لماذا يتعلق المشركون بغير الله تعالى

فوري14 أكتوبر 2023
لماذا يتعلق المشركون بغير الله تعالى

لماذا يتعلق المشركون بغير الله تعالى


  • الإعجاب المبالغ به وتعظيم الأشخاص.

  • الإيمان بالماديات وإنكار الغيب.

  • الجهل.

  • اتباع هوى النفس.

  • الكِبر.


يولد الإنسان على الفطرة السليمة فما من إنسان إلا يولد مسلمًا موحدًا بالله تعالى، البعض تصاب فطرته بمرض الشرط والتشكيك والانحراف عن الحق والميل لاتباع الهوى، وإليك عزيزي القارئ بعض أسباب الشرك التي قد تدفع المشرك للتعلق بغير الله :


الإعجاب المبالغ به وتعظيم الأشخاص


: عادةً يُعجب الإنسان بالشخص المتميز المتفوِّق الذي يمتلك من الصفات أحسنها، ولكن قد ينحرف الإعجاب عن مساره ليصبح غلوًا حيث يبدأ العبد بتقديس إنسان كتقديسه لله تعالى بدلًا من احترامه وحسب وهكذا يخرج من نور التوحيد إلى ظلام الشرط بخطًا ثابتة غير مدرك لعظمة الذنب الذي ارتكبه، وقد حدث هذا النوع من الشرك على مر العصور وبأشكالٍ عدة، وأول شرك حدث في الأرض كان شرك قوم نوح عليه السلام، يقول تعالى : (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا، وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا، وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) فمن يطلقون عليهم لقب آلهة كانوا قومًا صالحين وبعد موتهم قاموا بتصويرهم وعبادتهم بعد مرور الزمن، فقد تغيَّر الحال من مجرد الإعجاب إلى التقديس والعبادة اللذان لا يكونان لأحد غير الله.


وقع أقوام كثيرون في الشرك بسبب تحوّلهم من الإعجاب بصلاح قومٍ إلى تقديسهم ومن ثم عبادتهم، ومنهم اليهود والنصارى فقد كانوا على فطرة التوحيد حتى بدأوا في تقديس الأحبار والرهبان، قال تعالى : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، وقوم إبراهيم الذين قدسوا الشمس والقمر، قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).


الإيمان بالماديات وإنكار الغيب


: يميل الإنسان مضطرب الفطرة للإيمان بالملموس فقط وإنكار كل ما لا يراه ولا يقدر على لمسه، فالغفلة تسحب الإنسان إلى دائرة مغلقة ليس خارجها ولا ورائها إلا السراب، وقد وقع بنو إسرائيل في الشرك بسبب غفلتهم عن المحسوس، وبعديهم عن المنطق، فإليك من كتاب الله تعالى قولهم لموسى عليه السلام : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)، وفي آية أخرى قال تعالى : (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، فقد تصل بالإنسان الغفلة أن يختار الجهل على العلم والغفلة على الفطنة.


الجهل


: يفعل الجهل في الإنسان ما لا تفعله به الحروب والكوارث، فالجاهل يأتي بالخراب على نفسه وقومه، وهكذا فعل قوم موسى عليه السلام، قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ)، وقال سبحانه وتعالى :(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ)، فلم يكتفوا بجهلهم بل يريدون دعوة رسول الله إليه.


اتباع هوى النفس


: اتباع الهوى والركون إلى الشهوات يطعن فطرة الإنسان السليمة في مقتل فإن الهوى يجعل الطاعات ثقيلة على نفسك، يقول سبحانه وتعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ)، وقال تعالى مبينًا سبب عدم استجابة البعض للحق رغم أنه بيِّن : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)، فاتباع الهوى هو الخطية التي تأتي بكل الخطايا، وقد كان اتباع الهوى هو سبب رفض المشركين لدعوة الرسل عليهم السلام في كل العصور، يقول تعالى في كتابه العزيز : (كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ).


