تحوّل الجيش الإسلامي إلى جيش نظامي في عهد الخليفة ؟
تحوّل الجيش الإسلامي إلى جيش نظامي في عهد الخليفة
عمر بن الخطاب .
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب تحوّل الجيش الإسلامي إلى جيش نظامي، حيث لم يكن الجيش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم منظمًا بشكل كافي، بل كان عبارة عن الجيش عبارة عن الصحابة الذين يجاهدون في سبيل الله وينصرون رسول الله عليه الصلاة والسلام طواعية. لكن لم يكن الجيش منظمًا، ولا يوجد أي أدلة تشير إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قان بالتجنيد.
أي أنه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان الجيش عبارة عن تجمع للصحابة والمؤمنين ودفاعهم عن دينهم وعن إيمانهم، وكانت الدعوة للجهاد طواعية، وليست بالتجنيد. ولا يُلزم أي شخص بالقتال والدفاع عن المسلمين والقتال معهم. لكن كان النبي عليه الصلاة والسلام يحرّض فقط على الجهاد وعلى الدفاع عن دين الإسلام. كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يؤثر من يأتي طواعية للقتال والجهاد في سبيل الله وهو منشرح الصدر، ويكره أن يأتي الشخص وهو متثاقل، وكان التثاقل عن الجهاد من صفات المنافقين.
لكن في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لم يعد من الممكن أن يبقى الجيش على ما هو عليه في عهد النبي. بالرغم من أن أبو بكر الصديق سار على نفس مسار النبي عليه الصلاة والسلام وكان أبو بكر الصديق لا يكره المتخلفين على الجهاد ولا يجبرهم، وكان يشجع الأشخاص المحبين للجهاد وبذل أرواحهم في سبيل نصرة دين الحق.
في عصر الخليفة عمر بن الخطاب شهدت الأمة انتصارات عديدة وتوسعات متعددة، ولم يعد من الممكن اتباع الطريقة السابقة نتيجة لاتساع رقعة الدولة، فكان لا بد من التنظيم وتأسيس جيش نظامي، وكانت النتيجة:
- إزالة امبراطورية الفرس الساسانيين
- الحد من انتشار إمبراطورية الروم البيزنطيين
- اتسعت رقعة الدولة إلى حد كبير
- امتدت من بلاد فارس وحدود الصين من الشرق إلى مصر وأفريقيا غربًا، وامتدت من بحر قزوين في الشمال إلى السودان واليمن في الجنوب [1]
كيف نظم الخليفة عمر بن الخطاب الجيش
ذكرنا أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكره أحد على الجهاد، ولم يتبنى أسلوب التجنيد، واتبع هذا الأسلوب أيضًا الخليفة أبو بكر الصديق. لكن الحالة الاجتماعية واتساع رقعة الدولة الإسلامية جعلت الخليفة عمر بن الخطاب يتبع أسلوبًا مختلفًا.
