تحليل المحتوى

تحليل المحتوى

تحليل المحتوى (بالإنجليزيّة: Content Analysis)، هو أسلوبٌ يُستخدم لقياس وتحديد كمية الإجابات حول مجموعة من الأسئلة؛ عن طريق استخدام عددٍ من القيم من أجل الحصول على إجابات متنوّعة،[١] وأيضاً يُعرف تحليل المحتوى بأنّه تحليل يُستخدم من أجل معرفة المعنى والهدف من تأثير شيء ما، مثل الصحافة، والبث التلفزيونيّ، والاتصالات؛ عن طريق وضع دراسة لتقييم النتائج المُترتّبة على المحتوى.[٢]

يُمكن تعريف تحليل المحتوى أيضاً بأنّه الأسلوب البحثيّ الذي يُستخدم من أجل صناعة دلالات مُكرّرة وصحيحة؛ من خلال ترميزها وتفسيرها على شكل مواد نصيّة. يعتمد تحليل المحتوى على وجود منهجيّة نصيّة كالمُستندات والرسومات التي من المُمكن تحويلها من بيانات نوعيّة إلى بيانات كميّة، وغالباً يُستخدم هذا الأسلوب في مجال الدراسات الاجتماعيّة.[٣]

تاريخ تحليل المحتوى

لا يوجد تاريخ واضح يُشير إلى بداية تحليل المحتوى، ولكن تعود بدايته الفعليّة إلى عام 1930م على يد المفكّر لازويل وأصحابه في مدرسة الصحافة الواقعة في كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، ومن ثمّ عمل بعده المفكر سبيد على إجراء دراسة لوضع مقارنة بين التغير الناتج عن حدّ صحف نيويورك، بعد زيادة توزيع صحيفة نيويورك تايمز مع تخفيض ثمنها وزيادة عدد صفحاتها.[٤]

ظهرت مجموعة من الدراسات التي استخدمت نموذج تحليل المحتوى، وأصبحت من أهمّ الدّراسات المُميّزة في هذا المجال، ومنها دراسة ويلي للصحف الإقليميّة المشابهة لدراسة الصحف الإقليميّة الأسبوعيّة التي طُبّقت خلال حرب استقلال أمريكا؛ إذ استخدمت الفئات والمقاييس ذاتها في الدراستين، واستخدم منهج تحليل المحتوى بشكل منتظم في عام 1940م في الأبحاث الخاصّة في الصحافة، من خلال الدراسات المقدّمة من ليتس ولازويل عن طريق دراسة المَعارف المُرتبطة بدعاية جامعة شيكاغو.[٤]

صَدرت العديد من الدراسات الخاصّة في تحليل المحتوى باعتباره منهجاً علمياً؛ ومنها أبحاث باركوس الذي أجرى 1719 بَحثاً في تحليل المحتوى، وصُنِفتْ لاحقاً على مجموعة من الفئات من أجل تحليلها، وعُقِدَ المؤتمر القوميّ الأمريكيّ في عام 1967م حول تحليل المحتوى، ويعدُّ المؤتمر الأوّل الذي اهتمّ في مناقشة الكثير من الأبحاث الخاصّة في تحليل المحتوى. ظهر تحليل المحتوى في الدول العربيّة ضمن الدراسات الاجتماعيّة، ومن ثمّ في مجال الإعلام بعد إنشاء مصر لكلية الإعلام في عام 1970م؛ إذ أصبحت الدراسات الإعلاميّة تعتمد على استخدام أساليب وأدوات تحليل المحتوى، في الرسائل الدراسيّة الجامعيّة لمَرحلة الدراسات العُليا.[٤]

خصائص تحليل المحتوى

يتميّز تحليل المحتوى بالخصائص الآتية:[٥]

  • أسلوب وصف؛ أيّ إنّ تحليل المحتوى يُستخدم لوصف شيء أو موضوع ما، والوصف هنا هو التفسير المُستخدم في تحديد معنى الظاهرة كما هي.
  • الموضوعيّة؛ أي إنّ نظر تحليل المحتوى نحو الموضوع يكون كما هو، وليس من خلال الاعتماد على عوامل أخرى مثل التحليلات الشخصيّة.
  • التنظيم؛ هو تَطبيق التحليل من خلال الاعتماد على استخدام خطّةٍ علميّة تحتوي على توضيح لفرضياتها، ويتمُّ من خلالها تحديد الفئات المُستخدمة في التحليل وخطواته ونتائجه.
  • أسلوب كميّ؛ أي يَعتمد تحليل المحتوى على تقدير الكميات (الأرقام) من أجل استِخدامها أساساً لدراسة المحتوى.
  • أسلوب علميّ؛ لأنّ تحليل المحتوى يهتمّ بدراسة الظواهر الخاصة في المحتوى (المضمون)، ممّا يساهم في وضع القوانين حتى توضح العلاقات بينها.
  • استخدام الشكل؛ هو من سمات تَحليل المُحتوى الذي يتمُّ التعامل معه من خلال نقطتين هما:
    • النقطة الأولى: هي مضمون المحتوى الذي يشمل المعارف، والأفكار، والحقائق، والنظريات، والمهارات، والقوانين، والقيم.
    • النقطة الثانيّة: هي الشكل المُستخدم في نقل المحتوى إلى المتلقّين.
  • الاهتمام بدراسة مضمون المادة الظاهر؛ أي إنّ تحليل المحتوى يعتمد على تحليل المعاني الظاهرة التي تُعبّر ألفاظها عن المحتوى دون تعمق في أسباب وأفكار الكاتب.

