كيف تدرس بذكاء

كيف تدرس بذكاء

يحلم كلُّ طالبٍ بتحقيق أفضل النتائج، والحصول على أعلى الدرجات، إلّا أنّ بعضهم لا يحصلون على ما يتمنّونه، وقِلّةٌ منهم يحصلون على نتائج تُرضِيهم؛ ويعود السبب في ذلك إلى طريقة الدراسة الخاطئة؛ فمعظمهم يعتقدون بأنّهم كُلَّما بذلوا جُهْداً أكبر، فإنّهم سيُحقِّقون النجاح المطلوب، وهذا الأمر وحده غير كافٍ؛ لأنّ الدراسة لا تَعتمِد على بَذْل الجهد وحده، إذ إنّ هناك عِدّة وسائل إن أُخِذَت على محمل الجدّ، فإنّها ستعود بالفائدة على الطالب، وستتيح له المجال للوصول إلى ما يريده في نهاية المطاف، علماً بأنّ الدراسة بذكاء أساس النجاح، فهي تشير إلى مَقدِرة الطالب على تحقيق أفضل النتائج، والحصول على علامات عالية، على الرغم من أنّ هذا لا يعني أنّه لن يبذلَ جُهْداً أثناء دراسته، إذ إنّه أمر يختلف من شخصٍ إلى آخر، ويَعتمِد على الفروقات الفرديّة، حيث تتضمّن الدراسة بذكاء مجموعةً من الخطوات التي إن نفّذها الطالب، فإنّه سيحصل على أفضل النتائج التي تُرضيه، وذويه.[١]

نصائح تساعد على الدراسة بذكاء

يأمل الطلّاب جميعهم بالحصول على الدرجات العالية، والوصول إلى أهدافهم، ولتحقيق هذه الغاية، لا بُدّ من وَضْع بعض النصائح بين يدي القارئ، حيث إنّ من شأنها المُساعَدة على الدراسة بذكاء:[٢]

