ماذا يقال عند الصلاة خير من النوم

ماذا نقول عند الصلاة خير من النوم

الصلاة خير من النوم.

اتفق الأحناف والشافعية والحنابلة على قول: (الصلاة خير من النوم) رداً على قول المؤذن: (الصلاة خير من النوم)، لقول النبي صلَّ الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول)، ويقول ابن قدامه رحمه الله: (لا أعلم خلافا بين أهل العلم في استحباب ذلك).

كما قال النووي رحمه الله في المجموع: (ويقول إذا سمع المؤذن الصلاة خير من النوم: صدقت وبررت، هذا هو المشهور، وحكى الرافعي وجها أن يقول: صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، الصلاة خير من النوم)، وقال الكاساني في بدائع الصنائع: (وكذا إذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم: لا يعيد السامع لما قلنا، ولكنه يقول: صدقت وبررت أو ما يؤجر عليه).

الأصح هو قول: (الصلاة خير من النوم)، لأن الحديث الوارد في ذلك عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حديث صحيح متفقٌ عليه، فقد ثبت عن النبي من حديث عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان يقول مثلما يقول المؤذن، إلا في الحيعلة، حيث يقول المؤذن: (حي على الصلاة، حي على الفلاح)، فيجيبه: (لا حول ولا قوة إلا بالله).

صحة حديث صدقت وبررت

حديث ضعيف، ليس له أصل.

أما عن قول: (صدقت وبررت) عند قول المؤذن: (الصلاة خير من النوم) فإن فيه خلاف، فهو مما لا أصل له، ولا دليل عليه، بل يستحسنه بعض العلماء، فيقولون أن الرد به على الأذان حسن، والرد بقول مثل ما يقول المؤذن حسن أيضًا لما ورد عن النبي في المسألة، كما قيل أنه يستحسن الجكع بينهما، قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: (الخامس: أن يقول عند التثويب: صدقت وبررت فقط، على الصحيح من المذهب، وقيل يجمع بينهما).[1][2][3]

الصلاة خير من النوم بدعة

قيل أنه قول مشروع، وقيل أنه بدعة، والأصح أنه مشروع.

ورد في قول الصلاة خير من النوم الكثير من الأحاديث، كما أنه قيل أن بلال هو من أدخلها إلى الأذان، لما ورد عن سعيد بن المسيب عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه أن بلالاً دعا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ذات غداة إلى الفجر فقيل: إن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم نائم، قال:

فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (من السنة إذا قال المؤذن في الفجر حي على الفلاح قال الصلاة خير من النوم).[4]

من الذي زاد الصلاة خير من النوم

بلال رضي الله عنه (مؤذن الرسول).

زاد بلال قول الصلاة خير من النوم إلى أذان الفجر، ولم ينكرها عليه النبي صلَّ الله عليه وسلم، والسنة تثبت إما بقول النبي، أو عمله، أو تقريره، فقد كان يحدث أن يجتهد أحد الصحابة رضوان الله عليهم بالقول، أو الفعل فيقره رسول الله عليهم، وكان ذلك في زمن التشريع، ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن رجلاً قال:

(كنا يوما نصلي وراء النبي صلَّ الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمداً طيبا مباركاً فيه، فلما انصرف قال: مَن المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول).

كان الصحابة يزيدون في زمن النبي، وهو زمن التشريع، وانتهى التشريع بموت النبي صلَّ الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يزيد شيئاً في الدين بعد وفاته، لأنه وإن زدت شيئاً حسنًا في الدين فمن أين تعلم أن اجتهادك حسناً كان سيوافق عليه النبي أم لا، لذا يجب الامتناع عن الإحداث في الدين، فكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.[5]

حكم الزيادة على الأذان

بدعة.

لا يجب أن يزيد المؤذن على الأذان، لا يضيف شيئاً في أوله أو إلى آخره، لا يصع أن يسبق الأذان بأي كلام، ولا يصح أن يرفع صوته بالصلاة على النبي وغير ذلك بعد الأذان، فكل ما يسبق، أو يلي الأذان يعتبر بدعة، والبدعة مردودة على صاحبها، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولم يكن صحابته صلَّ الله عليه وسلم يزيدون على الأذان شيئاً في زمنهم رضوان الله عليهم جميعاً.

يمكن للمؤذن أن يقول يصلي على النبي صلَّ الله عليه وسلم بعد الأذان ولكن بشرط ألا يعلو صوته بالصلاة على النبي حتى لا يُشتبه أنه زادها على الأذان، فيغلق مكبر الصوت ويصلي على النبي ما شاء من الصلوات، ويقول ما صح عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه قال:

(من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة).

زاد البيهقي إلى الدعاء الذي يقال بعد الأذان: (إنك لا تخلف الميعاد)، لما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال:

(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو،، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).

يصلى على النبي، ويقال الدعاء بعد انتهاء الأذان وبعيداً عن مكبر الصوت، حتى لا يضاف ذلك إلى الأذان بالعتياد عليه مع مرور الوقت، فالأذان يبدأ بقول: (الله أكبر)، وينتهي بقول: (لا إله إلا الله)، ومن زاد على ذلك فقد أتى بدعة.[6]