الكِبر


: إذا أصاب الإنسان الكِبر والعُجب بدأ باحتقار الناس ورؤيتهم أقل منه حتى يصل للترفع عن عبادة الله، فالكِبر مرض يدخل إلى نفس الإنسان فيجعله واهيًا غبيًا لا يرى تحت قدميه، وقال قال نبينا الكريم صلَّ الله عليه وسلم : (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)، وقد كان الكبر هو السبب في شرط النمرود وفرعون، قال تعالى يخبرنا عن كِبر النمرود وجهله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، كما أخبرنا عن كِر فرعون مصر الذي قال أنا ربكم الأعلى، يقول تعالى : (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ).[1]

الشرك الأكبر



يعتبر الشرك الأكبر مخرجًا من الملة، وعلى المسلم الصحيح تحري أفعاله وأقواله واعتقاداته.


يشرك العبد شركًا أكبرًا إذا عامل غير الله تعالى على أنه إله أو أطلق من أسماء الله وصفاته على غيره تعالى، والشرك الأكبر على قسمين :


  • الشرك الظاهر.

  • الشرك الخفي.


إليك الفرق بين الشرك الأكبر الظاهر والشرك الأكبر الخفي :


الشرك الظاهر


: هو الشرك الذي يمكنك تمييزه بسهولة حيث أن أن معتقديه يظهرون شركهم علانيةً مثل عبادة الأوثان، وعباَّد القبور والأموات.


الشرك الخفي


: هو شرك من يُظهر إسلامه ويضمر كفره مثل شرك المنافقين، وشرك من ينتظر العون ويتوكل على غير الله سبحانه وتعالى ويقدسه تقديس الإله.


يكون الشرك الأكبر في ثلاثة أِشكال : قولًا، أو فعلًا، أو اعتقادًا، وإليك كل شكل من أشكال الشرك الأكبر :


أشكال الشرك الأكبر في الاعتقاد


:


محبة غير الله وتعظيمه وتقديسه كمحبة الله شرك أكبر لا يُغفر إن مات العبد عليه.




اعتقاد قدرة الغير على تنفيذ ما لا يقدر عليه إلا الله مثل إحياء الموتى والتصرف في أمور الكون.


طاعة غير الله طاعة مُطلقة، وطاعته في التحليل والتحريم ولو على عكس أوامر الله تعالى.


اعتقاد أن غير الله له القدرة على علم الغيب.


اعتقاد أن غيره تعالى يرحم ويغفر ويمكنه التجاوز عن سيئات البشر.


أشكال الشرك الأكبر في الأقوال


:


الدعاء لغير الله تعالى والاستغاثة والاستعانة بغيره فيما لا يقدر على تحقيقه سواه عز وجل.


من قال أن هناك من يرزق ويدبر الأمر مع الله.



الاستهزاء بالدين

.


تشبيه الله بخلقه.


أشكال الشرك الأكبر في الأفعال


:


السجود لغير الله سبحانه وتعالى أو الذبح والصلاة لغيره.


سن القوانين المخالفة لحكم الله وإجبار الناس على الالتزام بها.

الشرك الأصغر



يعتبر الشرك الأصغر من كبائر الذنوب إلا أنه لا يُخرج من الملة كالشرك الأكبر.


لم يرد نص صريح أن أفعال الشرك الأصغر هي شرك بالله تعالى ولكنها وسيلة أو بداية الطريق إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة فالله سبحانه وتعالى لم يأذن بأفعال مثل تعليق الكف والخرز الأزرق لدفع الحسد كما أنه لا يجوز قول (لولا الله وفلان ما وصلت إلى ما أنا عليه)، وهناك من السنة النبوية المشرفة ما يضع الضوابط للشرك الأصغر مثل قوله صلَّ الله عليه وسلم في مسألة التمائم : (


إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك)، والشرط الأصغر بما يكون ظاهرًا مثل لبس التمائم، ويمكن أن يكون خفيًا كالرياء أعاذنا الله وإياكم، وإليك أشكال الشرك الأصغر :



الشرك الأصغر بالاعتقاد

: مثل الاعتقاد أن هناك شئ يجلب الرزق والبركة أو يدفع الضرر والله لم يجعل هذا الشئ سببًا لذلك.



الشرك الأصغر بالقول

: مثل الحلف بغير الله (بدون تصديق في قدرة المحلوف به)، قول (ما شاء الله وشئت).



الشرك الأصغر بالأفعال

: مثل لبس أو تعليق التمائم والحلقة والخيط لرفع البلاء أو جلب الرزق ودفع الضرر، وتقبيل أبواب المساجد والاستشفاء بتراب أعتاب المساجد.[2]