أنواع تحليل المحتوى

يُقسم تحليل المحتوى إلى نوعين هما:[٥]

  • تحليل المحتوى المهاريّ: هو التحليل الذي يَعتمد على تعلّم المهارات الخاصّة في تحليل المهارة أو المَعروف بمُسمّى تحليل الخطوات المتتابعة، وأفضل أسلوب مستخدم في تحليل المحتوى هو الأهداف الحركيّة، والذي يعتمد على وجود تصوّر ذهنيّ لكافة المعلومات المطلوبة، لتحقيق الهدف من التسلسل الذي تبدأ به، ويتميّز هذا النوع بالخصائص الآتية:
    • الاعتماد على تنظيم خطوات تحليل المحتوى المهاريّ في تسلسل معين.
    • من الممكن تعلّم كلّ خطوة، والتدريب عليها بشكل مستقل عن غيرها من الخطوات.
    • تُعدُّ مخرجات كلّ خطوة المدخلات الخاصة في الخطوة التي بعدها.
  • تحليل المحتوى المعرفيّ: هو التحليل الذي يدرس المحتوى المعرفيّ الخاص في التحليل الهرميّ، ويَعتمد على وجود مَعرفةٍ كاملة في المحتوى ممّا يساهم في تحليله إلى مُكوّنات فرعيّة؛ لذلك يجب على المُحلّل أنّ يكون مُدركاً للمهارات العقليّة التي يجب على المتلقّي تعلمها.

مميّزات وعيوب تحليل المحتوى

تؤثر على تحليل المحتوى مجموعةٌ من الصفات التي تُشكّل مميزاته وعيوبه؛ والآتي معلومات عنها:[٦]

  • مميزات تحليل المحتوى: هي صفات يتميّز بها تحليل المحتوى ومنها:
    • الاعتماد على الاتصال النصيّ، ممّا يساهم في تحقيق التفاعل الاجتماعيّ.
    • توفير معلومات ذات قيمة تاريخيّة من الممكن الرجوع لها خلال فترةٍ زمنيّةٍ طويلة.
    • السماح في بناء تحليلات إحصائيّة على شكل رموز موزّعة بين علاقات وفئات معينة.
    • القدرة على استخدام تحليل المحتوى لتفسير النصوص من أجل تطوير النظم.
    • يعدُّ تحليل المُحتوى من الوسائل التفاعليّة غير المزعجة.
  • عيوب تحليل المحتوى: هي صفات تُؤثر سلبياً على تحليل المحتوى ومنها:
    • الحاجة إلى وقت طويل جداً لتطبيق تحليل المحتوى.
    • ظهور أخطاء زائدة عند مُحاولة تحقيق مستوى أفضل من التفسير.
    • غياب قاعدة نظريّة تساهم في الوصول إلى استنتاجات ذات معنى مرتبط بالتأثيرات، والعلاقات الخاصّة في الدراسة.
    • تجاهل السياق الخاص في النص؛ تحديداً بعد أن يتمّ إنتاجه.
    • قد يكون من الصعوبة إضافة تَحليل المحتوى إلى نظامٍ حاسوبيّ.

المراجع

  1. “content analysis”, Business Dictionary, Retrieved 10-3-2017. Edited.
  2. “content analysis”, Dictionary.com, Retrieved 10-3-2017. Edited.
  3. “Content Analysis”, University of Georgia – Terry College of Business, Retrieved 10-3-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت محمد المدخلي ، منهج تحليل المحتوى تطبيقات على مناهج البحث (دراسة جامعية)، المملكة العربية السعودية: كلية المعلمين بمحافظة جدة – جامعة الملك عبد العزيز، صفحة 3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب إسكندر محمد (2013م)، تحليل المحتوى (دراسة جامعية)، العراق: جامعة ديالى – كلية التربية الأساسية – قسم الدراسات العليا – ماجستير – طرائق تدريس اللغة العربية، صفحة 10-11. بتصرّف.
  6. “Content Analysis”, The University of Texas at Austin School of Information, Retrieved 10-3-2017. Edited.