ما هي مبطلات التيمم

من مبطلات التيمم

من مبطلات التيمم كل ما يبطل الوضوء، والمقصود بما يبطل الوضوء أي نواقضه، فجميع ما ينقض الوضوء ينقض التيمُّم، مثل:

  • نواقض الوضوء الثمانية.
  • يبطل التيمم عند وجود الماء، وهذا لِمن كان يتيمم بسبب عدم وجود المياه.
  • يبطل التيمم عند زوال العذر، وهذا لمن تيمم لوجود مرض ما، لمن يمكن أن يضره استخدام الماء، فعند زوال ذلك المرضُ يبطل التيمم. [1]

ما هو التيمم


إن التيمم هو بديل الوضوء في ظل وجود شروط معينة،

وقد قال الشيخ عبد الرحمن السعدي بمنهج السالكين: “بأن: ينويَ رفعَ ما عليه من الأحداث، ثُمَّ يضرب التُّرابَ بيده مرَّةً واحدةً، يمسحُ بهما جميعَ وجهه وجميع كفَّيه، فإن ضرب مرَّتين فلا بأس، قال الله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

وقد قال جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أُعطيتُ خمسًا لم يُعطهنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيُّما رجُلٍ أدركته الصَّلاةُ فليُصلِّ، وأُحلَّت لي الغنائمُ، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطيتُ الشَّفاعة، وكان النبيُّ يُبعثُ إلى قومه خاصَّةً، وبُعثتُ إلى الناس عامَّةً”.

أي أن صفة التيمُّم هي:


  1. النية:

    ومحل النية يكون في القلب، وفقًا إلى حديث سيدنا عمر رضي الله عنه: “إنما الأعمالُ بالنيات”.

  2. التسمية:

    وهي مثل التسمية عند الوضوء، إذ أن البدل له نفس حكم المبدَل منه.

  3. الضرب:

    وهذا بأن يضرب بيديه على الأرضَ مرة واحدة، وذكر البعضُ بأنه يجب تفريجِ الأصابع، ولكن لا يوجد دليل على هذا.

  4. المسح:

    وبعد هذا يتم المسح على الوجه بكلتا اليدين، ثم مسح اليدين بعضهما ببعض، والمقصود هنا باليدين هما: الكفين، والدليل على هذا حديثُ عمار بن ياسر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له عن صفة التيمم: “إنما كان يكفيك أن تقُولَ بيديك هكذا، ثُمَّ ضرب بيديه الأرضَ ضربةً واحدةً، ثُمَّ مسح الشِّمال على اليمين وظاهرَ كفَّيه ووجهه”.

ما ينقض الوضوء ينقض التيمم


نعم إن ما ينقض الوضوء ينقض التيمم،

ومعنى هذا أن كل

مبطلات الوضوء

تُعتبر مبطلات للتيمم، وفي التالي توضيح لها:

  • الخارج من السبيلين.
  • سيلان الدم الكثير.
  • زوال العقل.
  • مس الفرج بدون حائل.
  • لمس بشرة الرجل للمرأة والمرأة للرجل.
  • أكل لحم الإبل.
  • غسل الميت.
  • الردة عن الإسلام.


الخارج من السبيلين:

سواء أكان قليلًا أم كثيرًا، طاهرًا أم نجسًا؛ وهذا لما قاله الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} (النساء:43)، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فلا ينصرف؛ حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا”.


سيلان الدم الكثير:

أو الصديد، القيح، أو القيء الكثير، وهذا لما يراه الحنفية، والحنابلة لرواية الإمام أحمد والترمذي بأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ”، ولكن الأرجح عدم النقض، بسبب ضعف الحديث.


زوال العقل:

سواء بسبب الجنون، أو السكر، الإغماء، أو النوم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العين وكاء السه، فمن نام، فليتوضأ،” رواه أحمد، وابن ماجه بإسناد حسن، ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا، من جالس، أو قائم، فلا ينقض حينئذ، وفقًا لما قاله أنس: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضؤون”، رواه مسلم، والمقصود هنا أنهم كانوا ينامون جلوسًا، لانتظار الصلاة، مثلما هو مصرح به في عدد من روايات ذلك الحديث.


مس القبل

، أو الدبر بواسطة اليد، أي دون وجود حائل، وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مس فرجه، فليتوضأ”، رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه.


لمس بشرة الرجل للمرأة، أو لمس المرأة لبشرة الرجل بشهوة:

وهذا لقول الله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} (النساء:43)، والأظهر هنا أنه لا ينقض الوضوء أو التيمم، وأن معنى الملامسة ومقصدها هنا الجماع.


أكل لحم الإبل:

لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ». رواه مسلم.


غسل الميت

: وهذا لأن ابن عباس وابن عمر كانا يأمران من يغسل الميت بالوضوء من جديد، وذكر أبو هريرة: “أقل ما فيه الوضوء”.


الردة عن الإسلام:

لقول الله سبحانه وتعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر:65).

هل الكلام من مبطلات التيمم

إن الكلام لا يُعد من مبطلات التيمم، وإنما ما يبطل التيمم هو ما ينقض الوضوء، أو أن نجد الماء بعد أن الانتهاء من التيمم، وبغير هذا لا يُبطل التيمم، ومن الجدير بالذكر أنه يجور صلاة فرض أو أكثر بنفس

التيمم

، أي ليس من الواجب أن يتم الوضوء لكل صلاة. [2]

ما هي شروط التيمم

إن شروط التيمم تتمثل في: [3]


  • دخول وقت الصلاة:

    فلا يجوز التيمم قبل دخول وقت الصلاة، ويجوز التيمم للصلوات الفائتة في أي وقت، لأن أدائها يجوز في أي وقت.

  • عدم وجود الماء

    : وهذا لقوله عز وجل: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}.

  • أن يتم طلب الماء:

    وهذا إذا كان سبب التيمم هو عدم الماء، وصفة الطلب أن يتم طلبه في الرحل والرفقة، وف حال وجود خضرة أو أي شيء دال على وجود الماء يجب قصده، أي أن يتم البحث أولًا عن الماء.

  • تعذر استخدام الماء بسبب المرض:

    فهناك بعض الأمراض التي لا يجب معها أن يتم استخدام الماء.

هل وجود الماء يبطل التيمم


هل وجود الماء يبطل التيمم، كانت تلك المسالة موضع خلاف بين أهل العلم

، فكانت الأقاويل كالتالي: [4]


قال البعض منهم:

“التيمم لا يبطل عند وجود المياه حينئذ، وهذا لأنه شرع بالصلاة على وجه مأذون فيه شرعًا، ولذا لا يخرج منها إلا بوجود دليل شرعي.


وقال البعض الأخر:

يبطل التيمم عند وجود الماء واستدلوا بقول الله تعالى: {فإن لم تجدوا ماء}، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته”، ولذا عند وجود المياه تزول البدلية وبالتالي يزول حكمها، ولذا يجب الخروج من الصلاة والتوضأ بالمياه ثم استئناف الصلاة مرة أخرى.

وفي حال تم إيجاد الماء بعد الصلاة، فإنه لا يلزم أن يتم إعادتها، وهذا لما رُوي عن أبي داود وغيره بقصة الرجلين اللذين قاما بالتيمم ثم أديا صلاتهما وبعد الانتهاء منها وجدا المياه في الوقت، فلم يقم أحد الرجلين بإعادة الصلاة أما الآخر توضأ بالماء وأعادها مرة أخرى، وعندما قدما أخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلوات الله عليه وتسليمه للذي لم يعد: “أصبت السنة”، وقال للذي أعاد: “لك الأجر مرتين”.