ما هي اداب الحوار

من اداب الحوار


  • إرادة إظهار الحق ولو على يد الغير.

  • أن يتحلى المحاور بمحاسن الأخلاق.

  • المحاورة بالحسنى.


يجب على المحاور أو المناظر أن يتحلى بأدب الحوار، حتى يستطيع إيصال أفكاره دون تشنيع أو تضييق على الآخر، وحتى يصل لقلب المستمع قبل أن يصل إلى عقله، فالحوار هو السبيل الوحيد إلى التواصل، والتوصل إلى حل، وإليك

آداب الحوار

:


إرادة إظهار الحق


: على المحاور الحق أن يسعى لإظهار الحق وأن لا يضيره إن ظهر على يد غيره من الناس، يقول ابن عابدين : (المناظرة في العلم لنصرة الحق عبادة)، ويقول الإمام الشافعي : (ما ناظرت أحدًا إلا قلت : اللهم أجرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته)، فلابد أن يبتعد المحاور عن الوقوع في شرك التعصب، وأن يحب الحق لا أن يحب فكرته ويستميت في الدفاع عنها، ويقول الغزالي واصفًا المحاور : (أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرق بين أن يظهر الحق على يديه أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا).


أن يتحلى المحاور بمحاسن الأخلاق


: يجب أن يكون المحاور جميل الخلق حليمًا وفورًا منصتًا، لا يعبس بوجه محاوره، ولا يستخف بخصومه، ولا يرفع صوته بالضحك والسفاهة، وأن يراعي مشاعر الخصم لا يجرحه ولا يرميه بالباطل، ويسعى في طريق الحق لا في طريق الهوى والانتصار للنفس.


المحاورة بالحسنى


: يقول تعالى في كتابه العزيز : (


ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، ويقول : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فعلى المحاور أن يحاور ويجادل بالحسنى، لا يلجأ للعنف كحل لاختلاف الآراء، ولا يهوِّن من أفكار غيره وحججه، فقد أُمرنا بذلك في الحوار مع أهل الكتاب، فما بالك أهلنا وأمتنا الإسلامية الحبيبة.


يقول دايل كارنجي في كتابه : (كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء) : (إذا كنت تريد أن ينفضَّ الناس من حولك، ويسخروا منك عندما تُوليهم ظهْرك وتتركهم، فإليك الوصفة : لا تُعطِ أحدًا فرصة للحديث، تكلَّم دون انقطاع، وإذا خطَرت لك فكرة بينما غيرك يتحدَّث، فلا تنتظر حتى يتمَّ حديثه، فهو ليس ذكيًّا مثلك، فلماذا تُضيِّع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟ اقتحِمْ عليه الحديث، واعترِضْ في منتصف كلامه، واطْرَح ما لديك)، وهو بذلك يختصر لك العديد من أسباب فشل المحاور، فعليك تجنبها تسلم.

آداب الحوار في الإسلام



تظهر آداب الحوار ورقيه في الإسلام في القرآن الكريم في قصة نوح عليه السلام .


بُعث نوح عليه السلام إلى قومه ليرشدهم إلى عبادة الله وحده لا سبيل له، ولينذرهم من عذاب الله للقوم الكفرين، وهي دعوة جميع الرسل إلى قومهم، وقد استخدم معهم الحوار ليدعوهم إلى طريق الله تعالى، يقول تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، فأظهر نوح التعاطف مع قومه، وأظهر حبه لهم وخوفه على مصلحتهم، وقد ألحق الترهيب بإظهار الحب، قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)، يظهر في ندائه عليهم بلفظ (يا قوم) رحمته ورأفته بهم لأنه تبعها بإظهار خوفه عليهم من العذاب، وحدثهم بالحسنى دون تقليل من شأنهم، ودون سبهم أو إظهار عيوبهم، واستخدم معهم الترغيب أيضًا، يقول تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).