  • تجزئة الموادّ الدراسيّة: إذ إنّ على الطالب تقسيم الموادّ الدراسيّة، بحيث يبتعد عن دراسة 6، أو 7 موادّ في يومٍ واحد، ممّا يُؤثِّر عليه، فيضطر إلى البقاء حتى ساعات مُتأخِّرة من الليل، ويُرهِقُ عينَيه.
  • وَضْع خطّة دراسيّة: يساعد وَضْع جدول زمنيّ على تنظيم الوقت، وتحديد فترات مُعيَّنة من اليوم للدراسة على مدار الأسبوع، الأمر الذي من شأنه أن يُبرمِجَ العقل، والجسم على هذا المَوعِد، ممّا سيؤدّي إلى أن يلتزمَ الطالب تلقائيّاً بجدوله، ويستفيد منه بشكل أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّ الطالب قد يُضطر أحياناً إلى تغيير جدوله الزمنيّ؛ أي تغيير روتينه الذي اعتاد عليه؛ وذلك بسبب ظروفه في المنزل، أو بسبب امتحان غير مُتوقَّع، فلا حرج حينها من تغيير الجدول بناءً على الظَّرف الحاصل، إلّا أنّه تُفضَّل العودة إلى النظام القديم ما إن ينتهي هذا الظرف.
  • وَضْع هدف وغاية لكلِّ مادّة: أي تحديد الطالب لأهداف فرعيّة تقوده إلى هدفه الرئيسيّ؛ فالدراسة بدون هدف، أو خُطّة مُجدِية، من شأنه إهدار وقته دون فائدة، كأن يُكرِّس عقله للحفظ المُتواصِل دون هدف مَرجُوٍّ من هذا الحفظ، حيث إنّه لا بُدّ له من استحضار بعض الأفكار، أو الأهداف أثناء دراسته وحفظه، ومثال ذلك، اقتناعه بفكرة أنّه إذا حفظ المادّة كلَّها عن ظَهْر قَلْب، فإنّه سينال درجة عالية في الاختبار، وحينئذٍ سيرتفعُ مُعدَّله، وسيدرس ما يرغب به المستقبل.
  • عدم تأجيل شيء من الدروس: عادةً ما يُؤجِّل الطلّاب دراستهم إذا ما واجهوا موضوعاً صعباًن أو طويلاً، لإنجاز عملٍ آخر، إلّا أنّ الأفضل عدم تأجيل أيّ شيء حتى وإن كان بسيطاً؛ وذلك لأنّه إذا أُجِّلَت مادّة، أو حتى بندٌ صغير، فإنّ الدراسة ستكون أقلّ فاعليّة.
  • البَدء من الصعب ثمّ التدرُّج إلى السهل: حيث إنّ الدراسة بطبيعتها تحتاج إلى بَذْل مجهودٍ عقليّ كبير، وتستنزف طاقة هائلة من الطالب؛ ولأنّ الموادّ الصعبة تحتاج إلى جُهْدٍ وطاقةٍ كبيرين، فإنّ البَدء بها أفضل بكثير من البَدء بشيء أكثر سهولة؛ وذلك لأنّ الطالب يكون مُتحلِّياً بكامل طاقته، كما أنّه عند الانتهاء من المادّة الصعبة، فإنّ الدراسة تصبحُ أكثر سهولة.
  • وَضْع الملاحظات: إنّ وَضْع الملاحظات، والقوانين، والأشياء المُهِمّة على ورقة جانبيّة، ومراجعتها قَبْل البَدء بالدراسة، يساعد الطالب على تذكُّر الموضوع الرئيسيّ بشكل كبير، فلا يُضطر الطالب إلى العودة إلى كلِّ ما درسه سابقاً.
  • الدراسة بتركيز: تتطلّب المُذاكرة التركيز الطويل، والمُستمِرّ؛ وذلك كي يستطيعَ التعرُّف على الأشياء الجديدة، ويفهمَها، وعلى الأغلب، فإنّ مُعظَم الطلّاب يواجهون مُشكِلة تُعَدّ من أكبر وأصعب المشاكل، ألا وهي عدم القدرة على التركيز لفتراتٍ طويلة، حيث يفقدون تركيزهم بعد مُضِيّ دقائق قليلة، وهذا الأمر مُنتشِر بشكلٍ واضح، خاصّة عند صغار السنّ، وقد يعود السبب في ذلك إلى تأثير عِدّة عوامل، من أهمّها: التلفاز، والأجهزة الإلكترونيّة، ومُمارسة ألعاب الفيديو على وجه العموم، ومشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، والبرامج التلفزيونيّة التي تحتوي على فواصل إعلانيّة قصيرة، إذ إنّ لها تأثيراً سلبيّاً في عمليّة التركيز؛ وذلك لأنّها لا تسمح للمرء بالتعمُّق بالتفكير، بل تنتقلُ به من موضوع إلى آخر، ممّا يُشتِّت تركيزه على المدى الطويل.[٣]

مشاكِل تُواجه بعض الطلاب أثناء الدراسة

قد يُمضِي الطالب وقته في الدراسة، بحيث يصل ليله بنهاره، ويُجهِد نفسه وهو يحاول فَهْم أسئلة من شتّى المراجع، ويُذاكر باستمرار، إلّا أنّه يتفاجأ عند ظهور النتائج بحصوله على علامات مُتدنِّية، أو درجات لا تُرضِيه، وقد ينظرُ إلى أحد زملائه، فيجدُ أنّه قد حقَّق إنجازاً، ونتائج مُبهِرة أكثر منه، على الرغم من أنّه لا يبذل جُهْداً يُذْكَر بالمقارنة مع المجهود الذي يبذله هو.[١]

