بحث عن لغة الضاد

حرف الضاد

إنّ حرف الضاد هو أحد حروف اللغة العربية، وهو غير موجود في أي لغة من لغات العالم؛ فهو حرف هجاء خاص بالعرب، وهو مقتصر عليهم دون سائر الأمم، فهو غير موجود في اللغات السامية أو اللاتينية، ولذلك فإنّ غير العرب يجدون صعوبة في نطقه نطقاً سليماً، خاصةً لمن أراد أن يتعلم اللغة العربية، فيجد بأنّه يستلزم تمرّناً خاصاً في نطقه، فهو من أعصى الحروف العربية نطقاً على غير العرب.

لهذه الميّزة التي يتمتع بها حرف الضاد، والتي ميّز فيها اللغة العربية عن غيرها من اللغات، بحيث جعلهم عاجزين عن النطق به، أُطلق عليها قديماً (أي اللغة العربية) لغة الضاد، وتأكيداً على ذلك جاء في المعجم الوسيط ما مفاده بأنه: يظهر بأنّ حرف الضاد كان عصيّاً في النطق على أهل الأقطار التي فتحها العرب، وهذا يُفسّر تسمية اللغة العربية بـ “لغة الضاد”.

لغة الضاد

البحث في اللغة العربية “لغة الضاد” يقودنا للحديث عنها في عدة جوانب، وهي أصل اللغة العربية: وميزاتها، وأسباب انتشارها، وعلومها، والتفصيل كالتالي:

أصل اللغة العربية

تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات السامية، وهي من أحدثها نشأة، وتاريخاً، وأفاد اللغويون العرب بأن هناك العديد من الآراء حول أصلها، وهي:

  • الرأي الأول: أن اللغة العربية أقدم من العرب، وبأنها لغة سيدنا آدم عليه السلام في الجنة.
  • الرأي الثاني: في عصر الخلافة العباسية نشأت نظريات تفيد بأن أول من تكلم بها هو “يعرب بن قحطان”.
  • الرأي الثالث: أن نبي الله إسماعيل عليه السلام هو أول شخص تكلم بها.
  • الرأي الرابع: أنّها لغة قريش خاصة، لأن أقدم النصوص للغة العربية هو القرآن، وأن سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو قُرشيّ.

ميزات اللغة العربية

  • هي لغة القرآن الكريم، فقد نزل بها، لذلك تعد لغة مقدسة، ولا تتم الصلاة، وبعض العبادات الأخرى إلا بها.
  • هي من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، وهي تحتوي على ثمانية وعشرين حرفاً، وتُكتب من اليمين إلى اليسار.
  • هي أكثر اللغات انتشاراً في العالم؛ حيث يتحدث بها أكثر من أربعمائةٍ وعشرين مليون نسمة في الوطن العربي، وفي المناطق الأخرى المجاورة.
  • هي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من شهر ديسمبر، كذكرى اعتمادها من بين اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.

أسباب انتشار اللغة العربية

  • اللغة العربية هي لغة رسميّة في جميع دول الوطن العربي، وهي تُدرّس بشكل رسمي في الدول الإسلامية، وذلك نتيجةً لانتشار الإسلام،

أي إنّ اللغة العربية قد استمدّت مكانتها العالية، وانتشارها من مكانة الإسلام العالية وانتشاره، واستمرار الخلافة الإسلامية لمئات السنوات، أدى بطبيعة الحال إلى ذلك الأمر.

  • إنّ السبب الرئيسي لانتشار اللغة العربية هو القرآن الكريم، وبسببه حافظت اللغة العربية على توهجها وعالميتها، وهذا التوهج وهذه العالمية تدور وجوداً وعدماً مع وجود القرآن الكريم، لذلك ستبقى اللغة العربية على هذا إلى يوم الدين.
  • بعد تمكّن الإسلام من العرب توحّدت اللهجات العربية، وأصبحت للعرب لغة واحدة تجمعهم، وكان من الواجب عليهم تعلّمها والاهتمام لها لأن الصلاة والعبادات الأخرى لا تتم إلا بها، ومع هذا التوحد تغلبت لغة القرآن على ما سواها من لغات.

