كيف يؤثر فينا الطقس

كيف يؤثر فينا الطقس

يؤثر فينا الطقس في اختيارنا لنوع الملابس التي سنرتديها، والأنشطة التي سنقوم بها خلال اليوم، كما أنه يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية.

يؤثر الطقس على الخيارات التي نتخذها في حياتنا اليومية، ويساعد ذلك في اختيار ملابسنا اليومية؛ ملابس ثقيلة للشعور بالدفء، أو ملابس خفيفة تقينا من الحرارة، كما أنّ له تأثيرات على المدى القريب أو البعيد على الصحة النفسية والجسدية، والحيوانات والنباتات، والزراعة وإنتاج الغذاء، وكذلك المواصلات والسياحة وإنتاج الطاقة.

تأثير الطقس أيضًا يؤثر على نوعية الأنشطة التي سنقوم بها، فإذا كان الجو حارًا فقد تختار الذهاب للسباحة، وإذا كان الجو ثلجيًا فقد تختار اللعب بالثلج، بشكلٍ عام فإن الخطط اليومية يُمكن أن تتغير بسبب الطقس، فمثلًا إن كنت تخطط للعب كرة القدم مع أصدقائك، فلن تتمكن من فعل ذلك إذا بدأت الأمطار، وإذا كنت تخطط لقضاء إجازة، فقد تتغير الخطة في حال حدوث عواصف.

تتأثر صحتنا بالطقس على المدى القريب أو البعيد، من المحتمل أن تُصاب بنزلة برد أثناء الطقس البارد والأمطار، كما أن عدم تلقِّي ما يكفي من ضوء الشمس يُمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، أمّا تحت أشعة الشمس الصيفية، فإن مستويات فيتامين (د) تزداد في الجسم، والتي لها العديد من الفوائد الصحية. [1] [2]

كيف يؤثر الطقس في صحتنا

  • في الطقس الحار.
  • في الطقس البارد.
  • الطقس الرطب.
  • الطقس الجاف.

في الطقس الحار: يعمل القلب بقوة لتجنُّب ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية؛ ذلك لأن الخلايا لا تعمل بصورة جيدة في درجات الحرارة المرتفعة، لذلك يحاول الجسم إيجاد طريقة للتخلص من الحرارة الزائدة.

إحدى هذه الطرق هي ضخّ الدم إلى الجلد بمعدل أسرع؛ لأن الدم يعمل على امتصاص الحرارة الزائدة، وبسبب ذلك تزداد معدل ضربات القلب في الأيام الحارة، بجانب زيادة تدفق الدم والحرارة إلى الجلد.

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، والسُكّري والجهاز التنفسي، بعدم الخروج خلال درجات الحرارة المرتفعة، حيث تساهم في زيادة الملوثات الضارة على الرئتين.

في الطقس البارد: تزداد مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية؛ ذلك لأن الأوعية الدموية تنقبض (تضيق)، ما يؤدي إلى انخفاض تدفُّق الدم نحو الجلد، وبالتالي إلى تقليل الحرارة المفقودة من الجسم.

إلى جانب ذلك، فإن الأوعية الدموية الضيقة يُمكن أن تزيد من خطر انسداد الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ما يُمكن أن يؤدي إلى:

  • نوبة قلبية: إذا انقطع تدفق الدم عن القلب.
  • سكتة دماغية: إذا انقطع تدفق الدم عن الدماغ.

الطقس الرطب: تقوم الرطوبة العالية بحبس الملوثات، ومسببات الأمراض والحساسية في الهواء، ما يعني انتشار أعراض الربو والحساسية، والتسبُّب بالأنفاس الثقيلة والجلد اللزج.

بالإضافة إلى أن الرطوبة العالية تجعل تبخُّر العرق صعبًا، ما يعني أن أولئك الذين يعانون في الطقس الحار، يكونون أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية وضربات الشمس، إذا كان الطقس رطبًا أيضًا.

الطقس الجاف: يتسبّب جفاف الطقس في جفاف الجيوب الأنفية، ما يزيد من فرص الإصابة بنزيف الأنف أو الاحتقان أو العدوى، كما يؤدي الهواء الجاف في بعض الحالات إلى مشاكل تنفسية أكثر تعقيدًا، مثل التهاب الشُعب الهوائية، والربو، والتهاب الجيوب الأنفية.

بجانب ذلك، فإن جفاف الجو في الشتاء مثلًا، قد يتسبّب في جفاف البشرة، وجعلها متشققة ومتهيجة أو مسببة للحكة، وذلك عندما يكون مستوى الرطوبة في الطقس أقل مما هو في الجسم، ما يؤدي إلى سحب الرطوبة من الجلد. [3]

تأثير الطقس على البشرة

  • الطقس البارد.
  • الطقس الحار.

