أن يترك المرء دين الإسلام فلا يقبله ولا يؤمن به

أن يترك المرء دين الإسلام فلا يقبله ولا يؤمن به

أن يترك المرء دين الإسلام فلا يقبله ولا يؤمن به هو كفر الإعراض.

أن يترك المرء دين لإسلام فلا يقبله ولا يؤمن به فيكون هكذا دخل في كفر الإعراض، فكفر الإعراض هو الإعراض التام عن دين الإسلام بكل ما فيه، فروضه وسننه وكل ما يدعو إليه من شرائع، وكفر الإعراض دائمًا ما يكون مرتبطًا بالاستكبار حيث يستكبر الرجل أن يؤمن بالله ويؤمن بكل شرائع الإسلام.

أمثلة كفر الإعراض كثيرة ولكن المثال الوحيد الواضح والصريح هو كفر إبليس لعنة الله عليه حيث قال الله سبحانه وتعالى:{إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}، وكفر الإعراض يشمل القول والعمل، فالذين يقولون أنهم آمنوا ولكنهم لم يعملوا فهم كفار كفر إعراض، والذين يقولون أنهم لا يتبعون الإسلام فهم أيضًا كفار كفر إعراض.

قال الله سبحانه وتعالى:{والذين كفروا عما أنذروا معرضين}، أي أن الأشخاص الذين يندرجون تحت كفر الإعراض هم الذين أعرضوا بشدة عما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

عندما جهر الرسول بالدعوة تعمد الكثير من الناس أن يهربوا من الأماكن التي كان يدعو فيها الرسول أو يقول ما نزل عليه، وهناك من وضعوا أيديهم على آذانهم حتى لا يسمعون ما يقال، وهناك من أعرض بقلبه لكنه عمل، ومنهم من أعرض بقلبه وحوارحه فلم يعمل، كل هذه الأمثلة الكثيرة في الإسلام تأتي كأمثلة لكفر الإعراض.[1][2]

ما هي صور كفر الإعراض

  • الإعراض عن الاستماع لما أُنزل.
  • الإعراض عن الخضوع.
  • الإعراض عن العمل.

كفر الإعراض هو الكفر الذي يطلق على الأشخاص الذين يعرضون عن شرائع الله، ويمكننا رؤية كفر الإعراض على هيئة صور متعددة، منها:

الإعراض عن الاستماع لما أُنزل: الصورة الأولى من صور كفر الإعراض هي الإعراض عن الاستماع للشرائع والإعراض عن الاستماع لأوامر الله، ومن أمثلة ذلك الأشخاص الباقين على أديانهم المحرفة مثل اليهود أو المسيحيين.

هم باقون على ضلالهم ولا يريدون الاستماع إلى أوامر الله بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء وخاتمهم ويجب الإيمان به، والمثال الآخر الكفار الذين لم يدخلوا الدين، ورفضوا الاستماع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والأشخاص الذين لا يبحثون عن الحق ومازالوا على الضلال.

الإعراض عن الخضوع: الصورة الأولى أعرض الكفار عن البحث بأنفسهم أو الاستماع، بل لم يلتفتوا أصلًا، ولكن في الصورة الثانية وهي الإعراض عن الخضوع لأوامر الله وشرائعه بعد معرفتها تمامًا من الأنبياء، ولكنهم لم يقبلوها أي تركوا أشياء هي شرط من شروط الإيمان، وهم الذين نزل فيهم الآية التي قال فيها الله سبحانه وتعالى: {والذين كفروا عما أنذروا معرضين}، وهم الذين سيقام عليهم الحجة لأنهم عرفوا ولم يعملوا.

الإعراض عن العمل: الصورة الثالثة من صور كفر الإعراض هي كفر الإعراض عن العمل، وهذه الصورة هي أشدهم وذلك لأن الشخص قد رضي بالإيمان والإسلام وأركانهم، ورضي بالإيمان في قلبه وأسلم ونطق الشهادتين وعرف الأحكام والشرائع.

رغم كل هذا ترك كل الواجبات والفرائض ولم يقم بأي منها فلا يقوم بالصلاة ولا الزكاة ولا الحج وهو يقدر، وهذه الصورة أشد لأن الشخص المسلم الذي يفعل هذا هو كافر بإجماع الفقهاء، والآيات في القرآن على ذلك كثيرة حيث قال الله سبحانه وتعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}.[1]

ما هي أنواع الكفر

  • كفر جحود وتكذيب.
  • كفر استكبار وإعراض.
  • كفر الشك وعدم اليقبن.
  • كفر النفاق.