وكنتيجة لما سبق، فإنّ الإعداد التامّ الذي لا بُدَّ أن يكون قَبْل البَدء بالدراسة، هو أوّل وأهمّ خطوة للدراسة بذكاء؛ لما له من دور أساسيّ في تهيئة الطالب، واكتشاف قُدراته العقليّة، ومداها؛ وذلك لأنّ الإعداد التامّ للدراسة يجعل الطالب مُتعلِّماً بشكل أفضل، ويُحدِث فَرْقاً في نتائج الاختبارات، فعلى سبيل المثال، قد يقرِّر الطالب الدراسة في غرفة المعيشة، بحيث يكون أمامه عدد من الكُتُب، والموادّ المُختلِفة التي لا بُدَّ عليه من دراستها، إلّا أنّه قد يحين موعد البرنامج المُفضَّل لدى العائلة، فيجتمعون، ويبدؤون بمشاهدة التلفاز، أو قد يأتي الضيوف، أو الأصدقاء، وحينئذٍ يتشتَّت ذهنه، ويَقلُّ مستوى تركيزِه، و قد يكون هو نفسه قلِقاً من الاختبار القادم؛ لأنّه أخفق في الامتحان السابق في الحصول على علامة جيِّدة، ممّا يُؤثِّر على نفسيَّته، وتركيزه، ومثل هذه الأمور البسيطة هي من واقع الحياة اليوميّة، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الطلّاب يعانون أثناء الدراسة؛ ويعود السبب في ذلك إلى عِدّة عوامل تُشكِّل أعداء الدراسة، ومنها:[٣]

  • الخوف.
  • التشتُّت.
  • ضَعْف التركيز.
  • الضَّغط العصبيّ.
  • انعدام وجود خُطّة دراسيّة.
  • انخفاض تقدير الذات الذي يُعزِّز به الطالب نفسه.
  • وجود كَمّ كبير من الموادّ المُتراكِمة المرجُوّ إنهاؤها في وقتٍ مُحدَّد.
  • ضَعْف الإرادة.

عوامل تشتُّت الذهن وحلول ونصائح حولها

فقدان القدرة على التركيز سببه تشتُّت الذهن، وشروده، حيث إنّ من عوامل تشتُّت الذهن ما يأتي:[٣]

  • العوامل الخارجيّة: كالضوضاء، أو التلفاز، أو سوء الإضاءة -سواء كانت عالية، أو مُنخفِضة-، أو الجلوس على مقعد غير مريح، أو الأحاديث التي تدور بالقُرب من المكان الذي تتمّ فيه الدراسة، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو انخفاضها الشديد، وغيرها من العوامل.
  • العوامل الداخليّة: حيث إنّ العوامل الداخليّة تحتاج إلى جهد أكبر كي يتغلَّب الإنسان عليها؛ فنَقْص ساعات النوم، أو سوء التغذية، أو المرض، أو الخمول البدنيّ، كلُّ هذه العوامل كفيلة بتشتيت ذهن الإنسان، كما قد يكون للضغط العصبيّ أَثَر في ذلك أيضاً، إذ إنّ من الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة به: المَشاكِل الأُسَريّة، أو نَقْص المال، أو القلق من الموادّ المُراد دراستها.
  • الافتقار إلى الهدف: فالغموض أثناء الدراسة، وعدم تحديد الهدف المُراد تحقيقه، يُفقِد الشخص المقدرة على التركيز؛ إذ إنّ الإنسان بطبيعته لا يُحبُّ إرهاق نفسه، ممّا يجعله يُفضِّل اللعب، أو النوم، أو مشاهدة التلفاز على المذاكرة، وخاصّة إن لم يكن له غاية منها.

حلول ونصائح:

بعد تحديد العوامل الثلاثة التي تُشتِّت ذهن الطالب، فإنّه لا بُدَّ من طَرْح حلولٍ جذريّة قد تساعد على التركيز، وتساعد الذاكرة على استعادة جُزْء من نشاطها، ومن هذه الحلول:[٣]

  • الإعداد للمُذاكَرة.
  • النوم لساعات كافية.
  • الاهتمام بالصحَّة، والنظام الغذائيّ.
  • مُمارَسة الرياضة.
  • وَضْع أهداف واقعيّة، والسَّعْي وراءها.
  • إدارة الوقت، والتحكُّم في وقت المذاكرة.
  • تحديد الأولويّات.

المراجع

  1. ^ أ ب STEVE MUELLER (31-3-2017), “How to Study Smart not Hard”، www.planetofsuccess.com, Retrieved 16-8-2018. Edited.
  2. Becton Loveless , “10 Habits of Highly Effective Students”، www.educationcorner.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث كيفن بول (2008)، ادرس بذكاء وليس بجهد (الطبعة الرابعة)، المملكة العربية السعودية: مكتبة جرير، صفحة 31, 32, 75, 76, 77, 78. بتصرّف.