المنطقه التي تقل فيها نسبة الاكسجين وتنوع الاحياء

المنطقه التي تقل فيها نسبة الاكسجين وتنوع الاحياء

المنطقة الميتة .

المنطقه التي تقل فيها نسبة الاكسجين وتنوع الاحياء في المحيط أو البحيرات تُسمى منطقة ميتة، ومن عواقب ظهور المناطق الميتة أنها لا تحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية، فالغالبية العظمى من الكائنات الحية تحتاج إلى الأكسجين من أجل عملية التنفس، وعدد قليل فقط هو من يستطيع التكيف مع ظروف انخفاض مستوى الأكسجين.

وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع أعداد المناطق الميتة في جميع أنحاء العالم، ففي عام 1950 كان هناك ما يقرب من 50 منطقة ميتة، أما الآن فهناك ما لا يقل عن 500 منطقة، إذ تظهر المنطقة الميتة في عدد من مناطق العالم نتيجة نمو البكتيريا الزرقاء، والطحالب الخضراء المزرقة التي تبعث كميات مهولة من غازي الفوسفور والنيتروجين، ولا يحدث هذا بفعل الطبيعة على قدر ما هو ناتج عن أفعال الإنسان الخاطئة والملوثات التي ينشرها براً وبحراً وجواً. 

تتكون المناطق الميتة في جميع بلدان العالم لعدة أسباب؛ على سبيل المثال: تظهر مناطق ميتة في دول العالم المتقدمة ودول العالم الأول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي نتيجة الاستخدام المفرط للسماد الحيواني، كذلك بسبب بعض الممارسات الخاطئة للري؛ في حين أن تلك المناطق تظهر في البلدان النامية الموجودة في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا نتيجة استخدام مياه الصرف الصحي دون معالجة، وإلقاء نفايات المصانع في الجداول والأنهار التي تجري في ما بعد تجاه البحار والمحيطات.

تغير المناطق الميتة من التوازن البيئي، وتندر الأسماك والكائنات الحية بالمنطقة، وإن عاشت وتكيفت مع الوضع تكون ذات أحجام صغيرة جداً، ولكن هذا يصب في مصلحة كائنات أخرى؛ تلك الكائنات التي سريعاً كما تتكيف مع التغير البيئي، فأسماك القرش تعيش في المياه الضحلة منخفضة الأكسجين، وفي هذه المناطق قد يكثر عددها ولكن هذا قد يعرضها للصيد السهل أو ما نسميه بالصيد الجائر.  [1] [2] [3]

أسباب نشأة المنطقه التي تقل فيها نسبة الاكسجين وتنوع الاحياء

  • الصرف الزراعي. 
  • عوادم السيارات.
  • الانبعاثات الصناعية.
  • تغير المناخ.
  • عوامل طبيعية.

إن عملية التخصص هي المسبب الأول للمناطق الميتة، وهي عملية تنتج عن تلوث المياه بمغذيات التربة المكونة من النيتروجين والفوسفور اللذان يحفزان نمو الطحالب والبكتيريا الزرقاء، مما يمنع وصول الأكسجين للسطح نتيجة تغطيتهما له.

تتوفر عدة عوامل تحفز عملية التخصص؛ نذكر بعض الأمثلة:

الصرف الزراعي:  تسبب المغذيات الموجودة في تربة الأراضي الزراعي 78% من تلويث الأنهار والمحيطات بالمغذيات، الزراعة عامةً تعتمد على تربية الماشية، وهذا يعني أن هناك كميات كبيرة من النيتروجين والفوسفور في الأسمدة الكيماوية وروث الحيوانات، ومن ثم تُستخدم في التربية وبعدها تتدفق في مياه الأنهار إلى أن تصل إلى المحيطات.

عوادم السيارات: تنبعث من السيارات والمركبات على الطرق المرورية كميات كبيرة من غازي النيتروجين والفوسفور، يصل جزءاً كبيراً منها إلى مياه الأنهار والمياه الساحلية عن طريق الترسب الجوي.

الإنبعاثات الصناعية: تؤدي النفايات التي تلقيها المصانع في المياه إلى زيات مغذيات مياه الأنهار والبحار، وذلك لأنها تحتوي على نسبة عالية من النيتروجين، كما أن العوادم المتصاعدة من مداخنها مثلها مثل عوادم السيارات يحملها الهواء إلى المسطحات المائية، خاصة تلك المصانع التي تعمل بالوقود الحفري، أو الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية.

تغير المناخ: يساهم الاحتباس الحراري في ارتفاع نسبة الغازات والمغذيات الواصلة للمياه، نتيجة لذلك فقدت المحيطات المفتوحة ما يقل على عن 77 مليار طن من الأكسجين منذ عام 1950، غالبية هذه الكمية بسبب الاحتباس الحراري.