الكفر في الشرع هو عدم الإيمان بالله ورسوله وملائكته والكتب التي أنزلها، والكفر جزاؤه يوم القيامة كبير، لذلك لا بد من ذكر أنواعه والأشياء التي تؤدي إلى الكفر الأكبر:

كفر جحود وتكذيب: النوع الأول من أنواع الكفر هو كفر الجحود والتكذيب وهو يكون بالقلب أو باللسان أو كليهما، حيث يكذب الشخص بقلبه بعدما علم الحق وهذا الكفر ليس كفر الكفار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتارة يكون كفر الجحود باللسان وفعل الجوارح من خلال عدم الانقياد إلى الحق مثل كفر يهود المدينة، ويدخل في هذا الباب استحلال الأشياء التى حرمها الله سبحانه وتعالى.

كفر استكبار وإعراض: كفر الإعراض الذي تحدثنا عنه من قبل حيث يعرض الشخص عن كل ما جاء من شرائع الله ولا يجيب أوامره، بل يعرض عنها، فمن الممكن أن يعرض عنها دون محاولة التعرف عليها والتعرف على الشرائع، ومن الممكن أن يعرض عنها بعدما علمها ولكنها أنكرها.

كفر الشك وعدم اليقين: النوع الثالث من أنواع الكفر هو كفر الشك وعدم اليقين وهو الكفر الذي يلحق الشخص الذي يقول بالشك فيما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويشمل التردد في اتباعه أيضًا، لأنه لا بد من اليقين في أن ما جاء ونزل على سيدنا محمد هو الحق المطلق الذي أنزل من عند الله.

كفر النفاق: كفر النفاق هو أن يظهر الشخص للناس أنه أسلم وآمن بالله ورسله وملائكته وكتبه ولكنه في قلبه مكذب، وظهر ذلك جليًّا في مثال عبدالله بن أبي بن سلول حيث كان يظهر للناس على أنه أسلم وآمن لكنه في الحقيقة لم يؤمن يومًا، وفي هؤلاء الكفار قال الله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}.[2]

ما هو الدين عند الله

الدين عند الله هو الإسلام.

قال الله سبحانه وتعال في القرآن الكريم: {إن الدين عند الله الإسلام}، ودين الله كله إسلام وتسليم، فالأديان القديمة وهي اليهودية والمسيحية هي في بعض تشريعاتها مشابهة للإسلام وأساساتها واحدة ولكن تم تحريفها على مدار السنوات الماضية لذلك لا نستطيع أن نقول أنها من الإسلام في الشيء.

عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة كانت هي الرسالة الخاتمة ونزلت حتى تشمل البشرية كلها، كما أن في كتب التوراة والإنجيل القديمة جاء فيها أن سيدنا عيسى وموسى قالوا لأتباعهم أن الرسول سوف يأتي من بعدهم ويجب أن يتبعوه ويؤمنوا به، لكنهم تكبروا ولم يؤمنوا به ويمكننا ملاحظة ذلك في يهود المدينة.

الدين عند الله الإسلام لأنه الرسالة الخاتمة التي جمعت كل البشرية تحت سقفها، كما أن الإسلام به من الأديان الأخرى حيث يمكن ملاحظة ذلك عن طريق الأشخاص الذين يدرسون الأديان.

يمكن ملاحظته أيضًا في موقف النجاشي ملك الحبشة عندما ذهب المسلمون إليه ليلجأوا إليه من ظلم قريش، فقرأوا عليه القرآن فبكى لأنه استشف أن الإسلام والإنجيل جاءوا من مشكاة واحدة، وذلك لأن الإنجيل قبل تحريفه كان يدعو لعبادة الله وحده.[3]

ما هو الحد بين الكفر والإسلام

النطق بالشهادتين والعمل بمقتضاها.

الحد الفاصل بين الكفر والإسلام هو النطق بالشهادتين والعمل بمقتضاها، فلا يكفي المسلم أن يولد مسلمًا بالفطرة ولا الشخص الذي يسلم أن ينطق الشهادتين فقط، ولكن الشهادة لها مقتضيات.

العمل فالإسلام عبارة عن عمل القلب وعمل الجوارح، فلا بد أن يكون القلب مصدقًّا ومؤمنًا بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى يؤدي الشخص ما عليه لا بد أن يعبد الله ويقيم الفرائض والعبادات التي كلفه الله بها، لذلك الكافر هو الذي لم ينطق بالشهادة أو الذي لم يعمل بمقتضاها.[4]