ما معنى تجصيص القبر

القبر

القبر هو تلك الحفرة التي لا أنيس فيها ولا جليس، سوى العمل الصالح الذي قدمه الإنسان في الحياة الدنيا، بحيث يضم هذا المكان الجثث الهامدة، والأجسام البالية، والعظام النخرة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن القبر قد يكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، وإما دار كرامة وسعادة، أو دار إهانة وشقاوة، وقد يلجأ بعض الناس إلى تزيين هذه القبور تعظيماً لها، وهذا ما يُعرف بتجصيص القبور الذي سنعرفكم عليه في هذا المقال.

ما معنى تجصيص القبر

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية عن تجصيص القبور، فقال: (نهَى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – أن تُجصَّصَ القبورُ ، وأن يُكتبَ عليها ، وأن تُبنَى وأن تُوطأَ) [حديث صحيح]، ومعنى التجصيص هو طلاء القبر بالجبص، وهو ما يُسمى بالجير، ومثله النقش عليه وتزويقه، وأقر بعض العلماء بكراهية تجصيص القبور، بينما حملها بعضهم على التحريم، وذلك لأنّ الحكمة في ذلك أن القبر للبلى لا للبقاء، وأنّ التجصيص من زينة الحياة الدنيا ولا حاجة للميت إليها، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلماء أقروا بكرههم لبناء القبور بالآجر، والخشب، أو دفن الميت في تابوت، إذا لم تكن الأرض ندية، فإذا كانت كذلك جاز بناء القبر بالآجر، ونحوه من غير كراهية، أما الكتابة على القبور مثل: كتابة آيات القرآن أو شاهد فيه على اسم المتوفى وغير ذلك فهو مكروه عند جمهور العلماء.

الحكمة من النهي عن تجصيص القبور

العناية بالمقابر والمحافظة عليها يعتبر من الأمور المشروعة التي تحافظ على حرمة أهلها، ولكن هذا الحفظ يجب أن يكون بالقدر الذي يصونها، دون أن يتعدى ذلك إلى مخالفة شرعية كتعظيمها أو تزيينها، أو إنفقاق الأموال في غير وجه لبنائها أو تجصيصها أو دهنها، ونحو ذلك، حيث إنّ المشروع هو إبقاء القبور على حالها؛ لأنّ بذلك تحصل التذكرة عند زيارتها، وتنتفي الأسباب في تعظيمها، والمغالاة في تعظيمها، وفي تعظييم أصحابها.

الصفة الشرعية للقبور

  • حفر لحد للميت في الأرض، بحيث يُعمق من جهة القبلة بقدر ما يسع الميت ويستره، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللحد هو أفضل في حال كانت الأرض صلبةً، أما إذا كانت الأرض رخوة فالشق أفضل حتى لا يُهدم؛ ومعنى الشق هو أن يُحفر قعر القبر كالنهر.
  • وضع الميت في القبر على شقه الأيمن وبطريقة يكون فيها مستقبلاً للقبلة؛ بحيث يُسند ووجهه إلى جدار القبر، ويُسند ظهره بقطعةً من الطوب، وذلك من أجل منعه من الاستلقاء على قفاه، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الميت يُدخل في القبر من قبل رجليه إن أمكن ذلك، وإلا فمن أي جانب.
  • تجنب شق الكفن عند وضع الميت في القبر، وذلك لقول الرسولصلى الله عليه وسلم: (إذا كفّن أحدكم أخاه فليحسن كفنه) [رواه مسلم]، حيث إنّ شق الكفن يذهب بحسنه، أما فيما يتعلق بفك العقد من عند الرجلين والرأس فهو مستحب.
  • وضع الطوب على اللحد، بحيث يُسد من جهة القبر، ويوضع الطوب لاتقاء وصول الوجه إلى التراب، ثمّ يُهال التراب على القبر ستراً له، ولا بدّ من الإشارة إلى أنه يُفضل لمن حضر على القبر أن يحثوا عليه ثلاث حثيات، وذلك لما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إنّه يعتبر من أقوى العبر والعظات.
  • رفع القبر قدر شبر؛ بحيث يُسنم، وذلك حتى يُعرف بأنه قبر، ويشار إلى أن وضع الميت على سطح الأرض وعمل بناء عليه يعتبر من الأمور المخالفة لشرع الله عزّ وجل.