من هو فاتح الأردن

أهميّة الفتوحات الإسلاميّة

أمر الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بتبليغ دعوة الإسلام للنّاس كافّةً، إذ إنّ رسالة الإسلام رسالةٌ عالميّةٌ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدّخول في الإسلام لا يكون إكراهاً، إذ إنّ الحريّة من المبادئ التي تكفّل بها الإسلام، يدلّ على ذلك تقرير أحكام الجِزية، وما يتعلّق بأهل الذّمة، إذ تكفّل الإسلام بحرّيتهم؛ في العقيدة، وفي أداء العبادة الخاصّة بهم، وتطبيق أحكام دِينهم، وتحريم الاعتداء عليهم، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الفتوحات الإسلاميّة كانت إحدى وسائل نشر الدّعوة الإسلاميّة، وتحقيق العديد من الغايات المتعلّقة بالإسلام؛ منها: إزالة أيّ عائقٍ يمنع من حريّة الاعتقاد، والتخلّص من الانحرافات والخُرافات، ومَنْع الظُلم والبغي والعدوان، وتحقيق الأَمْن لنشر الدّعوة، ونُصرة المظلومين، وكانت الفتوحات الإسلاميّة تتحلّى بالعديد من الآداب؛ مثل: عدم الخيانة، أو الغدر، أو التمثيل بالقتلى، أو قَتْل الصغير، أو المرأة، أو الكبير، أو قَطْع الشجر، وغير ذلك.[١]

فاتح الأردن

مُجريات فَتْح الأردن

فُتِحَت الأردن على يد شُرحبيل بن حَسَنة، في السنة الخامسة عشر،[٢] وكان فَتْح الأردن عَنْوةً؛ أيّ قَهْراً، وغلبةً، وضغطاً، وإكراهاً، وإرغاماً، إلّا طبريّا؛ إذ صالح أهلها شُرحبيل مقابل النًّصف من الكنائس والمنازل، وتحقيق الأمن على الأنفس، والأموال، والكنائس، والمنازل، وذلك بعد حصارٍ استمرّ لعدّة أيّامٍ، إلّا أنّ الصُّلح ذلك لم يستمرّ طويلاً؛ إذ إنّ أهل طبريّا نَقَضُوه زمن خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، ممّا استدعى أبو عُبيدة -رضي الله عنه- بتوجيه الأوامر لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- بفَتْح طبريّا من جديدٍ، فسار إليها مع أربعة آلافٍ من الجُند، ثمّ وجّه أبو عُبيدة عمرو بن العاص إلى سواحل الأردن، ليُخبره بكثرة الرّوم فيها، ثمّ وجّه أبو عُبيدة يزيد بن أبي سُفيان وأخاه مُعاوية إلى سواحل الأردن عند عمرو بن العاص، ففُتحت السواحل،[٣][٤] وكان فَتْح الأردن بعد فَتْح دمشق.[٥]

وكان أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- قد توفّي قبل معركة اليرموك بعشر ليالٍ، التي انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الروم، ثمّ كانت معركة طبقة فَحْل، التي وقعت بعد خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بخمسة أشهرٍ، أيّ في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة، وكانت انتقاماً من انتصار المسلمين في معركة اليرموك، بعد أن استنفر هرقل عظيم الروم جُنده، ومُناصريه من أهل الجزيرة، وانتهت المعركة بهزيمة الرُّوم وانتصار المسلمين،[٦]

التعريف بفاتح الأردن شُرحبيل بن حَسَنة

فاتح الأردن هو: شُرحبيل بن عبدالله بن المُطاع بن عَمرو بن كِنْدة، وأمّه هي: حَسَنَة؛ مولاة مَعْمَر بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، تزوّجت من سفيان، من بني زُريق بن عامر، وكان من الأنصار، وله من الأولاد: جُنادة، وجابر، وقد حالف شُرحبيل بني زُهرة، وكان أميراً على بعض مناطق الشام في عهد أبي بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما-، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد بعثه رسولاً إلى مصر، وتوفّي الرّسول وهو في مصر، وقد شارك شُرحبيل -رضي الله عنه- بالعديد من غزوات النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان من أصحابه، وكانت وفاة شُرحبيل -رضي الله عنه- سنة ثمان عشرة، بسبب طاعون عِمْواس، وكان يبلغ من العمر حين وفاته سبعاً وستين سنةً.[٧][٨]

وُلاة الأردن بعد الفَتْح

وُلي أمر الأردن لعدّة وُلاة، وذلك بعد فَتْحها، ويُذكر منهم:[٩]

  • شُرحبيل بن حَسَنَة: وقد عُيّن والٍ على الأردن بأمرٍ من أبي عُبيدة حين تولّى أمر بلاد الشام، ثمّ عُزل شُرحبيل بأمرٍ من عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، في السنة السابعة عشر.
  • يزيد بن أبي سفيان: وقد ولّاه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بعد عَزْله لشُرحبيل، وبَقِيَ يزيد والياً على الأردن وفلسطين إلى أن أُصيب بالطاعون، وتوفّي سنة ثماني عشرة.
  • عَمرو بن العاص: وقد تسلّم الولاية على الأردن بعد وفاة يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وكان عَمرو قبل ذلك والياً على فلسطين.
  • بلال بن رباح -رضي الله عنه-.
  • خالد بن رباح: وهو أخو بلال بن رباح -رضي الله عنهما-.
  • حُصين بن نمير -رضي الله عنه-.

المراجع

  1. “أهمية الفتوحات الإسلامية”، www.islamstory.com، 5-2-2008، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2020. بتصرّف.
  2. شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، صفحة 70، جزء 3. بتصرّف.
  3. قدامة بن جعفر (1981)، الخراج وصناعة الكتابة (الطبعة الأولى)، بغداد: دار الرشيد، صفحة 290. بتصرّف.
  4. “تعريف وشرح معنى عنوة”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
  5. علي بن حزم الأندلسي (1900)، جوامع السيرة (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 342. بتصرّف.
  6. محمد بن عبد الرزاق (1983)، خطط الشام (الطبعة الثالثة)، دمشق: مكتبة النوري، صفحة 82-83، جزء 1. بتصرّف.
  7. مجد الدين ابن الأثير (1972)، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة الأولى)، صفحة 500، جزء 12. بتصرّف.
  8. محمد بن سعد البغدادي (1968)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 128، جزء 4. بتصرّف.
  9. عبد السلام آل عيسى (2002)، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية (الطبعة الأولى)، السعودية: عمادة البحث العلمي، صفحة 752-754، جزء 2. بتصرّف.