ما الفرق بين المسجد والجامع
المسجد والجامع
فرض الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين فريضة الصلاة، وجعلها ثاني أركان الاسلام الخمس، فقد قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) [صحيح الترمذي]، كما خصّص الإسلام لأداء الصلاة مكاناً معيّناً يسمّى المسجد أو الجامع، الذي يعتبر ركيزة أساسيّة من ركائر الدولة الاسلاميّة، ومكاناً لتوحيد صفوف المسلمين؛ فيقف الفقير إلى جانب الغني، والقوي إلى جانب الضعيف، كما يعتبر مشعلاً للنور والهداية والصلاح والاستقامة، ومؤسّسةً تربويّة دينيّة متكاملة، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسٰجِدَ اللَّهِ مَنْ اٰمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلوٰةَ وَاٰتٰى الزَّكوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللهَ﴾ [التوبة: 18] ولكن هل المسجد هو الجامع نفسه؟
ما الفرق بين المسجد والجامع
الشائع بين الناس
جرى على ألسنة عامّة الناس استخدامٌ واحد لكلتا الكلمتين، دون تفريق لغوي أو اصطلاحي بينهما، فيتمّ استبدال الواحدة منهما مكان الأخرى وكأنّهما مترادفتان حسب المنطقة الجغرافيّة، فمثلاً درج استخدام كلمة مسجد في مدن الخليج والجزيرة العربيّة، بينما درجت كلمة جامع في مدن بلاد الشام، وبلاد الرافدين، وشمال القارّة الأفريقيّة.
الصحيح اصطلاحاً
في الحقيقة هناك اختلاف بين الكلمتين حسب ما أورد الأزهري، فالمسجِد بكسر الجيم لغةً: هو اسم مكان مشتقّ من الفعل الثلاثي سجد، أي انحنى وخضع ووضع جبهته على الأرض، وهو الموضع الذي يُتعبَّد فيه، وجمعه مساجد، وأمّا اصطلاحاً: فهو بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى، بناه العباد بفضل الله، وخصّصوه لأداء الصلوات الخمس المفروضة يوميّاً، وقد وُجّهت قبلته نحو مكّة المكرّمة، وللمسجد حرمة سائر أماكن العبادة؛ فلا يجوز فيه اللهو والغناء والبيع والشراء، ودخول الأنجاس، وتجدر الاشارة إلى أنّ المسجد شرعاً يُشترط أن يكون موقوفاً لجميع المسلمين، أمّا لو خُصّ به فئة منهم دون غيرها فلا يُسمّى مسجداً.
أما المسجد الجامع، فهو أشمل بالتعريف، حيث إنّه مسجد مخصّص للصلاة، وجامع لأنّه يجمع الناس فيجتمعون فيه لأداء الصلوات الخمس، بالإضافة إلى صلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء، كما أنّه يشهد إقامة حدود الله على مَن اعتدى على حرماته، ويشهد الاعتكاف في الليالي المباركة، وإلقاء المواعظ، والدروس الدينيّة والدنيويّة، والتشاور في الأمور الخاصّة والعامّة بما يهم جميع أفراد الأمة، وتجدر الاشارة إلى أنّ أوّل مسجد جامع في الاسلام بُني في المدينة المنوّرة، وهو المسجد النبوي، أمّا أوّل مسجد فهو مسجد قباء.
وممّا سبق نستنتج أنّ كلّ جامع هو مسجد، بينما ليس كلّ مسجد هو جامع.