هل بعض العادات الاجتماعية قد تساهم في إنتشار البطالة

بعض العادات الاجتماعية قد تساهم في إنتشار البطالة



مثل زيادة الهجرة من الريف إلى المدينة .


تؤثر هجرة الأفراد من الريف إلى الحضر على مستويات الإنتاج في المناطق الريفية وتنميتها، كما أن نزوح العمال من الريف إلى المناطق الحضرية يزيد من التنافس على الوظائف والمساكن والمرافق وغيرها من متطلبات الحياة، حيث أن الضغط السكاني يشكل بدوره ضغطًا على الموارد الطبيعية للمدينة وخدماتها ومرافقها، كما أن معظم المهاجرين من الريف إلى المدينة أميون أو لا يتمتعون بالمهارات التي تؤهلهم للحياة بالحضر والمنافسة على الوظائف اللائقة مما يجعلهم يعيشون حياة فقيرة ومرهقة في ظل البطالة وسوء التعليم والتغذية للأطفال مما يزيد من رقعة البطالة على المدى البعيد، وزيادة نسبة الجريمة والتلوث نتيجة للحياة الغير صحية التي يعيشها الآباء والأبناء في رحلة بحثهم عن الحياة الكريمة في المكان الخطأ وبالشكل الخطأ.[1]

من أسباب انتشار الفقر في العالم العربي والاسلامي



البطالة .


تعتبر البطالة السبب الرئيسي وراء المشكلات السياسية الضخمة التي أحدثها الشباب من خلال انتفاضتهم في السنوات الماضية في مصر وسوريا وتونس واليمن، فقد دفع الشباب للخروج إلى الشارع ضيق الحال وعدم حصول حملة المؤهلات العليا على فرص حقيقية يستطيعون من خلالها تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية، مع ذلك فقد أدى خروجهم للمطالبة بحقوقهم إلى تدني في مستويات الاقتصاد واضطرابات سياسية وتدني في رأس المال وانخفاض حاد في الصادرات مما يزيد الأمر تعقيدًا يومًا بعد يوم ويزداد على إثره

تأثير البطالة

في توسيع رقعة الفقر والفقراء في العالم العربي والإسلامي.


تعد البطالة مصدرًا لمزيد من الاضطرابات الاجتماعية في المنطقة حيث يرتفع عدد السكان بشكل مطرد وتقل فرص العمل، فقد تجاوز عدد الأطفال تحت عمر 14 عام 40% من السكان كما أن عدد الأشخاص الذين يحاولون البحث عن فرصة عمل تناسبهم قد تخطى 39 مليونًا، وقد اقتحمت المرأة سوق العمل بقوة مما أدى إلى زيادة الضغط على سوق العمل الذي لا يوفر الوظائف الكافية، فهناك العديد من العوامل التي تنذر بزيادة عدد العاطلين مع مرور الوقت سنةً تلو الأخرى،و قد أوضح تقريرصدب برعاية مؤسسة التمويل الدولية (IFC) والبنك الإسلامي للتنمية أن الخسارة الاقتصادية بسبب بطالة الشباب تتجاوز 50 مليار دولار أمريكي سنويًا في جميع أنحاء العالم العربي.


يعاني عدد كبير من سكان البلاد الإسلامية من البطالة والفقر على حدٍ سواء، حيث لا تدعم أنظمة هذه البلدان تأمينًا ضد البطالة، وعلى صعيدٍ آخر في القطاع غير الرسمي للعمل يمثل حوالي 90% من النشاط الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الدول مثل مصر والمغرب وتونس، وهو القطاع الذي يضم غالبية العاملين ولا يضمن لهم الحق الأدني من حقوقهم، وسوف يستمر في التوسع لصعوبة توفير الوظائف المطلوبة لسد احتياجات سوق العمل في القطاع الرسمي للدولة.

من أسباب انتشار البطالة في العالم الإسلامي



التعليم غير المتكافئ مع متطلبات سوق العمل .


توفر دول العالم الإسلامي نظمًا تعليمية لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل ولا تؤهل الطالب لاجتياز اختبارات القبول لوظيفة مرموقة يستطيع من خلالها تحسين أوضاعه المادية والاجتماعية على الرغم من سنوات دراسته الطويلة وباختلاف التخصصات التي يتم دراستها، فقد تم إجراء دراسة استقصائية على 1500 شاب، و1500 من أصحاب العمل في عدة بلدان مثل : (مصر، والأردن، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، واليمن)، وقد صدر التقرير عن مؤسسة التمويل الدولية والبنك الإسلامي للتنمية يخبرنا بما كنا نعلمه من قبل وهو أن المهارات والمعرفة التي يتلقاها الطالب العربي في المدارس لا يكون لها علاقة بسوق العمل تقريبًا، ولا تؤهل الطلبة لدخول سوق العمل على الإطلاق.


سوف تستمر البطالة في النمو في بلدان مثل مصر وسوريا وتونس واليمن بسبب المشكلات السياسية والاقتصادية التي يواجهونها، وكلما نمت البطالة في جسد الوطن الهزيل كلما كانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير فنقص التوظيف قد يتسبب في انهيار العملية الديموقراطية التي تحاول هذه البلاد تصحيح مسارها، يشير الخبير الاقتصادي جيفري ساكس والعديد من المراقبين إلى أنه يجب على الحكومة المصرية وضع البطالة على رأس أولوياتها عند البحث عن حلول لازدهار الديمقراطية، فلن تتوافق الديمقراطية في بلدٍ تنخر البطالة في عظامها.[2]

أنواع البطالة


  • البطالة الإجبارية (القسرية).