في الطقس البارد: تبدأ مستويات الرطوبة في الانخفاض، ما يمكن أن يتسبّب بهيجان البشرة، كما أن نقص الترطيب يعمل على جفاف الجلد وتشقُّقه والتهابه، يكون ذلك أصعب على البشرة الجافة، والتي يُمكن أن تُزيد من تهيُّج الجلد، وإذا كانت البشرة مُعرّضة لحب الشباب، فقد تظهر الحبوب أكثر في هذا الجفاف.

في الطقس الحار: عندما تتعرض البشرة للطقس الحار أو الرطب في فصل الصيف، فإن هذا التغيير يؤثر على البشرة أيضًا، حيثُ تتراكم المزيد من الزيوت على سطح البشرة، ما يجعلك تشعر بأنها دهنية.

يُمكن أن يُسبِّب الاستحمام بالماء الساخن مشاكل جفاف أكثر في الجلد، ويُنصح لذلك بالاستحمام بالماء الفاتر، وترطيب البشرة بشكل دوري، والذي يساعد على حماية الجلد، ومنع جفاف البشرة وتهيُّجها. [4]

تأثير الطقس على الدماغ

هناك اعتقادٌ سائد أن الطقس البارد له أثرٌ سلبي في إبطاء قدرتنا على العمل، ينبع هذا الاعتقاد من مقارنة أوجه التشابه بين السلوك البشري، وأنواع الحيوانات التي تقوم بالسُبات الشتوي، ويُعزّز ذلك بأن البرد يجعل الأصابع والأطراف أبطأ، فمن المنطقي أن يتفاعل الجسم بنفس الطريقة، لكن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا بالكامل.

في الطقس البارد، يتطلب الجسم مزيدًا من الطاقة للحفاظ على الدفء، ويكون ذلك بإنتاج الجلوكوز، والذي هو مصدر الطاقة الأساسي للدماغ، وإذا لم يحصل الجسم على كمية كافية من الجلوكوز، فإن النتيجة قد تكون تباطؤ في الأداء الإدراكي، وضعف القدرة على التفكير.

وعندما يكافح الجسم لتنظيم درجة حرارته بسبب نقص الجلوكوز، فإن ذلك قد يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي هي مهمة في الحفاظ على المزاج والوزن ومستويات الطاقة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة إفراز الهرمونات، وبالتالي الشعور بالتعب المُفرِط وتشوُّش الدماغ.

ومن أجل إنتاج الجلوكوز، من الضروري تناول الأطعمة المناسبة بالكميات المناسبة، وهذا يُفسر سبب تناول الكثير من الطعام في الطقس البارد؛ لإنتاج المزيد من الجلوكوز، والحصول على الطاقة الكافية للجسم والدماغ. [5]

كيف يؤثر الطقس على الصحة النفسية

  • برودة الطقس.
  • دفء الطقس.

برودة الطقس: توصّلت دراسات حديثة إلى أن درجات الحرارة الباردة تُقلِّل من المشاعر السلبية، بينما يرتبط ارتفاع درجات الحرارة في زيادة هذه المشاعر، بالتالي فإن درجات الحرارة الباردة لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية والعقلية.

وعلى العكس، هناك بعض الأشخاص ممن يصابون كل عام بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، والمعروف أيضًا باضطراب الاكتئاب الموسمي، ويبدأ هذا الاكتئاب بشكلٍ عام في موسم الخريف، ويزداد في الشتاء عندما يقل ضوء الشمس.

تبدأ ظهور أعراض الاكتئاب الموسمي عادةً خلال مرحلة البلوغ، وهو يتسبّب في الإصابة بالأرق، وسوء الحالة المزاجية، ورغم أن السبب غير مُحدّد، إلّا أنه توجد العديد من العوامل البيولوجية التي يُعتقد أنها تُساهم في حدوث ذلك، على سبيل المثال:

  • عدم كفاية فيتامين (د).
  • اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية.
  • فرط إنتاج الميلاتونين.
  • نقص إنتاج السيروتونين (الناقل العصبي للشعور بالسعادة).

وبشكلٍ عام، فإن العلاجات مُتاحة وسهلة، وهي تشمل العلاج بالضوء، ومُكمِّلات فيتامين (د)، ومضادات الاكتئاب، وتغيير نمط الحياة.

دفء الطقس: ومن الناحية الأخرى، فإن الأبحاث تُشير إلى أن بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالعصبية، والتصرف بعدوانية أو عنف، عند تعرُّضِهم للحرارة المرتفعة بشكلٍ مُفرط، وهذا عاملٌ أيضًا من العوامل التي بسببها، تميل بعض المُدن في المناطق الأكثر دفئًا إلى التعرض لجرائم أكثر عُنفًا، من تلك الموجودة في المناطق الأكثر برودة. [6]