كان نوح باحثًا عن الحق لا يخاف في الله لومة لائم، ولم يهمه رأيه بل كان همه الرسالة، انظر كيف واجه القوم ولا يهاب اتهاماتهم ويخضع لهم، يقول تعالى : (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ، أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، من بداية قصة نوح عليه السلام مع قومه إلى نهايتها كان محاورًا رائعًا مهذبًا على الرغم من تكذيبهم وتهديداتهم، هكذا يكون الحوار، وهكذا تكون الدعوة إلى سبيل الله والموعظة الحسنة.

قواعد الحوار


  • الاحترام المتبادل بين المتحاورين، حتى وإن اختلفت وجهات نظرهم، أو عقائدهم.

  • عدم تعجل الرد على الخصم، وعدم مقاطعته.

  • طبقة الصوت المعتدلة والحوار الهادئ المتزن.

  • الموضوعية في النقاش، والتركيز على الفكرة الرئيسية دون التطرق للهوامش.

  • أن يكون هدف كل من المتحاورين الوصول إلى الحق، وليس الانتصار للنفس.

  • تحديد موضوع المناقشة، والهدف الذي من أجله اجتمع عدد من الأطراف للحوار عليه.

  • مناقشة النقطة المحددة محل النقاش قبل التطرق للفروع والهوامش الملحقة بها.

  • أن يكون هناك أرضية مشتركة أو أصل يعود إليه جميع الأطراف عند الحاجة، مثل الشريعة، أو القانون.

  • اختيار المكان والزمان المناسبين للقاء والحوار.

  • لا يخرج طرف عن نقطة النقاش حتى الإنتهاء منها والبدء في غيرها مع موافقة الجميع.

  • إدراة الحوار حول موضوع معين وليس حول شخص معين من أجل إجهاض فكرته وحجته.

  • تجنب تداخل الموضوعات المختلفة والتركيز قدر الإمكان على مجال واحد للمناقشة.

  • عدم استخدام الحلف بالله أو بغير الله.

  • البعد عن الكذب والتدليس وتلفيق الحجج، فالكذب يُضعف الموقف لا يقويه.

  • الاستشهاد بالنصوص كاملةً وليس جزءًا منها لا يعطي المعنى كاملًا، أو يظهره على غير معناه.

  • الاعتراف بعدم الدراية بدلًا من الكذب، والتلفيق.

  • الاستشهاد بمراجع موثوقة.[1][2]

أهمية الحوار



يشكل الحوار المجتمعات، و يعمل على ترابطها، وإعانتها بعضها البعض على النهضة والتقدم .


يعتبر الحوار ضرورة من ضروريات الحياة، بل أنه الأصل الذي تشكلت المجتمعات على أساسه ومن خلاله، يقوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : (


وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، فقد خلقنا الله تعالى في أسر وأمم ومجتمعات ودول لنختلف ونتعارف ونتبادل الثقافات والآراء، فالحوار هو مفتاح المعرفة، وهو أمل العالم في التقدم والسلام، فلا وجود للإنسان دون حوار، فإن تم إغلاق باب الحوار فقد سُد الطريق إلى الغد، يقول أحد الباحثين : (الحوار في حقيقة أمره انعكاس لمستوى تطوُّر وعي الفرد والجماعة، بينما يمثل الانطواء على الذات والتقوقع داخلها مرحلةَ الطفولة والبدائيَّة).


يسير العالم على الطريق الصحيح نحو الحضارة والتقدم والسلام إذا تخلى كل إنسان عن أنانيته وانفتح على الحوار مع غيره، وقد كان للحضارة الإسلامية الخطوة الأولى في دخول النقاشات مع الآخر واقتحام منطقته، وتبادل الفكر والثقافة، والمحبط أن أوروبا المتقدمة العلمانية كانت على العكس بل أنها شنت حملات من التشويه الممنهج للحضارة الإسلامية، فقد لعب عنصر الاستعلاء واحتقار الآخر المختلف دورًا كبيرًا في ضعف العلاقات الإسلامية الأوروبية، يجب أن يقف الحوار على قدمين متساويين، وإلا لما وصل لأهدافه.[3]