  • البطالة الاختيارية (الطوعية).

  • البطالة الوظيفية (الاحتكاكية).

  • البطالة الموسمية.

  • البطالة المقنعة.


يختلف نوع البطالة باختلاف سبب عدم العمل، والظروف التي تحيط بالفرد وتنتشر في المجتمع، وإليها أنواع البطالة :


البطالة الإجبارية (القسرية)


: وهي البطالة التي أجبر عليها الشخص ولم يكن له بها خيار، فقد ابتلي بها، قد تكون أسبابها قائمة على مشكلات

الركود الاقتصادي

التي تعاني منها البلاد مما يعني نقص الطلب على اليد العاملة، وهو سبب لا دخل للشخص فيه ويتغير الحال عندما تنجلي مشكلة الاقتصاد وتبدأ المؤسسات في إنشاء استثمارات جديدة للعمل، وقد يكون سببها ظرف شخصي من هذه الأسباب :


  • كساد المهنة التي كان الشخص يعمل بها لتغير البيئة أو تطور الزمن.

  • احتياج الشخص لآلات وأدوات للعمل في صناعته ولكنه لا يملك المال لاقتنائها.

  • افتقار الشخص لرأس المال الذي يحتاجه لإقامة تجارته.


البطالة الاختيارية (الطوعية)


: وهي بطالة من يؤثر الجلوس دون عمل على العمل والكد وجلب الرزق، فهو قادر على العمل ولكنه لا يريد أن يعمل، ومن أشكالها :


  • التواكل، وادعاء التوكل على الله.

  • التفرغ للعبادة.

  • التسول.


نهى الإسلام عن اختيار البطالة والتواكل وادعاء التوكل على الله، والتفرغ للعبادة دون السعي للرزق والتسول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (


أنَّ رجلًا منَ الأنصارِ أتى النَّبيَّ صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يسألُهُ فقال : أما في بيتِكَ شيءٌ، قال : بلى حِلسٌ نلبسُ بعضَهُ ونبسُطُ بعضَهُ وقَعبٌ نشربُ فيهِ منَ الماءِ،  قال: ائتني بِهِما.قال : فأتاهُ بِهِما فأخذَهُما رسولُ اللَّهِ صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ وقال : من يشتري هذَين؟ قالَ رجلٌ : أَنا آخذُهُما بدِرهمٍ. قال : من يزيدُ على درهمٍ؟ مرَّتينِ أو ثلاثًا قالَ رجلٌ : أَنا آخذُهُما بدِرهَمين، فأعطاهما إيَّاهُ وأخذَ الدِّرهمينِ وأعطاهما الأنصاريَّ وقال : اشترِ بأحدِهِما طعامًا فانبذهُ إلى أَهْلِكَ واشترِ بالآخرِ قدومًا فأتني بِهِ. فأتاهُ بِهِ فشدَّ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عودًا بيدِهِ ثمَّ قالَ لَهُ : اذهب فاحتطِب وبع ولَا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يومًا. فذَهَبَ الرَّجلُ يحتطِبُ ويبيعُ فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمَ فاشترى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّ اللَّه عليه وسلَّم : هذا خيرٌ لَكَ من أن تجيءَ المسألةُ نُكْتةً في وجهِكَ يومَ القيامةِ إنَّ المسألةَ لَا تصلحُ إلَّا لثلاثةٍ لذي فَقرٍ مدقعٍ أو لذي غُرمٍ مُفظعٍ أو لذي دمٍ موجعٍ).


البطالة الوظيفية (الاحتكاكية)


: وهو نوع من أنواع البطالة لا يشكل خطرًا حيث أنها البطالة التي يعانيها الفرد في خلال الفترة التي ينتقل فيها من وظيفة إلى أخرى أو يتدرب على نظام جديد للعمل، وعلاوة على عدم خطورتها في مؤشرًا صحيًا على سير العمل في المسار الصحيح نحو التطور.


البطالة الموسمية


: وهي البطالة التي تحدث في أوقات معينة على مدار العام، وتحدث في الأعمال التي تتطلب وقتًا معينًا لعملها مثل موسم الحج والعمرة، وموسم حصاد المحصول الزراعي، فالذين يعملون في هذه المواسم يعانون من البطالة باقي العام مالم يكن لديهم خيارًا آخر للعمل.


البطالة المقنعة


: وهو النوع الأكثر شيوعًا في الدول النامية حيث يتم توظيف الأشخاص في أماكن لا تناسبهم، مثل توظيف حملة المؤهلات العليا والماجستير والدكتوراه في وظائف بسيطة لا يتطلب العمل بها سوا شخصًا يقرأ ويكتب فقط، فيتم إهدار الموارد البشرية هبائًا مما يصيب الموظف بالإحباط ويثنيه عن تطوير خبراته التي لم يخرج ربعها إلى العالم، ومن أشكال البطالة المقنعة أيضًا تشغيل عددًا كبير من الموظفين لإنجاز مهام يتطلب العمل عليها عددًا بسيطًا من الأشخاص وهو إهدارًا للموارد والمجهود.[3]