أعراض داء باركنسون

داء باركنسون

يمكن تعريف مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease) على أنّه أحد اضطرابات الجهاز العصبيّ الذي يُسفر عن حدوث اختلالات واضطرابات في حركة المصاب ومشيه، وهذا الداء من الأمراض التقدمية التي تزداد سوءاً مع مرور الوقت، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المرض يُعدّ مزمناً فلا يُشفى منه المصاب، أي يُرافق المصاب طوال حياته، ومع هذا فإنّ هناك العديد من الخيارات العلاجية بما فيها الطرق الجراحية التي تساعد على السيطرة على أعراض المرض وإبطاء تقدمه.[١]

أعراض داء باركنسون

في الحقيقة تختلف الأعراض التي تُرافق مرض باركنسون من مُصاب إلى آخر، هذا وقد تبيّن أنّ الأعراض تكون في بداية الأمر بسيطة جداً بحيث لا تكون ملحوظة في الغالب، ومع تقدم المرض تبدأ الأعراض بالظهور بشكلٍ جليّ، إضافة إلى ذلك وُجد أنّ الأعراض عادةً ما تبدأ بأحد جزأي أو جانبي الجسم، ثمّ تتطور لتُصيب الجانب الآخر، وإنّ الأعراض تظل أكثر شدة وخطورة في الجانب الذي بدأت به، ويمكن تفصيل أعراض مرض باركنسون فيما يأتي:[١][٢]

  • الرّعاش: (بالإنجليزية: Tremor)، وعادةً ما يظهر هذا العرض في أحد أطراف الجسم، وغالباً ما تكون اليدين وأصابعها هي الجزء الأول تأثراً بهذا العرض، ومن العلامات التي تدل على وجود الرعاش في اليدين: فرك المصاب إبهامه والسبابة ذهاباً وإياباً، ويجدر بالذكر أنّ المصابين بمرض باركنسنون يمكن أن يُعانوا من هذا العرض حتى وقت الراحة، وعدم ممارسة أيّ شيْءٍ آخر.
  • بُطء الحركة: (بالإنجليزية: Bradykinesia)، ويمكن تعريف هذه الحالة على أنّها بطء القيام بالحركات الجسدية المختلفة، الأمر الذي يتسبب في مواجهة المصاب صعوبة في أداء المهام اليومية المُوكلة إليه، ومن الأمثلة على بطء الحركة: بطء المشي وقصر المسافة بين كل خطوة وأخرى.
  • تيبّس العضلات: وهذا العرض يتمثل بمواجهة الشخص صعوبة في الدوران، وصعوبة حتى في إظهار تعابير الوجه، وهذا ما يمكن أن تترتب عليه معاناة المصاب بما يُعرف بخلل التوتر أو ديستونيا (بالإنجليزية: Dystonia)، وهذه الحالة هي باختصار ألم ناجم عن تشنج العضلات، وتجدر الإشارة إلى أنّ مشكلة تيبس العضلات قد تظهر في أي جزء من الجسم.
  • اضطرابات التوازن: عادةً ما يُعاني مرضى الباركنسون من مشاكل على مستوى التوازن، الأمر الذي يزيد فرصة تعرّضهم للسقوط أو الوقوع، بالإضافة إلى تعرّضهم للجروح المختلفة.
  • فقدان حاسة الشمّ: (بالإنجليزية: Anosmia)، وعادةً ما يظهر هذا العرض قبل سنوات من ظهور الأعراض الأخرى.
  • الشعور بألم أو انزعاج في الأعصاب، وعادةً ما تتمثل هذه الأعراض بالخدر أو التنميل، أو الشعور ببرودة الأطراف المتأثرة، أو الشعور بحرق فيها.
  • مواجهة مشاكل على مستوى التبوّل: وغالباً ما تتمثل هذه المشاكل بكثرة الحاجة إلى ذهاب المصاب إلى المرحاض للتبوّل، بالإضافة إلى احتمالية المعاناة من سلس البول (بالإنجليزية: Urinary Incontinence).
  • فقدان الحركات التلقائية: يمكن أن يُعاني المصابون بداء باركنسون من فقدان القدرة على أداء الحركات التلقائية مثل الرّمش، والابتسامة، وتحريك الذراعين أثناء المشي.
  • المعاناة من مشاكل الكتابة: فقد يُواجه المصابون بداء باركنسون صعوبة في الكتابة، وعادةً ما تكون خطوطهم صغيرة.
  • الدوخة: ويُقصد بهذا العرض شعور المصاب بالدوخة، وربما الإغماء، وزغللة النظر عند الانتقال من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف، وعادةً ما تُعزى هذه الأعراض إلى حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
  • مواجهة صعوبة في البلع: وهذا ما يمكن أن يتسبب في معاناة المصاب من الجفاف وسوء التغذية.
  • الأرق: ويمكن أن تتسبب مشكلة الأرق بكثرة نوم المصاب أثناء النهار.
  • مواجهة مشاكل على مستوى الذاكرة: ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل قد يُعاني المصابون من مشاكل في ممارسة الأنشطة التي تتطلب التنظيم والتخطيط.
  • أعراض أخرى: مثل الإمساك، ومواجهة مشاكل على مستوى الجنس والانتصاب، واضطرابات الحديث والكلام، والتعرّق الشديد، وسيلان اللعاب (بالإنجليزية: Drooling)، والاكتئاب، والقلق.

