أبقراط

أبقراط

يُعرَفُ أبقراط بأنّه أشهرُ طبيبٍ في العصورِ القديمةِ، ويُطلَق عليه لقبُ (مُؤسّسُ الطب الحديثِ)؛ لما قدّمَه من علاجاتٍ، وتشخيصٍ للأمراضِ باستخدامِ أسلوبٍ منهجيٍّ، وتجريبيٍّ؛ فمن أهمّ ما قدّمَه أبقراط للطبِّ هو فَصلُه الطبّ عن الفلسفةِ، وفَصلُه عن الخُرافاتِ الدينيّةِ التي كانت تعتقدُ بإلهِ الشفاء أسكليبيوس اليونانيّ، إذ عرضَ فكرةَ تناولِ الدواءِ بطريقةٍ عقلانيّةٍ بعيداً عن الخُرافاتِ، كما كانَ يؤمنُ بأهميّةِ النظامِ الغذائيِّ، والتمارينِ الرياضيّةِ لصحّةِ الجسمِ، وافتتحَ مدرسةً للطبّ في كوس، وتجدر الإشارة إلى أنّ أبقراط وُلِدَ في القرنِ الخامسِ قبلَ الميلادِ عامَ 460ق.م في جزيرةِ كوس اليونانيّةِ، وتلقّى تعليمَه في المجالِ الطبّيِ على يدِ والدِه، ومُدرّبِ الجمبازِ من سيليمبريا المَدعُوِّ هيروديكوس، كما كانَ على تواصُلٍ مع الفلاسفةِ، وأبرزُهم جورجياس ليونتيني، أمّا وفاته فقد كانت في مدينةِ لاريسا في ثيساليا عامَ 370ق.م.[١]

أبرزُ إنجازاتِ أبقراط

كوربوس أبقراط

تركَ أبقراط إرثاً ضخماً في الطبّ جُمِع في القرنِ الثالثِ قبلَ الميلادِ، واستخدمَه الأطبّاءُ كمرجعٍ رئيسيٍّ في أنحاءِ العالمِ الغربيِّ كلّه،[٢] كما جُمِعت الكتاباتُ بواسطةِ متحفِ الإسكندريّةِ في مصرَ، وضُمَّت إلى مكتبتها، بالإضافة إلى أنّه تمّ جَمع الأعمال الطبّية التي تُنسَب إلى أبقراط في الفترةِ الكلاسيكيّةِ، وأُطلِقَ عليها اسم (كوربوس هيبوقراطوم)؛[٣] وهي مجموعة من الوثائقِ الطبيّةِ التي يصلُ عددُها إلى ستّين كتاباً، بعضُها يحتوي على فقراتٍ قصيرةٍ، وبعضُها يتجاوزُ المُجلّدَ، وقد وُضِعَت فيها محاضراتٌ، وأبحاثٌ، وحالاتٌ طبيّةٌ، ومقالاتٌ فلسفيّةٌ حولَ مجموعةٍ مُتنوّعةٍ من الموضوعاتِ المُتعلِّقةِ بالطّبِ،[٢] ومنها: علمُ التشريحِ، وعلمُ وظائفِ الأعضاءِ، وعلومٌ طبيّةٌ أخرى، وأسئلةٌ سريريّةٌ حولَ الطبِّ الباطنيّ، وتقنياتُ التشخيصِ، وعلمُ الأمراضِ، وأمراضُ النساءِ، وطبُّ الأطفالِ، والصيدلةُ، والتغذيةُ، وأخلاقيّاتُ مهنةِ الطبِّ.[٤]

قَسَمُ أبقراط

وضعَ أبقراط مُدوَّنةَ أخلاقٍ قديمةٍ للأطبّاءِ ذكرَ فيها عدّةَ موضوعاتٍ تتعلّقُ بالأخلاقيّاتِ، والمبادئ الطبيّةِ، وإعطاءِ دروسٍ مجّانيةٍ لطُلّابِ الطبِّ، وتدعو الأطبّاءَ إلى عدمِ استخدامِ السكّينِ في الجراحةِ، وغيرها، واليوم تستعينُ كُلّياتُ الطبِّ بقَسَمِ أبقراط في صورتِه المُحدَّثةِ؛ حيث يُطلَب من خرِّيجي الكُلّيةِ قراءةُ قَسَمِ أبقراط كعهدٍ للتمسُّكِ بالمبادئ الأخلاقيّةِ أثناءَ ممارسةِ مهنةِ الطبِّ.[٢]

السوائلُ الأربعةُ لدى أبقراط

طوَّرَ أبقراطُ نظريّةَ السوائلِ الأربعةِ، والتي تُعَدّ نظرةً مُختلفةً عمّا كانَ سائداً قديماً حولَ المرضِ، وذلك عن طريق رَبطِه بالبيئةِ، وما يحدثُ داخلَ الجسمِ، فالسوائلُ الأربعةُ هيَ: صفراءُ الكبدِ، والسوداءُ التي يفرزُها الكبدُ، والدمُ، والبلغمُ، حيث تنصُّ النظريّةُ على أنّ هذه السوائلَ تُحدّدُ الصحّةَ الجسديّةَ، والعقليّةَ، والنفسيّةَ للإنسانِ؛[٢] إذ يكونُ الجسمُ في صحّةٍ جيّدةٍ عندما تكونُ هذه السوائلُ الأساسيّةُ الأربعةُ مُتوازنةً، أمّا إذا اختلّ توازُنها فإنّ الجسمَ سيتعرّضُ للمرضِ،[٤] ومن أفكارِ أبقراط الطبيّةِ أيضاً أنّ الأمراضَ تتسبَّبُ بها البقايا غيرُ المهضومةِ الناتجةُ من نظامٍ غذائيٍّ غيرِ مناسبٍ؛ إذ تُفرز هذه البقايا الأبخرة التي تنتقلُ إلى الجسمِ، وتتسبَّبُ في المرضِ.[٣]

تأثيرُ أبقراط

وضعَ أبقراط بصمتَه المُؤثِّرةَ في المجالِ الطبيِّ؛ إذ تحدّثت المدارسُ الطبيّةُ القديمةُ، كالتجريبيّةِ الأولى، والعقلانيّةِ عن أنّ أبقراط يُعَدّ مصدراً لعقائدِهم، كما تأثّرَ جالين بنظريّاتِ أبقراط عندما وضعَ نظامَه الطبيَّ الذي أصبحَ لاحقاً أساساً للطبّ الأوروبيّ، والعربيّ في عصرِ النهضةِ، بالإضافة إلى أنّ أبقراط ظلَّ إلى اليومِ نموذجاً للجوانبِ الإنسانيّةِ، والأخلاقيّةِ في مهنةِ الطبِّ.[٣]

المراجع

  1. Mark Cartwright (20-4-2016), “Hippocrates”، www.ancient.eu, Retrieved 19-3-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Traci Pedersen (8-5-2018), “Who Was Hippocrates”، www.livescience.com, Retrieved 19-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Wesley D. Smith (11-3-2019), “Hippocrates”، www.britannica.com, Retrieved 19-3-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “Hippocrates”, www.encyclopedia.com, Retrieved 19-3-2019. Edited.