للفضل أخلاق يلقن بفضله – الشاعر البحتري

للفَضْلِ أخْلاقٌٌ يَلقِنَ بفَضْلِهِ،
ما كانَ يَرْغَبُ مِثلُها عن مِثلِهِ
جَمَعَ المَكارِمَ كُلّهَا بخَلائِقٍ،
لمْ تَجتَمِعْ في سَيّدٍ مِن قَبْلِهِ
فمتى يَقِفْ تَقِفِ العُلاَ، وَمتى يَسرْ
مُتَوَجّهاً تَسِرِ العُلاَ في ظِلّهِ
إحْسَانُهُ دَرَكُ الرّجَاءِ، وَقَوْلُه
عندَ المَوَاعدِ شُعبَةٌ من فِعلِهِ
قَسَمَ التّلادَ مُباعِداً، وَمُقارِباً،
وَرَأى سَبيلَ الحَمدِ أصْلَحََ سُبْلِهِ
لمْ تُجهِدِ الإجْوَادَ غايَةُ سُؤدَدٍ
إلاّ تَنَاوَلَهَا بأهْوَنِ رِسْلِهِ
يُنْبيكَ عَن قُرْبِ النّبُوّةِ هَديُهُ،
وَالشّيءُ يُخبِرُ بَعضُهُ عَن كُلّهِ
وَبحَسبِهِ المأمونُ وَالمَهْدِيُّ وَالمَنْـ
ـصُورُ مِنْ كُثْرِ الفَعَالِ وَقُلّهِ
شَرَفٌ، أبَا العَبّاسِ، قُمتَ بحَقّه،
فهَجَرْتَ كلّ دَنيئَةٍ مِنْ أجلِهِ
الله يَشهَدُ، وَهوَ أفضَلُ شَاهِدٍ،
أنّ ابنَ عَمّ أبيكَ أفضَلُ رُسْلِهِ