أسباب داء باركنسون وعوامل الخطورة

يُصاب الشخص بمرض باركنسون نتيجة موت الأعصاب في دماغه، ولكن مع الأسف لم يتمكن الباحثون والمختصون من معرفة السبب الحقيقيّ الكامن وراء موت هذه الأعصاب، ولكن يُعتقد أنّ هناك مجموعة من النظريات والاعتقادات التي قد تُفسر الإصابة بمرض باركنسون، ويمكن بيانها فيما يأتي:[٣]

  • انخفاض مستوى الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، والدوبامين هو ناقل عصبي يوجد في بعض خلايا الدماغ، وهو المسؤول عن إرسال الرسائل وإشارات التحكم إلى الأجزاء المسؤولة عن التحكم في الحركة والتنسيق بين أجزاء الجسم، وعليه فإنّ موت الخلايا المُنتجة لهذا الناقل العصبيّ يتسبب بانخفاض مستوياته، ويجدر بيان أنّ شدة الحالة تزداد سوءاً كلما اشتدّ انخفاض مستوى هذا الناقل العصبيّ.
  • انخفاض مستوى نورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine)، وهو ناقل عصبي كذلك يتمّ إفرازه من النهايات العصبية لبعض الخلايا الموجودة في الدماغ، وهو مسؤول عن جريان الدم ودورانه في السجم، ويُعتقد أنّ مستوياته تنخفض لدى المصابين بمرض باركنسون نتيجة موت هذه النهايات العصبية المُنتجة له، ويجدر بالذكر أنّ هذا الانخفاض هو ما يُسفر شعور المصاب بالدوخة والإغماء عند تغيير وضعيته والإمساك كذلك كما أسلفنا.
  • عوامل أخرى: إضافة إلى ما سبق يُعتقد أنّ هناك رابط بين تراكم الأجسام التي تُعرف بأجسام ليوي (بالإنجليزية: Lewy bodies) وظهور مرض الباركنسون، ومن جهة أخرى يُعتقد أنّ العوامل الجينية وأمراض المناعة الذاتية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظهور داء باركنسون أيضاً.

المراجع

  1. ^ أ ب “Parkinson’s disease”, www.mayoclinic.org, Retrieved December 19, 2018. Edited.
  2. “Parkinson’s disease”, www.nhs.uk, Retrieved December 19, 2018. Edited.
  3. “Parkinson’s disease and its causes”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved December 19, 2018. Edited.

فيديو عن مرض الرعاش

للتعرف على المزيد من المعلومات عن مرض الرعاش شاهد هذا الفيديو.