تاريخ قلعة حلب

قلعة حلب في فجر التاريخ

تُشيرُ الأدلّةُ الأثريّة التي عُثِرَ عليها في موقع قلعة حلب إلى أنّ تاريخَ القلعة يعودُ إلى الألف الثاني قَبلَ الميلاد في العصر الحِثيّ؛ فقد عُثِر على عدد من المعابد القديمة، مثل: معبد الإله حدد الآرامي، ومعبد الإله تيشوب، ونظراً لموقع القلعة المرتفع، فقد تمّ استخدامُها في العصرَين: الهيلينستي، والرومانيّ كحصن ضِدَّ الهجمات، والغزوات الخارجيّة، ثمّ خضعت المنطقةُ لحُكم الدولة البيزنطيّة، واتَّخذَ البيزنطيّون من مبنى المعابد القديم قلعةً حصينةً، وبَقِيت القلعةُ تحتَ سيطرة البيزنطيّين إلى أن حرَّرها العرب، والمسلمون، وتوالَت بعدَ ذلك السيطرةُ العربيّة على قلعة حلبَ؛ فحكمَها الحمدانيّون، ورمَّموها، واعتنوا بمبانيها، ثمّ حكمَها المرداسيّون، وتلاهم آلُ سنقر، والملكُ رضوان بن تتش، ثمّ حكمَها الأيّوبيون، واهتمّ الملكُ الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيّوبي بقلعة حلبَ؛ فبنى الأجزاء المُهمّة فيها، مثل: السُّور، والمسجد، والعديد من القصور، وحصَّنها، وحفرَ خندقاً حولَها.[١]

قلعة حلب منذ نهاية القرن الثالث عشر

غزا الحاكمُ المغوليُّ الشهير هولاكو قلعة حلب في عام ألف ومئتين وستّين، وأحدثَ أضراراً جسيمةً في أجزاء المبنى، وظلَّت القلعةُ تحتَ سيطرة المغول حتى تمكَّنت الجيوشُ العربيّة الإسلاميّة من هزيمتهم في معركة عين جالوت، فأعاد الحكّامُ العربُ ترميم قلعة حلبَ خلالَ حُكمهم، وأصلحوا الأضرار التي أحدثَتها الغزواتُ المُتلاحِقة على مَعالِم القلعة، أمّا في عام ألف وأربعمئة، فقد تعرَّضت قلعةُ حلبَ للغزو مُجدَّداً على يد تيمورلنك المُلقَّب ب(الأعرج)، حيث هَدَم مدينة حلبَ مع قلعتها، وبَقِيت القلعةُ على كذلك إلى أن حرَّرَها المماليكُ، ورمَّموها، وأصلحوها، ثمّ خلَفَهم في حُكم القلعة السلاطينُ العُثمانيّون في عام ألف وخمسمئة وستّة عشر، واستمرَّ الحُكم العُثمانيُّ للقلعة حتى عام ألف وثمانمئة وأربعين، وفي منتصف القرن العشرين أجرَت المديريّةُ العامّة للآثار السوريّة أعمال ترميم، وإصلاح للقلعة، وجَرَى فتحُها أمام الزوّار، والسيّاح.[٢]

موقع قلعة حلب

تقعُ قلعةُ حلبَ التاريخيّة في مدينة حلب الواقعة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة، حيث تتربّعُ هذه القلعةُ في الجزء الأوسط من المدينة، وتحديداً في منطقة مرتفعة عن باقي المدينة بنَحو عشرات من الأمتار، ومن الجدير بالذكر أنّ قلعة حلب تُعتبَر واحدةً من أهمّ شواهد المدينة، وأهمّ القِلاع التاريخيّة على المُستوى العالَميّ؛ فقد حَظِيَت عبرَ تاريخها الطويل بأهمّية كبيرة من الناحيتَين: الاستراتيجيّة، والعسكريّة.[٣]

المراجع

  1. د.غزوان مصطفى ياغي، المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سورية، صفحة 205. بتصرّف.
  2. وحدة شكر الحنكاوي، شيماء فاضل الكبيسي، استراتيجيات التطوير الحضري لمدن القلاع، صفحة 7. بتصرّف.
  3. “مدينة حلب”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2019. بتصرّف.