر سروراً للقلب من الشهوة التي يعقبها الندم والألم والسخط فقد قال أبو الحسين الوراق رحمة الله عليه (مَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ مُحَرَّمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ حِكْمَةً عَلَى لِسَانِهِ يَهْتَدِي بِهَا وَيَهْدِي بِهَا إلَى طَرِيقِ مَرْضَاتِهِ).[1]

من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب

من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب حيث أن من أمراض القلوب القاتلة والمهلكة النظر للمحرمات حيث أن قلب المرء يتعلق بما ينظر إليه مما يفسد عليه دينه ودنياه فإنه قد يؤدي إلى الزنا فالنظر هو أول خطوات الزنا فقد قال الله تعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)، فقال ابن كثير عن تفسير هذه الآية أنها أمر من الله تعالى إلى عباده المؤمنين أن يغضو بصرهم عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه وأن يغضوا بصرهم عن المحارم، ومن الأدلة كذلك قول الله تعالى (وَالذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ إلا عَلَى أزوَاجِهِمْ أو مَا مَلَكَتْ أيمَانُهُم فَإنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَن ابتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأولئِكَ هُمُ العَادُونَ) ففي هذه الآية يضمن الله سبحانه وتعالى لمن يغض بصره بالفلاح حيث أنه استخدم أقوى أنواع التوكيد وهو (قد) والجملة أيضاً في صيغة الخبر، ومن آفات النظر للمحرمات أيضاً أنه يفرق شمل القلب ويجعله بعيداً عن الله ويشتته مما يجعل الوحشة تقع بين العبد وربه فهو يكسب القلب ظلمة تكثر على المرء الابتلاءات ويأتيه الشر من كل مكان، والنظر للمحرمات منفذ من منافذ دخول

إبليس

إلى القلب مما يفسده.[2]

كيف اغض بصري عن الحرام

  • استحضار مراقبة واطلاع الله عليك.
  • الاستعانة بالله والدعاء.
  • تعويد النفس ومجاهدتها على غض البصر.
  • تجنب الأماكن التي يكثر فيها فتنة النظر.
  • مجاهدة النفس.
  • إلهاء النفس عن وساوس الشيطان قبل أن تصبح فعلاً.
  • الزواج.
  • تقديم النصح إلى الأقارب.


استحضار مراقبة واطلاع الله عليك

: حيث أن الله يراك في كل مكان فقد قال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور) سورة غافر آية 19 وأن تكون على علم بأن البصر نعمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى فقد قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) وشكر الله على نعمه لا يكون باللسان فقط با بحفظ النعمة عما حرم الله واستخدامها فيما أحله الله.


الاستعانة بالله والدعاء

: فقد قال تعالى (ادعوني أستجب لكم).


تعويد النفس ومجاهدتها على غض البصر

: لا بد من جهاد النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك والبعد عن الاحباط واليأس فقد قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) سورة العنكبوت آية 69 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله) رواه البخاري.


تجنب الأماكن التي يكثر فيها فتنة النظر

: والتي منها الجلوس في الطرقات والذهاب إلى المتاجر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والجلوس في الطرقات قالوا مالنا بدٌّإنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق قال : غض البصر ، وكف الأذى) رواه البخاري ومسلم.


مجاهدة النفس

: لا بد من مجاهدة النفس وتذكر الآثار الناتجة عن عدم غض البصر وتذكر الحسرة التي تلي هذه النظرة.


إلهاء النفس عن وساوس الشيطان قبل أن تصبح فعلاً

: لا بد من إلهاء النفس عن وساوس الشيطان قبل أن تتحول إلى فعل فالذي يغض بصره قد نجا من الكثير من الآفات ولتتذكر الحور العين فقد قال تعالى (كواعب أترابا).


الزواج

: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).


تقديم النصح إلى الأقارب

: وذلك عن طريق نصحهم بعدم لبس الملابس التي تثير محاسنهم وتثير النظر مثل الألوان الزاهية وطريقة اللبس والتميع في الكلام وطريقة المشي.[3]