كما أن كثرة هطول الأمطار قد تُزيد من إزاحة سطح التربة الزراعية تجاه المسطحات المائية، وكذلك ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء والماء، وهذا هو الغاز الذي تتغذى عليه الطحالب المزرقة.

عوامل طبيعية: على الرغم من أن النشاط البشري الخاطئ المتهم الأساسي في هذه الظاهرة؛ إلا أن العوامل الطبيعة لها دور ولو صغير في هذا الجُرم، إذ تتكون المناطق الميتة نتيجة العمليات الفيزيائية، والكيميائية، والبيولوجية؛ مثل تدفق مياه المحيطات العميقة التي تحتوي على نسبة أكسجين منخفضة، ونسبة مغذيات عالية. [3] [1]

أنواع المناطق الميتة

  • المناطق الميتة الدائمة.
  • المناطق الميتة المؤقتة.
  • المناطق الميتة الموسمية.
  • المناطق الميتة الواقعة تحت ضغط الأكسجين.

هناك 4 أنواع أساسية للمناطق الميتة، فهناك من تنضب نسبة الأكسجين فيها لساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو شهور، لهذا قسمها العلماء إلى مناطق ميتة دائمة، ومناطق ميتة مؤقتة، وأخرى موسمية، وأخيراً تلك المناطق المتأثرة بضغط الأكسجين. 

المناطق الميتة الدائمة: توجد هذه المناطق في المياه العميقة، ففيها تنخفض نسب الأكسجين طوال العام، وتصل إلى أقل من 2 مللجرام من الأكسجين المذاب لكل لتر من الماء.

المناطق الميتة المؤقتة: لا تنخفض نسب الأكسجين في هذه المناطق إلا في فترات قصيرة من الوقت، وقد تدوم ساعات، أو عدة أيام على الأكثر.

المناطق الميتة الموسمية: تصبح نسب مستويات الأكسجين منخفضة في منطقة ما مرة واحدة كل عام، إذ يؤدي موسم هطول الأمطار إلى إزاحة العناصر الغذائية الموجودة في التربة تجاه المجاري المائية والبحار.

المناطق الميتة الواقعة تحت ضغط الأكسجين: تتغير مستويات الأكسجين سريعاً مسببة اختلافاً في الضغط، ويحدث ذلك في الليل أو الساعات الأولى من النهار، ويحدث هذا عادةً الأشهر الدافئة. [3]

عواقب ظهور المناطق الميتة

  • الآثار البيئية.
  • الآثار الاقتصادية.

أجرى الباحثون عدة دراسات للكشف عن الصلة بين الحمل الغذائي المرتفع للأرض و نشأة المناطق الميتة، فعرفوا أن الأسمدة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة يمكنهما التسبب في نشأة تلك الظاهرة، لهذا يعملون جاهدين على هذين السببين لمنع تكون مناطق ميتة والحفاظ على البيئة من عواقبها، ومن أمثلة هذه العواقب ما يلي:

الآثار البيئية: تتأثر الأنظمة البيئية بالمناطق الميتة، إذ يمكن لمستويات الأكسجين المنخفضة أن تتسبب في إنقراض نوع معين من الأسماك، وإحلال أنواع بأخرى، وهذا أمر خطر على التوازن البيئي، فقد يكون للأسماك المنقرضة دور بيئي هام، على الرغم من أن هناك كائنات قد تتحمل هذا الإنخفاض في نسب الأكسجين؛ مثل: قناديل البحر، وبعض أنواع الحبار، و بموت مفترسيهم قد تزداد أعدادهم.

 لا تؤثر المناطق الميتة على المسطحات المائية والكائنات التي تعيش فيها، ولكنها تؤثر أيضاً في تغير المناخ إذ تنبعث كميات كبيرة من الغازات تساهم في الاحتباس الحراري، كما تنبعث بعض الرواسب من قيعان تلك المناطق مثل أكسيد النيتروز الذي يحتوي على ما يقرب من 300 ضعف إمكانية الإحتباس الحراري بأكسيد الكربون.

الآثار الاقتصادية: تؤثر بطبيعة الحال الميتة على اقتصاد البلاد، فانخفاض مستوى الأكسجين يؤثر على كمية وحجم الجمبري الكبير، وكذلك تتأثر رحلات صيد الأسماك.

ليس هذا فحسب؛ بل تتأثر الأمور السياحية التي تعيد على البلاد عملات أجنبية، إذ تحول المناطق الميتة مياه البحار إلى أماكن غير آمنة للسباحة، كذلك تتأثر نباتات الشواطئ وتصبح كريهة الرائحة؛ مما يتسبب في نفوق الأسماك.

خلاصة الأمر؛ قد تؤثر المناطق التي تنخفض فيها نسبة الأكسجين على الإقتصاد، وشركات السياحة، وعلى كل من في المناطق الساحلية سواء كان سائق، أو صاحب مطعم. [3]