لم يرض الخليفة عمر بن الخطاب بالتطوع فقط، لأن الأمة الإسلامية أصبحت بأمس الحاجة لأكبر عدد ممكن، لذلك قام بالتفكير بالتجنيد الإلزامي، ورتب للمسلمين ما يساعدهم على هذا الأمر. والأسلوب الذي اتبعه عمر بن الخطاب هو الترغيب والترهيب
- ففي الترغيب: ذكّر الخليفة عمر بن الخطاب المسلمين أن أرض الحجاز أرض قاحلة ولا تتضمن الرفاهية مثل غيرها من المناطق، وحببّ الناس بالجهاد من خلال تذكيرهم بالخير الذي سينالهم بعد فتح العراق
- أما الترهيب: أمر الخليفة أمر بن الخطاب أن يحضر كل إنسان قادر على القتال، ولديه أدوات القتال حتى لو لم يرض، وكان رأيه في ذلك هو: ” لا تدَعوا أحدًا إلا وجهتموه إليَّ, والعجل العجل”
هناك الكثير من مظاهر التنظيم التي قام بها الخليفة عمر بن الخطاب بحكمته وقدرته على تدبير الأمور، وهي:
- أخذ المبادئ الأساسية من النبي عليه الصلاة والسلام وإدخال بعض التطويرات عليها بما يتناسب مع احتياجات الأمة الإسلامية في الوقت الحالي
- الاستفادة من بعض أفكار الفرس والروم بما يلائم حاجات الجيش الإسلامي
- استعمل عمر بن الخطاب رتبة النقيب والعريف: ورتبة الخليفة التي كانت على خمسين جندي، أما القائد فكان مسؤولًا عن مائة، وأمير الكردوس مسؤولًا عن ألف شخص. أما أمير الجيش فهو مسؤول عن أكثر من عشرة آلاف شخص
- أنشأ عمر أيضًا معسكر تدريبي من أجل أن يستعد الجنود بشكل كافي للمناورات الحربية
- إقامة الحصون والمعسكرات الدائمة من أجل أن يرتاح الجنود اثناء سيرهم إلى عدوهم
كان إنشاء الجيش الإسلامي من الأمور الأخرى التي تضاف إلى مسيرة الخليفة عمر بن الخطاب، ومن الإنجازات التي تضاف إلى عدد غير منتهي من إنجازاته.
من نتائج اهتمام الخليفة عمر بن الخطاب بالجيش
تنظيم الخليفة عمر بن الخطاب للجيش الاسلامي أدّى للكثير من النتائج الإيجابية على مستوى الأمة الاسلامية، وهي:
- فتح سورية، وفلسطين، والعراق، وأكثر أقاليم الفرس والروم، وفتح مصر
- من النتائج التي كانت مرتبطة بالجيش ورقعة الفتح هي تأسيس بيت المال
- ترتيب الجنود، والإلزام بالتجنيد. لكن كان عمر بن الخطاب يتولى أمور الجنود وأمور ذويهم، فأسس لهم ديوان خاص سمي بديوان الجند
- تنظيم الشئون المالية، وتخصيص أموال من اجل الجيش، مثل أرزاق الجيش، وأموال الأسلحة المطلوبة، والقضاه، وغير ذلك، والفائدة تعود على المصلحة العامة
- الإشراف على الولاة والعمال.
تأسيس بيت المال: مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، وزيادة الغنائم والزكاة، وغزارة المال، فكر الخليفة عمر بن الخطاب في إقامة نظام مالي يفيد الدولة الناشئة.
الإشراف على الولاة والعمال والجنود: لم يقم عمر بن الخطاب فقط بتأسيس جيش بل قام بالإشراف عليه من أجل أن يكون مثالًا وإكمالًا لما قام به النبي عليه الصلاة والسلام. ولم يكن الخليفة عمر ليشغل باله المال، بل كانت الرعية هي ما يشغل باله بشكل دائم. وكان الخليفة يهتم بالعمال والولاة، ويتحرى الكثير من الأمور مثل التخلي عن الولاة الذين لم يجد بهم المواصفات الملائمة.
إن تأسيس الجيش الإسلامي كان ضمن خطة محكمة قام بها الخليفة الحكيم لتنظيم أمور الدولة الإسلامية. فمع تأسيس الجيش قام عمر بتأسيس بيت المال والديوان من أجل رعاية ذوي الجنود، بالإضافة إلى توزيع الغنائم بشكل عادل وإعطاء الفقراء والمساكين حقهم، فكان حقًا الفاروق. [1] [2]
اعمال الخليفة عمر بن الخطاب
لم تقتصر انجازات الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش فقط وتأسيس بيت المال، بل اتسم عهده بالكثير من الإنجازات، مثل:
- إنشاء المدن الجديدة
- فتح مصر وفلسطين والشام والعراق وأقاليم بلاد الروم
- إنشاء الدواوين وتقسيمها، مثل ديوان الجند الذي كان الهدف منه إعطاء رواتب لذوي الجنود، وديوان الخرج، وديوان العطاء
- تأسيس بيت المال
- توسيع مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام
- إعفاء الشيوخ والنساء والأطفال من الجزية
- إنشاء التقويم الهجري [3]