تاريخ بريطانيا القديم

بريطانيا

تمثّل بريطانيا جغرافياً جزيرة تقع في غرب قارة أوروبا ويفصلها عن الأراضي القارية القنال الإنجليزي، وهي أكبر جزر القارة الأوروبيّة والتاسعة على مستوى العالم، كما أنّها من أكثر الجزر المأهولة بالسكان في العالم، وسياسياً فإنّ بريطانيا تشمل المملكة التي تضمّ كلاً من إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية وأسكتلندا، بالإضافة إلى الجزر التابعة لكل منها.

ضمّت بريطانيا في المرحلة الاستعمارية العديد من الأراضي والأقاليم حول العالم فيما يُعرف بدول ما وراء البحار لتكون أكبر إمبراطورية في التاريخ، وتترك بصمتها حول العالم في الثقافة واللغة والأنظمة القانونية.

تاريخ بريطانيا القديم

العصور الحجرية

تشكّلت الجزيرة البريطانية قبل حوالي ثمانية آلاف عام مع ظهور القناة الإنجليزية، وقبل حوالي ألفي عام قبل الميلاد بدأت الهجرات البشريّة التي كان مصدرها سكان شمال أوروبا الذين نقلوا معهم حيوانات مستأنسة، وعرفوا بعدها تربية الماشية والزراعة، وفي فترة لاحقة شهدت بريطانيا موجات أخرى من الهجرات، كانت هذه المرّة متمثلةً في قبائل الكلت القادمة من وسط آسيا.

الحكم الروماني

بدأ الغزو الروماني لبريطانيا في عام 42 قبل الميلاد، عندما قرّر يوليوس قيصر الحصول على أراضي الجزيرة لخصوبتها، ولم يلق الرومان مقاومة تُذكر في البداية إذا ما أخذنا في الاعتبار الفرق الشاسع في تطوّر أسلحة ومعدات الحرب بين الجانبين، وتجدّدت مقاومة البريطانيين للرومان الذين كانوا يشقّون الطرق المُعبّدة للاستخدام العسكري، وأسّسوا العديد من المدن الجديدة، وأهمّها مدينة لندن العاصمة الحالية لإنجلترا، واستمرّ الحكم الروماني لبريطانيا لمدة خمسة قرون، ولكنها لم تصمد بعد ذلك أمام هجمات القبائل الجرمانية.

الأنجلو ساكسون والعصور الوسطى

عرفت بريطانيا في تلك المرحلة بالأنجلو ساكسونية نظراً لاختلاف الحكام على بريطانيا الذين كانت أصولهم من الأقاليم الفرنسية، فقد قام الجرمان بمهاجمة بريطانيا من الجبهة الجنوبيّة الشرقية، وهي الأقرب لليابسة ناحية أوروبا، واستطاع دوق نورمانديا القضاء على الملك الإنجليزي في ذلك الوقت هارولد ليؤسس الحكم الأنجلو ساكسوني، الذي اتّسم بتغيير العديد من الأنظمة والتقاليد الإدارية وتكوين طبقة حاكمة جديدة ذات أصول فرنسية، إلّا أنّ لغة القبائل كانت السائدة في تلك الفترة لتختلف عن اللغة الفرنسية.

في أواخر القرن السادس أرسلت الكنيسة الرومانيّة بعثةً تبشيرية إلى بريطانيا التي لم يستجب أهلها للمسيحيّة، وبقي الكثيرون منهم على الوثنية، وتعرضت بريطانيا كذلك في تلك الفترة إلى هجمات الفايكينغ من ناحية أسكتلندا وإيرلندا، وتولّت مملكة وسكس المستقلة الدفاع عن الأراضي البريطانية أمام تلك الهجمات التي خرجت من العصور الوسطى بعد الكثير من الأحداث التي فقدت فيها أكثر من نصف سكانها ما بين حروب وأمراض وبائية كالطاعون.