علوم اللغة العربية

تُكتب اللغة العربية بالأبجدية العربية ولها ثمانية وعشرين حرفاً، ومن علماء اللغة من يدخلون الهمزة ضمن حروفها ويعتبرون أن عدد أحرفها هو تسعة وعشرين حرفاً، والتنسيق الأبجدي لمعاني الحروف كالتالي: (أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ)، وإنّ هذا الترتيب مأخوذ من ترتيب الحروف في اللغات السامية الأخرى، وقد أعاد العرب ترتيب هذه الحروف، وجعلوها كالترتيب الذي نعرفه وهو كالتالي: (أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي)، فهذا الترتيب هو الذي أخذ عن المواد اللغوية في المعاجم، واللغة العربية لغة ثرية بالعلوم، وفيها (الترادف، وأصول الكلمات والمفردات، والنحو، والإعراب، والبلاغة، وعلم العروض والقوافي، وعلامات الترقيم)، والتفصيل كالتالي:

الترادف

هو كلمة لها نَفس معنى كلمة أخرى، إلا أن نطقها يكون مختلفاً، واللغة العربية من أغنى اللغات بهذه المترادفات، فمثلاً الأسد له خمسمائة اسم، والعسل له ثمانين اسم، ولكن في نفس الوقت يقول معظم علماء اللغة إنّ هذه المترادفات ليست مترادفات تماماً، لأنّ هناك فروقات دقيقة بين الكلمات، وهذه الفروقات لا يعرفها الناس، ممّا يجعلهم يعتقدون أن معناها واحد.

أصول الكلمات والمفردات

إنّ فيها من المفردات مختلف أنواع الكلمة، مثل: (الاسم، والفعل، والحرف)، ومن المترادفات، مثل: (الأسماء، والأفعال، والصفات) وهو ما لم يجتمع مثله في أي لغة من لغات العالم، فقد جمع للسيف مثلاً نحو ألف اسم.

النحو

علم النحو يهتمّ في تكوين الجملة؛ حيث يبين كيفية تكوينها، وموضع كل كلمة في الجملة، وتغيير مواضع الكلمات فيها، ووظيفة هذه الكلمات، وهو يهتم أيضاً بمسألتي الإعراب والبناء.

الإعراب

الإعراب يتعلق بقواعد اللغة العربية، والتي تظهر من خلال حركة آخر حرف في الكلمة؛ كالأفعال والأسماء؛ حيث تتغير حركة آخر حرف في كل كلمة حسب موقع الكلمة في الجملة، وحسب نوعية الجملة إن كانت اسمية، تبدأ باسم، أو إن كانت فعلية تبدأ بفعل، وقد تكون الحركة إما بالفتح، أو بالضم، أو بالكسر.

البلاغة

هي حسن البيان وقوة التأثير، قسّم علماء اللغة العربية هذا العلم إلى ثلاثة أقسام: وهي (علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع)، فعلم المعاني هو: ما يحترز به عن الخطأ في مؤدى المعنى الذي يريده الشخص الذي قاله، أي المتكلم، وذلك حتى يفهمه الشخص الذي يستمع دون خلل، أما علم البيان: فهو العلم بما يحترز به عن التعقيد المعنوي، كي لا يُفهم إلا المعنى المراد، وبالنسبة لعلم البديع، فهو علم بجهات تحسين الكلام.

علم العروض والقوافي

العروض هو: “علم يبحث فيه عن أحوال الأوزان المعتبرة”، فهو علم ميزان الشعر أو موسيقى الشعر، وأمّا علم الاشتقاق فهو عملية استخراج لفظ من لفظ، أو صيغة من صيغة، أو استخراج لفظ من لفظ آخر متفق معه في المعنى والحروف الأصلية.

علامات الترقيم

هي عبارة عن رموز اصطلاحية متنوعة، توضع بين الكلمات، أو الجمل، أو النصوص، أو الفقرات، وهي تساعد على معرفة مواقع الفصل في الكلام، والوقف، والابتداء، وتساعد أيضاً على معرفة أنواع النبرات الصوتية، والأغراض من الكلام، وكل ذلك تيسيراً، وتسهيلاً لفهم ما يريده الكاتب، ويستوعب القارىء ما يقرأ.

وفي الختام لا يستطيع الشخص إلا أن يبدي أسفه فيما حلّ باللغة العربية من هجر، وانحدار، في أيامنا هذه، بعد أن انتشرت وذاع صيتها، فقد جاء الإسلام ووحّد لهجات العرب، وجعلهم على لسانٍ عربيّ واحد، ولكن الآن ومع اختلاف لهجات الشعوب العربية، تجد أنّ أحداً لا يفهم على الآخر، وكأنه يتحدث بلغة أخرى.